هل تتغير سياسات ترمب الخارجية بعد فقدانه أغلبية مجلس النواب؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب

تباينت التوقعات بشأن التأثير المحتمل لفقدان إدارة ترمب الجمهورية للأغلبية في مجلس النواب الأمريكي لصالح الديمقراطيين وفقا لنتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت الثلاثاء.

وفيما أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الديمقراطيين لن يكون بمقدورهم إجراء تغييرات ملموسة في مسار السياسات الخارجية للرئيس ترمب بعد فوزهم بالأغلبية في مجلس النواب، أشارت توقعات أخرى لإمكانية حدوث تغييرات ملموسة في سياسات واشنطن الخارجية.

أين القصة؟

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المرشحين الديمقراطيين وعدوا ناخبيهم بإجراء مجموعة من التغييرات الطموحة في السياسات الداخلية، وأن تحقيق هذه الوعود سيكون صعبا بدون السيطرة على أغلبية مجلس الشيوخ التي يحوزها حاليا الحزب الجمهوري، غير أن الأمور تزداد سوءا بالنسبة للسياسة الخارجية لا الداخلية.

 ونقلت واشنطن بوست عن ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية قوله “ليس من الواضح أن تترك انتخابات التجديد النصفي للكونغرس تأثيرا كبيرا على السياسة الخارجية، نظرا لأنه وفقا للنظام المعمول به فإن كل المبادرات في هذا النطاق تقع في يد السلطة التنفيذية وليس الكونغرس.

لكن هاس يستدرك بالقول “لكن الديمقراطيين سيكون بمقدورهم زيادة وتيرة جلسات الاستماع والتحقيقات في الكونغرس، وهذا هو بالضبط ما يعتزمون القيام به”.

وكان قادة ديمقراطيون في مجلس النواب قد تعهدوا بإجراء عمليات فحص دقيقة من خلال لجان الكونغرس لعمليات وزارتي الدفاع والخارجية في ظل الإدارة الحالية للجمهوريين، كما أعربوا عن أملهم في إطلاق استثمارات أمريكية جديدة في مجالات مواجهة التغير المناخي، وتخفيف الفقر على مستوى العالم.

ونقلت الصحيفة عن إليون أنجيل النائب الديمقراطي المتوقع أن يتولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس قوله لموقع فوكس الإخباري أنه يعتزم الدعوة لما وصفه بـ “تحديد أولويات شامل” لعمليات وزارة الخارجية والوكالة الدولية للتنمية اللتين تسيطر إدارة ترمب التنفيذية على أعمالهما بالكامل.

تحقيقات الكونغرس:

كما أكد أنجيل حرصه على التحقيق فيما يعرف بالتضارب في المصالح المحتمل خارجيا لإدارة ترمب، كما أنه يهتم بدعم الاستجابة الأمريكية لما وصفه بتدخل روسي محتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016، ويعتزم الدفع باتجاه إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الدولي الذي يشن حربا في الوقت الحالي على اليمن.

رجحت الواشنطن بوست أن يعمد الديمقراطيون في مجلس النواب إلى إعادة العمل بتحقيق للكونغرس في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأن يعملوا على تشجيع إجراء تحقيق بشأن الحرب التجارية مع الصين والعلاقات مع السعودية، غير أنهم ربما  يدافعون عن أنفسهم في مواجهة رئيس صار أكثر عدائية في رؤيته لمسار السياسة الخارجية في حال الإقدام على الدفع بتشريع داخلي من خلال الكونغرس.

ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس قوله إن ترمب ليس الرئيس الأمريكي الأول الذي يلجأ إلى السياسة الخارجية غداة فقدان حزبه للأغلبية في انتخابات التجديد النصف للكونغرس التي تجري عادة في منتصف الفترة الرئاسية للرؤساء الأمريكيين.

أين إسرائيل؟

من ناحيتها، نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عمن وصفتهم بمصادر الكونغرس الأمريكي توقعهم بأن يقوم الديمقراطيون بدفع إدارة الرئيس ترمب لتشديد السياسات الأمريكية تجاه السعودية وروسيا وكوريا الشمالية والحفاظ على الوضع القائم في المناطق الأكثر سخونة في الصين وإيران بينما ستظل سياسات واشنطن تجاه إسرائيل دون تغيير.

  وفيما يتعلق بسياسة واشنطن تجاه السعودية بعد التجديد النصفي للكونغرس وحصول الحزب الديمقراطي على الأغلبية في مجلس النواب، قالت هاآرتس إن الغضب بين أعضاء الكونغرس تجاه الرياض ازداد عقب مقتل خاشقجي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وزاد من إحباط المشرعين الأمريكيين جراء ملف السعودية في مجال حقوق الإنسان وعدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب في اليمن.

وتوقعت الصحيفة أن يقوم مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون بالتصويت على قرار يتضمن وقف صفقات الأسلحة للرياض مما سيجعل من الصعب عليها الفوز بموافقة الكونغرس على صفقة الطاقة النووية ووقف تزويد طائرات التحالف في اليمن بالوقود خلال تحليقها في الجو من قبل الطائرات الأمريكية.

وفيما يتعلق بسياسة ترمب تجاه إيران، قالت هاآرتس إن الديمقراطيين غاضبون من موقف ترمب بالانسحاب المنفرد من الاتفاق النووي مع إيران والذي تم التوصل إليه في ظل إدارة باراك أوباما الديمقراطية في العام 2015، واستدركت أن هناك القليل مما يمكنهم فعله في هذا الصدد طالما يسيطر الجمهوريون على الأغلبية في الغرفة الثانية للكونغرس وهي مجلس الشيوخ.

خلفيات:
  • انتزع الديمقراطيون الثلاثاء الماضي السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين الذين حافظوا على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وتعد استعادة الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب، بعدما فقدوها منذ 8 أعوام، بمثابة صفعة للرئيس دونالد ترمب.
  • ينظر إلى هذه الانتخابات على أنها “استفتاء” على رئاسة ترمب الذي تنتهي ولايته الحالية في 2020 ، وجاءت الانتخابات في منتصف فترة حكم ترمب، التي تستغرق أربع سنوات، وبعد حملات دعائية أثارت حالة من الاستقطاب في البلاد.
  • في التصويت على 36 من مناصب حكام الولايات، فاز الديمقراطيون في ولايات أيدت ترمب في انتخابات 2016، لكنهم خسروا في سباقين مهمين بولايتي فلوريدا وأوهايو.
  • كثيرا ما يخسر الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس مقاعد مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي. وتكبد الديمقراطيون في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ما وصفوه بأنه هزيمة كاملة في انتخابات الكونغرس في عام 2010.
المصدر : هاآرتس + واشنطن بوست