نيويورك تايمز: إسرائيل شنت أكثر من 100 غارة جوية داخل مصر بموافقة السيسي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سبتمبر 2017

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم (السبت) أن سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بشن ضربات جوية داخل مصر بعلم القاهرة وموافقة عبد الفتاح السيسي منذ العام 2015.

وقالت الصحيفة إن الجهاديين في شمال سيناء قتلوا المئات من ضباط وجنود الجيش والشرطة المصريين، كما استولوا لفترة وجيزة على مدينة الشيخ زويد، وبدأوا في إقامة نقاط تفتيش مسلحة. وأسقطوا طائرة ركاب روسية أواخر العام 2015، وبدا أن مصر غير قادرة على وقف هؤلاء المسلحين، لذلك فإن إسرائيل، التي تشعر بالجزع إزاء التهديد بالقرب من حدودها، بادرت إلى اتخاذ إجراءات.

وأضافت الصحيفة أن طائرات إسرائيلية قامت على مدار أكثر من عامين بتنفيذ أكثر من 100 غارة جوية داخل مصر، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة في الأسبوع، بموافقة السيسي، وقد استخدمت في تلك الغارات طائرات من دون طيار ومروحيات وطائرات مقاتلة.

ووصفت الصحيفة ذلك التعاون بين مصر وإسرائيل بأنه “مرحلة جديدة من تطور علاقات البلدين المشحونة” بعد أن أصبح البلدان حليفين سريين في حرب ضد عدو مشترك. فبالنسبة للقاهرة، ساعد التدخل الإسرائيلي الجيش المصري على تثبيت أقدامه في معركته التي دامت خمس سنوات تقريبا ضد المسلحين. وبالنسبة لإسرائيل، عززت الغارات أمن حدودها واستقرار جارتها مصر.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الحملة الجوية الإسرائيلية لعبت دورا حاسما في تمكين القوات المسلحة المصرية من أن يكون لها اليد الطولى ضد المسلحين. لكن الدور الإسرائيلي تسبب بعواقب غير متوقعة بالنسبة للمنطقة، بما في ذلك مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وذلك بإقناع كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن مصر تعتمد الآن عليها للسيطرة على أراضيها.

وقد رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ونظيره المصري التعليق على ما أوردته نيويورك تايمز، وكذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية.

وأوضحت نيويورك تايمز أن مصر وإسرائيل سعتا إلى إخفاء دور إسرائيل في تنفيذ ضربات جوية في سيناء، خوفا من ردود الأفعال داخل مصر التي يتحدث مسؤولوها عن إسرائيل كعدو ويتعهدون بالإخلاص للقضية الفلسطينية. كما تمنع الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر أي تقارير عن تلك الغارات الجوية، وتحرص الطائرات الإسرائيلية على إخفاء أية علامات تدل على أنها قادمة من إسرائيل، وتقوم باتخاذ مسارات غير مباشرة.

وتحدثت الصحيفة عن الغارة التي أدت إلى مقتل 5 مسلحين في سيناء في أغسطس/ آب 2013، والتي ذكرت وكالة أسوشيتد برس نقلا عن مسؤولين مصريين أن طائرات من دون طيار نفذتها، لكن المتحدث باسم الجيش المصري آنذاك نفى وجود أية هجمات إسرائيلية داخل الأراضي المصرية.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه في أواخر العام 2015، بدأت إسرائيل موجة من الغارات الجوية أدت إلى مقتل عدد كبير من قادة المسلحين، وإلى تحول الباقين لضرب أهداف أكثر سهولة، مثل المسيحيين والكنائس في سيناء ووادي النيل، وكذلك المسلمين الذين يعتبرهم المسلحون “زنادقة” مثل استهداف أحد المساجد الصوفية في سيناء في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وقتل 311 من المصلين داخله.

وأكدت نيويورك تايمز أن الإدارة الأمريكية على علم بالضربات الإسرائيلية، وأن مسؤولين دبلوماسيين واستخباراتيين ناقشوها في جلسات مغلقة مع المشرعين في الكونغرس.

المصدر : نيويورك تايمز