هيرست: الخناق يشتد على ابن سلمان والأتراك يطلبون رأسه

ناشط يرتدي زي ولي العهد السعودي خلال مظاهرة أمام البيت الأبيض تطالب بفرض عقوبات على السعودية

قول أردوغان إن الأمر بقتل خاشقجي جاء من أعلي مستويات النظام السعودي بعيدا عن الملك سلمان، تعد إشارة أكثر وضوحا إلي أن الثمن الذي تطلبه تركيا لإغلاق الملف هو رأس ولي العهد السعودي.

هذه النتيجة توصل إليها الصحفي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست في مقال نشر اليوم الأحد في موقع ” ميدل إيست آي ” البريطاني استعرض فيه هيرست كيف بدأ الخناق يشتد حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال انه استغرق وقتا لإدراك الواقع وفهم أبعاد الأزمة التي يواجهها، حيث أرسل رئيس استخباراته لتركيا بعد أيام من مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، فعاد إليه مذهولا من حجم ونوعية المعلومات والأدلة التي يمتلكها الأتراك عن ظروف وملابسات الحادث.

أبرز ما ورد في مقال ديفيد هيرست:
  • المملكة أرسلت مستشار الملك وأمير منطقة مكة خالد الفيصل، فالتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأخبره- وفقا لما نقله هيرست عن أحد مصادره- أن الرياض تستطيع مساعدة أنقرة بالاستثمارات وشراء الأسلحة التركية، فقاطعه أردوغان متسائلا باستنكار: “هل تحاول رشوتي؟”.
  • في الليلة ذاتها، أجرى الملك سلمان أول اتصال هاتفي بأردوغان منذ مقتل خاشقجي، ونقل هيرست عن مصادر قال إنها عليمة بتلك المحادثة؛ أن الملك سلمان كان كمن يقرأ من ورقة، وأن أردوغان كان صارما معه وقال له “إذا أرادت المملكة أن تنقذ نفسها، فنحن نريد الجثة”.
  • عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز للرياض حيث تم استقباله استقبال الأبطال، وتوافد كبار الأمراء في العائلة المالكة علي استقباله بالمطار ليعقب ذلك حفلات استقبال حضرها أمراء وشخصيات من العيار الثقيل من بينهم مدير المخابرات السابق خالد بن بندر ونائب وزير الدفاع السابق خالد بن سلطان وولي العهد الأسبق مقرن بن عبد العزيز وغيرهم.
  • لم تظهر صور حتى الآن للأمير أحمد بن عبد العزيز مع ولي العهد محمد بن سلمان، رغم أن هناك تقارير أشارت إلى أن ابن سلمان وأخاه “خالد” كانا في استقبال عمهما الأمير أحمد لدي عودته في المطار، مشيرا إلى أن ذلك يُفهم منه إما أن الأمير أحمد رفض أن يتم تصويرهما معا، أو حتى لا يؤخذ ذلك على أن عودته كانت فقط لتأييد ابن أخيه ( ولي العهد).
  • أنه قبل شهرين فقط، كان ابن سلمان قوياً بما يكفي، بصفته ولي العهد السعودي الحالي، لوضع الكلمات في فم عمه، وحدث ذلك بعد أن اقترب الأمير أحمد بن عبد العزيز من مجموعة من المتظاهرين اليمنيين والبحرينيين خارج منزله في لندن ليخبرهم أن عائلة آل سعود لا تتحمل أية مسؤولية عن الحرب في اليمن. وعندما سأله المتظاهرون عن المسؤول، أجاب أنه الملك وولي العهد، وغيرهم في الدولة”.
  • في غضون ساعات من تلك الواقعة، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير أحمد قوله إن “التفسير” بأنه انتقد الملك “غير دقيق”، وأن الأمير كان يقصد أن العائلة المالكة هي المسؤولة بحسب موقعها في الحكومة.
  • كان الأمير أحمد متمسكا بتصريحاته الأصلية واعتبر منفاه دائما، لكن بعد شهرين فقط، ومع صمت الإعلام السعودي الرسمي حول عودة ما وصفه بـ” الابن الضال” لمؤسس المملكة، الملك عبد العزيز آل سعود، فإن هذا يعني أن ولي العهد محمد بن سلمان لم تعد لديه القدرة حاليا على وضع الكلمات في فم عمه.
  •  عقد الأمير العائد أحمد بن عبد العزيز الكثير من الاجتماعات مع إخوانه وأمراء آل سعود الكبار، وجرت بينهم نقاشات مفتوحة حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية، لكن لم يكن الأمر كذلك قبل بضعة أسابيع عندما كان بن سلمان في وضع يسمح له بفرض الرقابة الكاملة على كافة أمراء الأسرة الحاكمة.
  • في محاولة لتخفيف أثر عودة عمه، أفرج ابن سلمان أيضاً عن الأمير خالد، الشقيق الأصغر للوليد بن طلال، من السجن.
  • ابن سلمان انتقل، في أقل من أسبوع، من التبختر أمام العالم إلى “الاستعداد لهجوم”. ويقول في هذا السياق إن “غروره موثق بشكل جيد. فقط أعيدوا قراءة المقابلة التي أجراها مع بلومبرغ بعد بضعة أيام من مقتل خاشقجي.
  • استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن ينفجر حوله كم هائل من المشاكل” بحيث أصبح العالم الخاص به يتقلص وينكمش حوله ويضيق الخناق عليه.
قضية خاشقجي
  • دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قنصلية بلاده يوم 2 من أكتوبر/ تشرين الأول  الماضي لإجراء معاملة روتينية، لكنه لم يخرج.
  • النيابة العامة التركية، أعلنت (الأربعاء) أن خاشقجي قتل خنقًا فور دخوله مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، بتاريخ 2 من أكتوبر/ تشرين أول الجاري “وفقا لخطة كانت معدة مسبقا.
  • النيابة التركية قالت في بيان إن “جثة المقتول جمال خاشقجي، جرى التخلص منها عبر تقطيعها.
  •  في 20 من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.
  • قوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن “فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم”.
  • النيابة العامة السعودية عادت لتقول إنها علمت من تركيا أن خاشقجي قتل عن سبق إصرار.
  • تطالب السلطات التركية السعودية بالكشف عن مصير جثة خاشقجي وتسليم الفريق الضالع في مقتله للمحاكمة أمام القضاء التركي.
المصدر : ميدل إيست آي