هل تتجه إسرائيل وحماس لإنجاز صفقة تبادل أسرى؟

رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية

تشير تقارير إخبارية وتسريبات عن احتمالية استئناف المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن صفقة لتبادل الأسرى في ظل تشكيل حكومة في إسرائيل.

ويرى محللون أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وانتشار فيروس كورونا المستجد قد يؤديان إلى انفراجة في الملف.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول قريب من ملف مفاوضات الأسرى في حماس فضل عدم الكشف عن اسمه، “لا تقدم حقيقيا حتى الآن، هناك خطوات تحققت في الأسابيع الأخيرة”.

وتحتجز حماس أربعة إسرائيليين بينهما جنديان يعتقد أنهما قتلا خلال حرب 2014 التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وهما أورون شاؤول وهادار غولدن.

وتعتقل إسرائيل نحو خمسة آلاف فلسطيني، بينهم 700 مريض و200 طفل و38 سيدة، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.

وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن المفاوضات تجري بين الجانبين بوساطة ألمانية وروسية ومصرية أيضا.

وقالت حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أكد في اتصال هاتفي الشهر الماضي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنها “مصممة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه إذا استجابت إسرائيل لمتطلبات هذا الأمر”.

وفي عام 2011، أطلقت إسرائيل سراح أكثر من ألف فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي بقي أسيرا لدى حماس لخمس سنوات.

وسبق تنفيذ الصفقة إفراج إسرائيل عن عشرين سيدة فلسطينية مقابل شريط فيديو أرسلته حماس عبر وسطاء، يؤكد أن شاليط كان على قيد الحياة.

“مبادرة السنوار”

ومطلع الشهر الماضي أطلق رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار مبادرة قال فيها إن الحركة مستعدة لتقديم “تنازلات جزئية” في قضية الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.

وفي مبادرته، طالب السنوار الذي كان معتقلا سابقا لدى إسرائيل، بالإفراج عن كل الأسيرات والأطفال والمرضى من السجون الإسرائيلية مقابل إعطاء معلومات حول ما إذا كان الجنديان أحياء أم أموات.

وقال السنوار في مقابلة مع قناة الأقصى الفضائية إن مشاورات صفقة الأسرى توقفت منذ بداية الأزمة السياسية داخل إسرائيل.

وأضاف أنهم أوصلوا رسالة لكل الوسطاء بأنه لا يمكن البدء بمفاوضات صفقة جديدة قبل الإفراج عن أسرى صفقة شاليط الذين جرى إعادة اعتقالهم.

تحرك إسرائيلي

ودعت إسرائيل بعد أسبوع من تصريحات السنوار إلى الاستئناف الفوري للمحادثات غير المباشرة بشأن إعادة الأسرى الأربعة.

وجاء النداء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن قالت حماس إنها قد تكون مستعدة للمضي قدما في هذه المسألة.

طلب رسمي

وطلبت حماس الشهر الماضي من “هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية” قوائم بأسماء المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت الهيئة إن هناك “حاليا في السجون الإسرائيلية 5000 أسير فلسطيني موزعين على 23 سجنا منها 22 داخل الخط الأخضر وسجن عوفر داخل أراضي 67 المحتلة”.

وقال قدري أبو بكر رئيس الهيئة إنه لم يتم التشاور مع الهيئة فيما يجري الحديث حوله من صفقة لتبادل المعتقلين بين حركة حماس وإسرائيل.

وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن من بين الأسرى الفلسطينيين هناك 180 طفلا و40 امرأة و55 معتقلا من الذين أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة جلعاد شاليط إضافة إلى 700 مريض يعانون من أمراض مختلفة. 

جائحة كورونا

وسجلت إسرائيل أكثر من 16 ألف إصابة بالوباء، بينها 248 وفاة.

في حين أحصت الأراضي الفلسطينية المحتلة 355 إصابة، بينها 20 في قطاع غزة المحاصر وحالتي وفاة في الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت فرانس برس عن الباحث المتخصص في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في معهد الدراسات الإسرائيلية التابع لمعهد دراسات الأمن القومي كوبي مايكل، قوله إن إسرائيل فسرت مبادرة السنوار على أنها يشير إلى رغبة جديدة للتوصل إلى صفقة تبادل.

ورأى مايكل أن كلا الجانبين “يبديان جدية في المفاوضات” بشأن صفقة التبادل وأنهما “على استعداد لتقديم تنازلات”.

وأضاف: “أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية لأزمة الوباء، نحن أقرب من ذي قبل”.

من جهة ثانية، تزيد صفقة نتنياهو-غانتس لتشكيل حكومة وحدة في إسرائيل من احتمال تسريع المحادثات بين الجانبين.

وسيؤدي نتنياهو في 13 مايو/أيار الجاري اليمين الدستورية لتشكيل الحكومة المقبلة وشغل المنصب لمدة 18 شهرا يخلفه فيه بعدها لنفس المدة خصمه السابق رئيس الكنيست بيني غانتس.

وسيشغل اليميني المتشدد نفتالي بينيت الذي طالما عارض المفاوضات مع حماس حقيبة الدفاع في الحكومة الجديدة.

وقال مايكل “قد يكون من الأسهل التوصل إلى اتفاق إذا تم تشكيل حكومة جديدة بسبب تشكيل الحكومة الأمنية”.

امتيازات وتسهيلات

وتقول مصادر فلسطينية إن إسرائيل عرضت على الوسطاء إدخال تسهيلات إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، مقابل معلومات حول حياة الجنديين.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على القطاع منذ 13 عاما.

وأثارت صفقة شاليط جدلا بين الإسرائيليين، إذ يعتقد كثر منهم أنه تم دفع ثمن باهظ.

وبحسب مصدر من حماس قريب من المفاوضات، فإن العرض الإسرائيلي حتى الآن يشمل الإفراج عن عشرات المعتقلين بتهم بسيطة، لكن حماس تطالب بالمزيد، فهي تريد الحرية للمعتقلين الذي يقضون أحكاما لفترات أطول.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات