هل يقبل الله صلاة وصيام المرأة غير المتحجبة؟

حجاب
تناقش النساء بحرية الأفكار حول الحجاب في مجموعة Surviving Hijab على فيسبوك

أنا فتاة ملتزمة بأداء صلواتي وصيام شهر رمضان، إلا أنني غير محجبة، وهذا يتسبب في اتهام البعض لي بعدم الالتزام، وأن الله لن يقبل صلاتي وصيامي، فهل هذا صحيح؟

وعن ذلك يجيب الدكتور خالد حنفي  -الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للافتاء ورئيس لجنة الفتوى في ألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا: ناقش الفقهاء قديما مسألة مهمة وهي: هل المعاصي عموماً تفطر الصائم؟

فذهب  بعض الصحابة والتابعين، وابن حزم الظاهري، والإمام الأوزاعي إلى أن المعاصي كلها تُفطِّر، ومن ارتكب معصية في صومه فعليه القضاء، فعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يقولون: الكذب يفطِّر الصائم!.  ولهذا كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد، وقالوا: نُطهر صيامنا.

لكن جمهور العلماء رأوا أن المعاصي لا تفطر الصائم، لكنها تُقلل أجره بحسب درجتها والوعيد عليها، وهو الرأي الأرجح والأنسب لزماننا حيث تَراجَع التدين وقلَّ الورع، وإذا كان الإمام أحمد يقول: لو كانت الغيبة تفطّر ما كان لنا صوم!. فماذا يقول أمثالنا اليوم؟

ولا شك أن الصائمة المتبرجة خير من المتبرجة غير الصائمة، وفي مجتمعاتنا كثيرٌ من الصائمين الذين تُعد ذنوبهم أشد خطرًا وأعظم إثمًا من التبرج؛ لأنها تتعدى إلى غيرهم كالظلم، وأكل الحقوق، ونقض العهود، وخيانة الأمانة، والعدوان على المال العام، وهم أولى بالسؤال عن صحة صومهم وقبوله من الصائمة غير المتحجبة، والفرق بينهما: أن تبرج المرأة ظاهر، ومعصية غيرها مستورة.

ولماذا يُعرِّض الصائم عبادته لنقصان الأجر وتقليل الثواب بمعصيته، ولماذا يجعل حظه من الصيام الجوع والعطش؟

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشراب” قال العلماء في معني الحديث: من فعل ما ذُكر لا يثاب على صيامه.

إن شهر رمضان فرصة كبرى للتدريب على الامتثال لأمر الله، وقد قاومت المسلمة بصيامها رغبتها وانتصرت على شهوتي البطن والفرج، فما أسهل أن تقاوم مع الصيام رغبتها في التبرج وعدم الاحتشام، والصيام يرفع منسوب الإيمان والتقوى في نفس المسلم فيصبح به أحرص على الانقياد لأمر الله وعدم اتباع هواه قال تعالى: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى”.

ولهذا كثيراً ما رأيت مسلمات أوربيات حديثات العهد بالإسلام يتمسكن بحجابهن، رغم ما يتعرضن له من مضايقات وتحديات أحيانًا في العمل والمجتمع، ورغم غرابة الحياة الجديدة التي انتقلن إليها مع ما رَبِينَ ونشأن عليه في أمر اللباس والزينة، وأولى منهن بهذا الحرص والاستمساك بالحجاب المرأة في البيئات والمجتمعات المسلمة لقلة التحديات وندرة المضايقات.

أما قبول الصيام والصلاة من غير المتحجبة وغيرها فأمرٌ لا يمكن القطع به فهو موكول إلى رب العالمين؛ لأن قبول العبادات أخفاه الله سبحانه وتعالى عن الخلق، لئلا يركن الناس إلى أعمالهم المقبولة “وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ”.

ومن علامات قبول الطاعة، التوفيق إلى طاعة بعدها، فالحسنة تبحث عن أختها، “وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ”، فمن قُبلت عباداته واهتدى في رمضان بان أثر القبول عليه بعد رمضان بتغيّر حاله في الاستقامة على أمر الله فالمتبرجة تتحجب، وتارك الصلاة يصلي. 

لمزيد من الفتاوى
-ما هو نصاب الزكاة في الدول الأوربية؟ وهل يختلف بإختلاف الوضع الاقتصادي للبلدان؟
-لماذا حرّم الصيام على المرأة خلال الحيض والنفاس؟
–خد مسافتك….هل يحل أزمة التراويح ؟
المصدر : الجزبرة مباشر