واحدة تقتل وأخرى تحمي.. ما هي القوات التي تتصدى للمتظاهرين في بغداد؟

قوات مكافحة الشغب العراقية

بوضوح بالغ، يرى الذاهب الى ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، مشهدين متناقضين أنتجتهما حكومة واحدة، بعدما وضعت قوات أمنية لـ”حماية المظاهرات”.

لكن هذه القوات تقوم بأدوار مختلفة: واحدة تقتل المتظاهرين، والأخرى تحميهم.

قوات القتل
  • يفصل المتظاهرين عن القوة الأولى (قوات مكافحة الشغب)، المنتشرة على جسر الجمهورية الرابط بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء أربعة حواجز خرسانية.
  • “خط الصد الأول” كما يُطلق عليه المتظاهرون، أو الحاجز الخرساني الأول، هو الساحة التي تُعلن فيها قوات مكافحة الشغب عن نفسها ودورها، هنا لا تسفر الأفعال إلا عن قتلى وجرحى.
  • لم تستعمل هذه القوات منذ مظاهرات 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى الآن سلاحاً غير القنابل المُسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين ومنعهم من التقدم صوب المنطقة الخضراء. بحسب ما تعلن قيادات الأمن العراقية.
  • قتلت قوات مكافحة الشغب وتسببت بإصابة المئات حتى الآن، فيما تتحدث إحصائية رسمية عن وصول العدد الكلي للقتلى إلى أكثر من 260 قتيلاً.
يفصل المتظاهرين عن قوات مكافحة الشغب المنتشرة على جسر الجمهورية أربعة حواجز خرسانية (رويترز)
قوات تختنق وتتعرض للضرب
  • في الجهة الأخرى من المشهد، تنتشر قوات حفظ القانون، التي شكلتها الحكومة بعد مظاهرات الأول من أكتوبر/ تشرين الأول لتوحيد القطاعات المشاركة في حماية ساحات التظاهر، بين حشود المتظاهرين.
  • ظهر منتسبو تلك القوات في مواقع التواصل والإعلام وهم يساندون المتظاهرين: يبكون معهم ويشاركونهم أهدافهم ومطالبهم تحت شعار السلمية، كما أنهم لا يحملون أي سلاح.
  • بعض عناصر قوات “حفظ القانون” الذين تحدث معهم مراسل موقع الجزيرة مباشر، اتهموا “أحزاب السلطة” بقتل المتظاهرين وإطلاق النار عليهم، دون أن يحددوا أسماء هذه الأحزاب.
  • رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، قال في بيان سبق مظاهرات 25 أكتوبر/ تشرين الأول إن اسم قوات “مكافحة الشغب” غير لائق للتعامل مع المتظاهرين، لذلك تم استحداث قوات حفظ القانون.
قتلت قوات مكافحة الشغب وتسببت بإصابة المئات حتى الآن (رويترز)

مدير موقع خلية الخبراء التكتيكية الإلكتروني حسن الحجاج، للجزيرة مباشر:

  • القوات الموجودة على جسر الجمهورية تتكون من قوات مكافحة الشغب كخط صد رئيسي يليها خلف الجسر قوات من الألوية ٥٦ و٥٧ من الجيش وهي مكلفة بحماية بوابات المنطقة الخضراء.

يختلف تعامل القوات مع المتظاهرين لعدة أسباب:

  • الأول هو اختلاف الاختصاص والتدريب على التعامل مع الحالات، فبعض القوات غير مدربة على التعامل مع المدنيين أو مع حالات التجمهر أو الشغب، وإنزالها للشارع كان خاطئاً.
  • لم تكن هناك أوامر عليا مفصلة في المرحلة الأولى من التظاهر، أعطيت أوامر عامة وترك تقدير الموقف لصغار الضباط، وهو ما سبب اختلافاً في التعامل فضلا عن اختلاف أوامر المحافظين الذين يترأسون اللجان الأمنية لمحافظاتهم.
  • لاحقاً تم توحيد الأوامر وثبتت قواعد اشتباك موحدة من رئاسة الوزراء من خلال قيادة قوات حفظ القانون.
  • قوات حفظ القانون لم تكن نوعا جديداً، إنما قيادة توجيهية أشبه بقيادات العمليات إلا أن مسرحها هو أماكن التجمهر.
  • الأسلحة التي استخدمت لتفريق المتظاهرين بشكل أساسي هي قنابل دخانية ترمى باليد وقنابل دخان عيار 40 ملم ترمى من قواذف مخصصة وهي نوعين: أحدهما صربي والآخر بلغاري وكلاهما يعملان نفس العمل، فضلاً عن سيارات الماء الحار المضغوط والهراوات والفلفل.
رئيس الوزراء كلف لجنة بالتحقيق في أنواع المعدات المستخدمة من القوات الأمنية لاسيما القنابل المسيلة للدموع (رويترز)

كيف تعامل المتظاهرون مع القنابل المسيلة للدموع داخل ساحة التحرير؟ 

  • يقف نحو 10 أشخاص داخل نفق “الباب الشرقي” الذي تعتليه الساحة، ونصب التحرير، بانتظار قنابل الغاز المسيل للدموع، بأيديهم بطانيات وعبوات بيبسي وماء، وعلى وجوههم أقنعة لفلترة الغاز.
  • فيما يشبه لعبة البيسبول، تصل قنبلة الغاز إلى المتظاهرين من أعلى النفق بيد أحد العدائين في الساحة ليلقيها داخل النفق، يطفئها أحد “حراس المرمى” من المرابطين في النفق، ويشتعل الهتاف بعدها كمن أحرز هدفاً في مرمى خصمه.

هل يستعمل العراق قنابل غاز “غير مسبوقة”؟

  • تقول منظمة العفو الدولية، إن قنابل الغاز المسيل للدموع التي عادةً ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم تزن ما بين 25 و50 غراما، لكن تلك التي استخدمت ببغداد “تزن من 220 إلى 250 غراما” وتكون قوتها “أكبر بعشر مرات” عندما يتم إطلاقها.
ينفي الحشد الشعبي دخوله في التصدي للمتظاهرين، ويؤكد أنه يقف معهم في مطالبهم ومظاهراتهم السلمية (رويترز)
  • ردا على هذا التقرير، كلف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لجنة برئاسة وزير الصحة وجهات حكومية وغير حكومية بالتحقيق في أنواع المعدات المستخدمة من القوات الأمنية “لاسيما القنابل المسيلة للدموع”.
  • أكد رئيس الوزراء أن التعليمات مشددة بعدم استخدام الرصاص الحي أو أية أسلحة قاتلة، وأن استخدام الوسائل الأخرى كان رداً على هجمات الخارجين عن القانون.
  • كان يوم السبت (26 أكتوبر/ تشرين الأول) هو الأكثر دموية في موجة الاحتجاجات العراقية، وكان الأكثر استخداماً لقنابل الغاز، حيث أطلقت قوات مكافحة الشغب ما يعادل قنبلتي غاز كل دقيقة طوال اليوم.
  • أمس الإثنين، أظهرت صورٌ من الشارع القريب من المنطقة الخضراء قوات جديدة، وبسيارات عسكرية سوداء تنتشر قرب مبنى السفارة الإيرانية أيضاً، كما سُجِّل وقوع مصابين برصاصٍ حي.
  • ينفي الحشد الشعبي دخوله في التصدي للمتظاهرين، ويؤكد أنه يقف معهم في مطالبهم ومظاهراتهم السلمية.
المصدر : الجزيرة مباشر