نجوم على تويتر ومعتقلون في السعودية

مثقفون، ومفكرون، ودعاة، وناشطون سعوديون شكلت كلماتهم وأفكارهم على منصة تويتر حراكا ثقافيا وسياسيا مغايرا، واحتفى بها قاطنوا العالم الافتراضي لسنوات بسيل من المتابعات المليونية.

إلا أن السلطات السعودية قررت استضافتهم في زنازينها، وكبح جماح حساباتهم التويترية من التغريد خارج سرب طموحات السعودية الجديدة.
ومن خلال مسح لحسابات ٣٢ معتقلا سعوديا على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، التي تقدم خدمة التدوين المصغر لمستخدميه بتغريدات لا تتجاوز ٢٨٠ حرفا، ستجد مجموع متابعيهم تجاوز الـ ٢٧ مليون متابع، منهم عشرة حسابات تجاوزت حاجز المليون متابع، بينما حظي ١٧ حسابا بعلامة التوثيق الزرقاء.

يتقدمهم حساب مساعد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا، الدكتور سلمان العودة بعدد متابعين يصل لـ ١٣ مليونا ونصف المليون، والذي يعتبر أحد رموز الوسطية الإسلامية، ومن أكثر علماء الدين السعوديين جرأة، تعرض للاعتقال والمنع من السفر أكثر من مرة، واعتقل في 10 سبتمبر/أيلول ٢٠١٧ بعد تدوينته على تويتر التي قال فيها: “اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم” التي كانت على خلفية الأزمة الخليجية، وتعرضت عائلته للمنع من السفر والتفتيش التعسفي بحسب تصريحات ابنه عبدالله العودة.

يليه حساب الأكاديمي السعودي البارز الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر بمتابعات تصل لـ ٦ ملايين، الشخصية التي تعد أحد رموز “الصحوة” السعودية الذين تعرضوا للاعتقال في فترة التسعينيات، اعتقل وهو يؤدي شعائر الحج في عام ٢٠١٨، ولا تخرج محتوى تغريداته عن الإطار الوعظي والديني والتربوي.

وتجاوز حساب الداعية والأكاديمي السعودي الدكتور عوض القرني المليوني متابع، وهو قد عرف بمواقفه الجريئة تجاه الربيع العربي والقضية الفلسطينية، تعرض للفصل من العمل والاعتقال والمنع من الظهور الإعلامي عدة مرات، واعتقلته السلطات السعودية في سبتمبر/أيلول 2017 ووجهت إليه تهماً عدة وطالبت النيابة العامة بإعدامه.
عبر تويتر يصف الدكتور القرني نفسه فيقول “مهتم بوطنه ويحب مجتمعه ويشغله مناصرة أحوال المسلمين في كل مكان” ويتخذ الدكتور القرني منصة تويتر ساحة لمناقشة قضايا الرأي العام المحلي ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. 

ويأتي العديد من أسماء المعتقلين على رأس التقرير السنوي لقوائم المؤثرين في “التويتر” السعودي الذي يصدره المرصد السعودي للإعلام الاجتماعي “إلمام”، فبحسب التقارير حل المعتقلون الطبيب السعودي الأمريكي المعتقل الدكتور وليد فتحي، والدكتور محسن العواجي ضمن أقوى ٥٠ رجل تأثيرا ً “خارج دوائر النشاطات” لعام ٢٠١٦، بينما حل المهتم بالروحانيات الجيبوتي المقيم بالمملكة الدكتور علي أبو الحسن ضمن أقوى 30 شخصية سعودية تأثيراً بدائرة التثقيف والإلهام لعام ٢٠١٦.

وتصدر المعتقل في سجون المملكة الكاتب الاقتصادي عصام الزامل قائمة أقوى 30 شخصية سعودية تأثيراً بدائرة النشاط المجتمعي 2016، وفي ذات القائمة حلت رابعا في التأثير الحقوقية والناشطة النسوية لجين الهذلول.

وضمن القائمة العامة والدوائر المختلفة لتقرير التأثير حل الدكتور سلمان العودة، والداعية غرم البيشي، والإعلامي الدكتور فهد السنيدي، والدكتور علي العمري، والدكتور محمد الخضيري، الأستاذ الدكتور عبد العزيز الفوزان، الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، والدكتور عوض القرني، هم اليوم على قائمة المعتقلين بالمملكة. 

وتردد على نطاق واسع أن عددا من المشايخ والدعاة طولبوا من قبل السلطات بتأييد الحصار على قطر، وذهب بعض المراقبين الى أن التخلف عن تأييد وجهة النظر السعودية في الأزمة الخليجية دفع السلطات لبدء سلسلة الاعتقالات في سبتمبر ٢٠١٧ وهو ما قوبل باستنكار من المنظمات الحقوقية.

تزامن ذلك مع تصاعد وتيرة الضغوط من قبل الجهات الامنية السعودية على العديد من المؤثرين بتويتر لاعتزالها أو حتى الغاء حساباتها بشكل قسري مباشر أو غير مباشر مثل المعتقلين الأستاذ الدكتور فوزان الفوزان، والداعية المحتسب الدكتور يوسف الأحمد، والدكتور علي أبو الحسن.

ولا تزال منصة تويتر ذات المنصة التي يناهض من خلالها عدد من الحسابات الوطنية السعودية مظاهر القمع والاعتقالات التعسفية بحق المثقفين والمفكريين بالمملكة مثل حساب، معتقلي الرأي، سعوديات معتقلات، نحو الحرية، لعل القيد يكسر والسجان ينتهي بحسب تصريحات القائمين على الحسابات.

المصدر : الجزيرة مباشر