هآرتس: إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة عسكرية” غير مسبوقة” للبنان

الجيش الإسرائيلي أطلق حملة لكشف "أنفاق" أسفل الحدود مع لبنان

تستعد إسرائيل لخوض معركة للعلاقات العامة لوقف مساعي إيران لبناء مصانع لأنظمة توجيه الصواريخ في لبنان بينما تجهز المسرح الدولي لحرب محتملة مع حزب الله اللبناني

هذا ما استخلصه المحلل السياسي عاموس هرئيل في تحليل نشرته صحيفة ” هآرتس” الإسرائيلية، ذات الميول اليسارية، الأربعاء تحت عنوان:” إسرائيل تأخذ موضوع الأنفاق للساحة الدولية قبيل توجيه محتمل لضربة عسكرية غير مسبوقة للبنان”.

أبرز ما ورد في تحليل عاموس هرئيل للموقف السياسي والعسكري الإسرائيلي تجاه لبنان:
  • جهود إسرائيل لمواجهة حزب الله اللبناني عقب اكتشاف أنفاق هجومية على الحدود بين إسرائيل ولبنان دخلت الأربعاء المجال الدولي من خلال قيام إسرائيل بعرض موضوع الأنفاق على الاجتماع الدوري لمجلس الأمن بشأن إحاطة المجلس بتطورات منطقة الشرق الأوسط.
  • الموقف الإسرائيلي من الأنفاق حظي بتأييد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتسعى إسرائيل للاستفادة من التطورات العسكرية التي تتمثل في اكتشاف تلك الأنفاق لزيادة الضغط على حزب الله والحكومة اللبنانية على الساحة الدولية.
  • أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي عن اكتشاف نفق رابع، ويبدو أن العرض المكثف لاكتشافات تلك الأنفاق على مدار الأسبوعين المنصرمين من عملية ” درع الشمال” التي يشنها الجيش علي الحدود مع لبنان، تعكس حصول الجيش الإسرائيلي على معلومات استخباراتية ذات قيمة بالغة الأهمية.
  • يبدو أن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع موضوع الأنفاق على الحدود اللبنانية وفقا لخطة محددة ويقوم بالكشف عنها واحدا تلو الآخر لأغراض تخدم العمل السياسي الداخلي والدبلوماسي الخارجي حتى بعد أن تراجع اهتمام وسائل الإعلام الدولية بظاهرة الأنفاق باعتبارها أمرا ليس بجديد.
  • تحاول السلطات الإسرائيلية تركيز الاهتمام على موضوع الأنفاق من خلال الزيارات التي يقوم بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (زيارتان في أسبوعين) ورئيس الدولة رؤوفين رفلين (زيارة واحدة).
  • سوف تسعى إسرائيل للقول أمام الأمم المتحدة إن حفر تلك الأنفاق في أراضيها يعد انتهاكا لسيادتها ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والذي أنهى الحرب الإسرائيلية اللبنانية الثانية في العام 2006.
  • من ناحيتها، تعترض الحكومة اللبنانية على التهديدات الإسرائيلية ضد شعب جنوب لبنان حيث قامت إسرائيل مؤخرا بإرسال رسائل نصية قصيرة للقرويين في المناطق التي تم فيها اكتشاف تلك الأنفاق، كما تحتج أيضا على قيام الطائرات الإسرائيلية بطلعات استكشافية والتقاط صور لمناطق في الداخل اللبناني.
  • إسرائيل تأمل في أن اكتشاف تلك الأنفاق سوف يقنع واشنطن بفرض عقوبات على لبنان وتقليص المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش اللبناني غير أن إدارة ترمب قالت إن هذا الأمر لن يحدث.
  • علي الأرض، من المفترض ان العمليات الهندسية التي تستهدف اكتشاف الأنفاق علي الحدود اللبنانية سوف تستمر لعدة أسابيع علي الأقل. وقد أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي غادي حيزنقوت عن أمله في بداية العمل قبيل حلول الشتاء غير أن المناقشات في مجلس الوزراء ترغب في أن يتم تأجيل العمل العسكري لحين الانتهاء من الأعمال الهندسية بخصوص الأنفاق.
  • القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لديها وجود قوي في الحدود اللبنانية- الإسرائيلية في المناطق التي تعمل فيها إسرائيل حاليا، ويقوم قادة الجيش الإسرائيلي بعرض كل المعلومات عن كل الأنفاق التي تم اكتشافها على الضباط التابعين للأمم المتحدة.

حدود مفتوحة بين إسرائيل وجنوب لبنان:

  • لا يوجد سياج أو جدار حاجز علي الحدود بين لبنان وإسرائيل ولا توجد معالم طبيعية فاصلة بوضوح بين الجانبين ، وإسرائيل تعلم ان عناصر الاستخبارات اللبنانية يوجدون دوما في تلك المناطق الحساسة من الناحية الأمنية وربما يكون من بينهم ناشطون عسكريون يتبعون لحزب الله اللبناني.
  • أعلن الجيش الإسرائيلي (الإثنين) عن حالة الاستعداد القصوى بين قواته في تلك المنطقة.
  • رغم التأييد الأمريكي لشكاوى إسرائيل ضد حزب الله اللبناني، فمن المشكوك فيه أن تؤتي جهود تل أبيب ثمارها في الأمم المتحدة بشكل فوري، لكن يبدو أن نتنياهو يستهدف من العرض على مجلس الأمن الدولي أهدافا على المدى الطويل.
  • أولا، إسرائيل تجهز نفسها لمعركة علاقات عامة تستهدف وقف جهود إيران لبناء مصانع لحساب حزب الله تستهدف إنتاج صواريخ موجهة بدقة صوب إسرائيل، واكتشاف الأنفاق الذي يقوض نوايا حزب الله القتالية ضد إسرائيل، سيجعل من السهل على نتنياهو بعث رسالة بخصوص هذه القضية التي يعتبرها حزب الله بالغة الأهمية.
  • ثانيا، هناك في الخلفية دوما أن مستقبل التوتر مع حزب الله، خصوصا التوتر الحالي بشأن موضوع الأنفاق، يقود في الغالب إلى الحرب بين الجانبين.
  • في أي حرب، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يلجأ الي ” قوة غير مسبوقة” في تلك المنطقة المأهولة بالسكان المدنيين في جنوب لبنان.
  • الخطوات الإسرائيلية الحالية تستهدف تجهيز الأرض على الساحة الدولية لتبرير عمليات عسكرية متوقعة من الجيش الإسرائيلي في لبنان.
  • إسرائيل لا تحصل في كل الأحوال على موافقة دولية بشأن القيام بهذه النوعية من العمليات على إقليم دولة مجاورة لكنها تعتبر أنه من الضروري التوضيح للمجتمع الدولي المنطق الذي سيقف خلف القيام بتلك العمليات والظروف المعقدة التي تحيط بأي تحرك عسكري إسرائيلي على إقليم أي دولة مجاورة لها.
المصدر : الجزيرة مباشر + هاآرتس