هل ينفذ حفتر تهديداته ضد “تركيا” ومصالحها في ليبيا؟

الغريان- مركز المدينة بعد انسحاب حفتر السريع

تصاعد الصدام بين اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وبين تركيا بعدما هدد الجنرال الليبي “أنقرة” واعتبر كل مشروعاتها وشركاتها في ليبيا أهداف مشروعة لقواته الجوية والبرية.

التفاصيل:
  • لم يكن العداء بين حفتر والرئيس التركي رجب طيب أردوغان جديدا، فقد شن الأول هجوما شرسا ومستمرا على تركيا ورئيسها منذ ظهوره على الساحة السياسية والعسكرية، بل وعقد المتحدث باسم حفتر مؤتمرات صحفية خاصة للهجوم على حكومة أنقرة واتهامها بدعم “الإرهاب” في ليبيا.
  • سقوط مدينة غريان (100 كلم جنوب العاصمة) في أيدي قوات الحكومة الوفاق المعترف بها دوليا مثل ضربة موجعة لحفتر، الذي كان يتخذ المدينة مقرا لشن عملياته العسكرية في الغرب الليبي.
  • حفتر أصدر أوامره لكل القوات التابعة له سواء جوية أو بحرية أو برية بضرب كافة “الأهداف الاستراتيجية التركية” على الأراضي الليبية من شركات ومقار ومشروعات، واعتبار هذه المشروعات أهدافاً مشروعة للقوات المسلّحة، وكذلك إصدار قرار بإيقاف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي داخل الأراضي الليبية”.
  • لم تكن تهديدات حفتر مجرد تصريحات فقط، بل بدأ جهاز الحرس البلدي في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) بالفعل بإزالة جميع الأسماء التركية من لافتات المطاعم والمقاهي ومحلات بيع الحلويات، وذلك بناء على تعليمات “حفتر” بشأن عدم التعامل مع دولة تركيا”، كما ذكر الجهاز على صفحته الرسمية.

  • في مدينة إجدابيا (شرق البلاد) قامت قوات الأمن هناك باعتقال شخصين يحملان الجنسية التركية أحدهما مسن، وقاموا بإغلاق كافة المحلات التي تحمل أسماء تركية، وطالبوا “المواطنون الشرفاء” بالإبلاغ عن أي تركي موجود”.
  • مراقبون توقعوا “ارتفاع أسعار السلع في الشرق الليبي بعد إيقاف الرحلات الجوية إلى تركيا، كون هذه المنطقة تعتمد بشكل أساسي على المنتجات التركية من أغذية وملابس وأثاث وأنها ستتأثر بهذا القرار”.
  • مصدر عسكري رفيع المستوى من الشرق الليبي ومؤيد لحفتر ذكر للجزيرة مباشر أن قرار حفتر “مواجهة دولة كبيرة مثل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي نعتبره عسكريا زيادة الحمل على طرف ضعيف أصلا”.
  • المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق رفض هذه التهديدات محملا المسؤولية كاملة لحفتر عن أي ضرر يلحق برعايا أي دولة أو يمس بمصالحها على الأراضي الليبية.
  • المجلس شدد في بيان له على أن لديه وسائل حازمة للرد على تلك التهديدات التي اعتبرها دعوة للفتنة والكراهية وترويع الناس وتحريض على القتل على الهوية.
  • البيان أشار إلى أن ذلك سيسبب كوارث جسيمة ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
  • المجلس قال إن التهديدات “محاولة لتبرير الهزيمة” في مدينة غريان.

  • المجلس الأعلى للدولة الليبي وصف الخطوة بأنها “إعلان حرب على أنقرة”، وأنها تعد بمثابة ضربا للعلاقات المشتركة مع دولة تتعاون معها ليبيا في مجالات كثيرة وتشكل وارداتها منها نسبة كبيرة من إجمالي واردات البلاد.
  • المجلس شدد على أنه والهيئات المنبثقة عن الاتفاق السياسي المعترف بها من الأمم المتحدة ستستمر في علاقاتها مع تركيا بناءً على الاتفاقيات الثنائية بما يساهم في حل الأزمة، وأن “أية أعمال عدوانية أو هجمات ضد أصدقائنا وعلى رأسهم الأتراك تعتبر إضرارا بأمننا القومي وسيتم مجابهتها بكل حزم وقوة”.
رد تركي
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رد بقوة على تهديدات حفتر، مؤكدا أن “بلاده ستتخذ التدابير اللازمة” حال صدرت أي خطوات عدائية في ليبيا ضدها من قوات حفتر.
  • وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أكد أن “أنقرة ستردّ على أي هجوم تنفّذه قوات حفتر وأنه “سيكون هناك ثمن باهظ جدًا لأي موقف عدائي أو هجوم ضد المصالح التركية، وأن بلادنا سترد بالطريقة الأكثر فاعلية والأقوى”.
  • تهديدات حفتر أثارت تساؤلات بشأن مدى قدرته على تنفيذها، وهل هي محاولة من حفتر لكسب مزيد من التعاطف خاصة من الدول المناوئة لتركيا وسياسة أردوغان؟
تهديدات جوفاء
  • عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أبو القاسم قزيط أوضح للجزيرة مباشر أن “تهديد حفتر لدولة كبيرة وقوية مثل تركيا هي محاولة منه للتغطية على الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها في معركته في طرابلس، وهي خسارة مدينة غريان، ومحاولة منه لإيهام مؤيديه وغيرهم أن هناك تدخلات تركية حقيقية على الأرض”.
  • قزيط أشار إلى أن “كل ما قامت به الدولة التركية من دعم هو تفعيل لاتفاقات أمنية مع حكومة شرعية ممثلة في حكومة الوفاق الليبية، وهي فعلت ذلك في وضح النهار، لكن هناك دول تمتلك قواعد عسكرية في شرق البلاد مثل قاعدة الخادم (قاعدة إماراتية) وهذا هو التدخل الحقيقي في شؤون البلاد”.
  • المسؤول الليبي اعتبر أن “وجود حفتر في المشهد الآن يساهم في زيادة معاناة أهل برقة (الشرق الليبي) كونه يأخذهم رهينة لأطماعه الجامحة في الوصول للسلطة بأي طريق وثمن، لكن خسارته لغريان هو بداية نهاية مشروع عسكرة الدولة والذي تحول من حلم إلى كابوس لحفتر ولداعميه محليا وإقليميا”.
  • الباحث الليبي علي أبو زيد قال للجزيرة مبشر إن تهديدات حفتر ضد تركيا ليست إلا الاستهلاك الإعلامي فقط، لأنه ” يعاني من جراء هزيمته في غريان، ويبحث عن سبب لهزيمته وفي نفس الوقت يريد أن يظهر بمظهر القوي المتماسك”.
  • أبو زيد ذكر أن حفتر “يريد لفت النظر إلى الدعم الذي تلقته حكومة الوفاق من تركيا، إرضاءً لمصر والإمارات والسعودية والتي أظهر تحرير المدينة تورطها الكبير في دعمه بالعتاد والمعدات وأبرزها الطائرات الإماراتية المسيرة”.
  • أبو زيد أشار إلى إن “حديثه (حفتر) عن استهداف الطائرات التركية كلام فارغ، لأن الطيران التركي متوقف منذ فترة عن ليبيا، وأما السفن فلا أعتقد أنه بهذا الغباء حتى يقدم على عمل عدواني ضد دولة عضو في حلف “الناتو” مما سيجعل الرد عليه قاسياً خاصةً وأن تركيا تتعامل مع حكومة الوفاق الشرعية”.
المصدر : الجزيرة مباشر