نمو الاقتصاد التركي يهزم التوقعات

تحسن أداء الاقتصاد التركي بنحو لافت، منذ مطلع العام الجاري، بعد تباطؤ في نسب النمو عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 من يوليو/تموز 2016.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت في كلمة أثناء مراسم افتتاحية في إقليم قونية بوسط تركيا “سجلت تركيا نموا بنسبة 5.1 % في النصف الأول ويجب ألا يندهش أحد إذا وصل النمو في نهاية العام إلى 7%، مضيفا “نعمل على هذا ونسرع الخطى حتى نحسن الأداء”.

وكان معدل النمو السنوي الرسمي المستهدف هو 5.5 % ضمن برنامج الحكومة للفترة من 2017 إلى 2020.

فبعد انكماش الاقتصاد التركي بوتيرة معدلة بلغت 0.8 % في الربع الثالث من العام الماضي، ومع بداية عام 2017 بدأت تظهر مؤشرات إيجابية، حيث حقق معدل النمو الاقتصادي خلال الربع الأول نحو 5%، وفاق بذلك متوسط نمو كبرى الاقتصادات العالمية المتمثلة بدول الاتحاد الأوربي، والدول الصناعية السبع الكبرى، ودول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، حيث بلغ متوسط نمو الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 3.1 %، بينما بلغ نمو اقتصادات دول الاتحاد الأوربي 2.1 % وذلك بحسب الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوربي.

كما حقق الاقتصاد التركي خلال الربع الثاني من العام الحالي 2017، نمواً وصل إلى 5.1 %، وتجاوز بذلك نسب نمو كبرى الاقتصادات الأوربية خلال الفترة نفسها.

وأشارت البيانات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي التركي نما بنسبة 2.1% في الربع الثاني على أساس معدل، وجرى تعديل النمو في الربع الأول بالرفع إلى 5.2% من 5% في التقديرات الأولية، بينما تم تعديل النمو في 2016 بالرفع أيضا إلى 3.2% من 2.9%.

وكان وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي قد توقع أن ينمو اقتصاد بلاده أكثر من 7% في الربع الثالث، على أن يتجاوز معدل النمو 5.5 % في 2017 بأكملها، وهو ما يفوق المستوى الذي تستهدفه الحكومة عند 4.4 % .

وحسب المعطيات المشتركة الصادرة من هيئة الإحصاء التركية ومكتب الإحصاء الأوربي، فإنّ 4 دول فقط من 28 دولة في الاتحاد الأوربي، تفوقت على تركيا في النمو خلال الربع الثاني من العام الحالي.

وحققت رومانيا نمواً بنسبة 5.7 % خلال الربع الثاني من العام الجاري، واحتلت المرتبة الأولى بين دول الاتحاد، وجاءت سلوفينيا وأستونيا في المرتبتين الثانية والثالثة بنسبة نمو وصلت إلى 5.2 %.

وتفوقت تركيا على كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا، إذ بلغت نسبة النمو في هولندا خلال الفترة المذكورة 3.8 %، وفي ألمانيا 2.1 %، وفي بريطانيا وفرنسا 1.7 %.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي لشؤون الاقتصاد محمد شيمشك، قد قال على هامش مشاركته في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين إن رفع صندوق النقد الدولي توقعاته حول نمو الاقتصاد التركي للعام الجاري، خطوة مهمة للغاية وتدل على قوة الأداء الاقتصادي في البلاد.

ورفع الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد التركي من 2.5 إلى 5.1 % خلال 2017، ومن 3.3 إلى 3.5 % لعام 2018، وذلك في تقرير له حول النظرة الاقتصادية في العالم.

وكان بول كامبل، المدير الأول في المجموعة السيادية لمؤسسة التصنيف الائتماني الدولية “فيتش ريتينغز”، قد أعلن أن أداء الاقتصاد التركي “قوي”، ويعد أقوى نسبيًا من الدول التى تصنف عند مستويات اقتصادية مماثلة.

وقال إنّ “بيانات النمو للربع الثاني من العام الجاري كانت جيدةً جدًا، وجاءت بعد معدلات مماثلة في المستوى خلال الربع الأول من العام” .

وأشار كامبل إلى أن الاقتصاد التركي “مقاوم”، وتوقّع أن يحقق نموا بنسبة 4.7 % نهاية العام الجاري، و4.1 % خلال 2019.

كما أشار خلال كلمته إلى أن “بيانات النمو في تركيا جاءت أكثر قوة مما كان متوقعًا”، وأشار إلى وجود “شعور استثماري جيد تجاه تركيا من قِبل المستثمرين”.

المصدر : الجزبرة مباشر + وكالات