هل تصبح “اللحوم المستزرعة” طعام المستقبل؟

لحوم مصّنعة في مختبر من الخلايا المستزرعة

تخيل أنك تتناول شطيرة لحم شهيّة ليس لها أصل حيواني، لقد أصبح هذا الحلم واقعًا بفضل اللحوم المصّنعة في مختبر من الخلايا المستزرعة.

وبحسب تقرير لمجلة “ساينتفك أمريكان” تقوم عدة شركات ناشئة بتطوير لحوم البقر ولحم الخنزير والدواجن والمأكولات البحرية المزروعة في المختبرات.

لحوم نظيفة
  • في عام 2017، حصلت إحدى هذه الشركات على 17 مليون دولار من ممولين كان منهم الملياردير الأمريكي بيل غيتس.
  • إذا تم تبني هذه المشاريع على نطاق واسع، فإن اللحوم التي تزرع في المعمل، والتي تسمى أيضًا اللحوم النظيفة، يمكنها أن تقضي على الكثير من المعاملة القاسية وغير الأخلاقية للحيوانات التي تربى من أجل الغذاء.
  • يمكن أن تقلل هذه المشاريع من التكاليف البيئية الكبيرة لإنتاج اللحوم؛ وستكون الموارد ضرورية فقط لتوليد الخلايا المستزرعة واستدامتها، وستوفر الموارد الضرورية المستهلكة في حالة اللحم الحيواني الذي يتطلب رعاية كاملة للحيوان منذ ولادته وحتى ذبحه.
  • استهلاك اللحوم في جميع أنحاء العالم آخذ في الارتفاع، وفقًا لـمؤسسة Slow Food، ففي النصف الثاني من القرن العشرين زاد الاستهلاك العالمي للحوم خمسة أضعاف، حيث ارتفع من 45 مليون طن من اللحوم المستهلكة يوميا في عام 1950 إلى حوالي 300 مليون طن.
  • إذا لم يتم تغيير هذا النمط من الاستهلاك، فقد يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2050.
البداية
  • قام مارك بوست من جامعة ماستريخت في هولندا وفريقه من الفنيين بإنشاء أول “برغر” من لحم البقر الذي تم استزراعه في المختبر عام 2013.
  • تطورت العملية قليلاً على مر السنين، لكن الفريق ابتكر اللحوم المخبرية من خلال إنتاج شرائح صغيرة جدًا من اللحم البقري في قوارير زراعة الأنسجة القياسية وقام بتكرير هذه العملية آلافًا من المرات.
كيف تتم العملية؟
  • يصنع اللحم بأخذ عينة من الحيوان أولاً، ثم يجمع الفنيون الخلايا الجذعية من الأنسجة التي يضاعفونها بشكل مستمر ومتكرر ويسمحون لها بالتحول إلى ألياف بدائية تتجمع بعد ذلك لتشكيل نسيج عضلي.
  • يقول أحد الخبراء في شركة Mosa Meat إن عينة نسيجية من بقرة يمكنها أن تنتج ما يكفي من الأنسجة العضلية لإنتاج 20 ألف رطل.
التحديات
  • تتوقع عدد من الشركات الناشئة أن يكون لديهم منتجات للبيع خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن يتعين على اللحوم النظيفة أن تتغلب على عدد من التحديات إذا أريد لها أن تكون قابلة للانتشار والرواج من الناحية التجارية.
  • تتلخص هذه التحديات في أمرين رئيسين هما التكلفة والمذاق.
  • في عام 2013، عندما تم تقديم “برغر” مصنوع من اللحوم المزروعة في المعمل إلى الصحفيين، كلفت الفطيرة الواحدة أكثر من 300 ألف دولار لإنتاجها وكانت جافة جدًا (تحتوي على القليل جدًا من الدهون).
     

    تكلف أول قرص برغر صغير مصنّع من اللحم المُستزرع معمليًّا قرابة 300 ألف دولار
  • لكن التكلفة انخفضت منذ ذلك الحين، حيث ذكرت شركة Memphis Meats هذا العام أن ربع رطل من اللحم المفروم المستزرع معملياً يكلف حوالي 600 دولار.
  • بالنظر إلى هذا الاتجاه، يمكن أن تصبح اللحوم النظيفة قادرة على المنافسة مع اللحوم التقليدية خلال عدة سنوات.
  • أخيرًا، للحصول على موافقة السوق، يجب إثبات أن اللحوم النظيفة آمنة للأكل. على الرغم من عدم وجود سبب للاعتقاد بأن اللحوم المنتجة في المعمل ستشكل خطراً على الصحة، فإن إدارة الغذاء والدواء بدأت مؤخرًا في التفكير في كيفية تنظيم دخولها للسوق.
  • في الوقت نفسه، يلقى هذا المشروع ممانعة من منتجي اللحوم التقليدية، بحجة أن المواد المنتجة في المعمل ليست لحومًا على الإطلاق ولا ينبغي تصنيفها على هذا النحو، وتظهر الدراسات الاستقصائية أن الجمهور لديه اهتمام ضئيل جدًا بتناول اللحوم التي تنتجها المختبرات.
  • على الرغم من هذه التحديات، فإن شركات اللحوم النظيفة تمضي قدماً، إذا نجحوا في صنع منتجات ذات مذاق لذيذ وبأسعار معقولة، فإن اللحوم النظيفة يمكن أن تجعل عاداتنا الغذائية اليومية أكثر أخلاقية واستدامة من الناحية البيئية.
المصدر : مجلة ساينتفك أمريكان