“نيويورك تايمز” تكشف تورط أمريكا في مذابح السعودية باليمن

غارات التحالف السعودي دمرت أكبر محطة وقود في العاصمة اليمنية صنعاء
غارات التحالف السعودي دمرت أكبر محطة وقود في العاصمة اليمنية صنعاء

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا مطولا بعنوان، مبيعات الأسلحة للسعوديين تترك بصماتها الأمريكية على مذابح اليمن، إذ قتلت هجمات التحالف الذي تقوده السعودية أكثر من 4600 مدني.

أبرز ما جاء في التقرير:
  • كاتبا التقرير كل من دكلان والش وإيرك شميت، أشارا إلى أن المساهمة الأمريكية في القصف الجوي للتحالف السعودي الإماراتي على اليمن لا تقتصر على الطائرات والقنابل فقط، بل تمتد إلى صيانة الطائرات على الأرض، وتحديث برامج الاستهداف وغيرها من التقنيات السرية، التي لا يُسمح للسعوديين بلمسها، إلى جانب تدريب الطيارين السعوديين.
  • الكاتبان أضافا أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يجلسون بالقرب من نظرائهم السعوديين في غرف عمليات الطيران في الرياض، لتقديم معلومات استخبارية ونصائح تكتيكية تهدف في الأساس إلى منع السعوديين من قتل المدنيين اليمنيين، غير أن الجهود الأمريكية لتقديم النصائح للسعوديين حول كيفية حماية المدنيين غالبا ما كانت بلا فائدة.
  • الكاتبان نقلا عن توم مالي نوسكي مساعد وزير الخارجية السابق والعضوِ الجديد في الكونغرس من ولاية نيوجيرسي قوله: في النهاية، استنتجنا أن السعوديين ليسوا على استعداد للاستماع. لقد أعطيت لهم إحداثيات محددة من الأهداف التي لا ينبغي ضربها لكنهم استمروا في ضربها. لقد أذهلني ذلك كتجاهل متعمد للمشورة التي كانوا يتلقونها.
  • تقرير الصحيفة الأمريكية الأوسع انتشارا وتأثيرا، قال إنه عندما تقلع مقاتلة سعودية من طراز (إف-15) من قاعدة الملك خالد الجوية جنوبي البلاد للقيام بهجمة جوية في اليمن، فإنه ليست فقط الطائرة والقنابل التي تلقيها على رؤوس اليمنيين هما فقط صناعة أمريكية، بل ان المهندسين الميكانيكيين هم من قاموا بأعمال الصيانة للطائرة وهي على الأرض.
  • الفنيون الأمريكيون هم من قاموا بتحديث نظام تشغيل عمليات التوجيه في الطائرة وكذلك التكنولوجيا الأخرى المحظورة، كما أن قائد الطائرة السعودي سيكون على الأرجح قد تلقى تدريبه على الطيران على يد مدربين تابعين للقوات الجوية الأمريكية.
غارة للتحالف السعودي الإماراتي على مدينة صعدة شمالي اليمن (رويترز)
  • العدد الكبير من القتلى المدنيين في الهجمات الجوية السعودية المدعومة أمريكيا على اليمن، أثار نقاشا عاطفيا في واشنطن بشأن مآزق تحالف أمريكا مع السعودية في ظل إدارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعتمد على الدعم الأمريكي للحفاظ على تحليق طائراته في أجواء اليمن.
  • مسؤولون أمريكيون اعتبروا أن تلك الحرب التي لم تحقق أهدافها صارت مستنقعا أخلاقيا واستراتيجيا، وأنهت افتراض يقف خلف سياسة امتدت لعقود مفادها أن واشنطن تبيع أسلحة متقدمة لحليف واسع الثراء ولا يستخدمها إلا نادرا، كما أثارت أسئلة حول مدى تواطؤ أمريكا في جرائم حرب محتملة في تلك الحرب.
  • العدد الكبير من القتلى المدنيين في اليمن، ورطة مزعجة في واشنطن تمثلت في سؤال يقول: كيف تدعم الحلفاء السعوديين وتترك التجاوزات في الحرب تتم على أوسع نطاق. وقد قامت، نيويورك تايمز، بإجراء مقابلات مع 10 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قاموا برسم صورة عن رد الفعل الأمريكي تجاه هذا السؤال.
  • وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتين نفيتا معرفتهما بما إذا كانت قنابل أمريكية استخدمت في الهجمات الأكثر شناعة في الحرب في اليمن مثل قصف حفلات زواج ومساجد وجنازات، فيما قال مسؤول سابق رفيع المستوي بوزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة بمقدورها الوصول إلى بيان كل طلعة جوية قام بها السعوديون في حرب اليمن منذ بدايات أيامها الأولى بما في ذلك سجل الطلعات ونوعية الذخائر.
  • تقرير الصحيفة أشار إلى أنه بينما اعترض مسؤولون أمريكيون أقل مستوى على هذا الوضع، قام رئيسان أمريكيان بمساندة السعوديين وحلفائهم في تلك الحرب. الرئيس السابق باراك أوباما قام بمنح موافقته على الحرب لكي يهدئ من غضب السعودية جراء الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن مع بلدان أوربية أخرى مع إيران، فيما احتضن الرئيس الحالي دونالد ترمب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتفاخر بالحصول منه على صفقات أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات.
ترمب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان
  • التأييد الأمريكي للحرب على اليمن واجه رياحا معاكسة شديدة، مع مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا في الثاني من أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو ما ترافق مع مخاوف بشأن تزايد أعداد القتلى بين المدنيين اليمنيين.
  • استجابة لهذا الموقف، قامت إدارة ترمب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بوقف تزويد طائرات التحالف في اليمن بالوقود في الجو، لكنها ظلت في الوقت نفسه تؤيد تلك الحرب، وخلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري قام مجلس الشيوخ الأمريكي بالتصويت على قرار بإنهاء التأييد الأمريكي لتلك الحرب مع توبيخ شديد لإدارة ترمب لكن هذا التشريع مات نتيجة لتجاهل البيت الأبيض له.
أرقام من الحرب
  • الارتفاع في أعداد القتلى المدنيين يستمر في التزايد في اليمن، ووفقا لمشروع بيانات وأماكن الصراعات المسلحة في العالم، فإن شهر نوفمبر/ تشرين الثاني هو الأكثر عنفا في الحرب في اليمن منذ بداية وقوع ضحايا مدنيين في تلك الحرب في يناير/ كانون الثاني من العام 2016.
  • تقرير مشروع موقع وبيانات الصراعات المسلحة في العالم قال إن عدد القتلى في الأعمال القتالية المرتبطة بالحرب في اليمن في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وحده بلغ 3058 شخصا من بينهم 80 مدنيا قتلوا خلال هجمات جوية قامت بها طائرات التحالف في اليمن.
  • تقرير “نيويورك تايمز” أفرد حديثا مطولا عن تاريخ ونوعيات الأسلحة الأمريكية التي حصلت عليها المملكة العربية السعودية في إطار الصفقات العسكرية التي أبرمتها الرياض مع واشنطن خلال السنوات الماضية والتي تقدر بعشرات المليات من الدولارات.
خلفية:
  • حرب اليمن بدأت في 2014، ثم تصاعدت حدتها مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس/آذار 2015 دعماً للحكومة بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
  • نحو عشرة آلاف شخص قتلوا في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف السعودي الإماراتي، بينما تهدد المجاعة نحو 14 مليوناً من سكان البلاد.
(رويترز) طفل نازح من مدينة تعز جنوب غرب اليمن يبكي خارج ملجأ مؤقت في صنعاء
  • العمليات العسكرية والغارات التي يقوم بها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، أدت إلى مقتل المئات من المدنيين بينهم أطفال، وأثارت ردود فعل غاضبة لدى المنظمات الأممية والدولية.
  • الصراع في اليمن، وضع أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، على شفا مجاعة، ويعتمد ملايين الأشخاص على المساعدات الغذائية.
المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز