من هرمز إلى الهجمات الإلكترونية.. كيف يمكن أن ترد إيران على اغتيال سليماني؟

إيرانيون يحملون صورة قاسم سليماني خلال احتجاج على مقتله في طهران

كثيرة هي الخيارات المتاحة أمام إيران للرد على اغتيال أمريكا للجنرال قاسم سليماني في بغداد، تتراوح من تعبئة حلفائها في العراق إلى القيام بعمليات في مضيق هرمز مرورا بهجمات إلكترونية.

وقال تقرير لوكالة (فرانس برس) إنه بعد عدة حوادث بين الإيرانيين والأمريكيين، وتسارع الأزمة بصورة مفاجئة، يشير الخبراء إلى عدة خيارات، دون أن يتخيل أحد أن اغتيال سليماني، القيادي المحوري للنظام الإيراني، سيمر دون عقاب.

وأكدت طهران يوم الجمعة، بعد مقتل قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي في العراق، أنها ستنتقم لسليماني “في التوقيت والمكان المناسبين”.

جبهات واسعة 

يقول (هيكو ويمين) مسؤول منظمة الأزمات الدولية للعراق وسوريا ولبنان، “هناك طيف واسع من الردود الممكنة لكن لا تنطوي جميعها على عمل عسكري أو عنيف”.

وأوضح “كلا المعسكرين لا يريدان الحرب وكلاهما لا يرى فيها مكسبا، الخطر يكمن في وجودهما في مواجهة مباشرة، وكل منهما يأمل في تراجع الآخر، وإذا لم يتراجع أي منهما، يمكن أن يؤول الأمر إلى كارثة”.

ويتوقع أن يكون العراق، حيث تتمتع إيران بداعمين كثر، في قلب الردود الأولى، وذلك من خلال المجموعات المسلحة التابعة لطهران أو المتعاطفين معها.

ويرى الخبير في الشأن الإيراني في معهد الشرق الأوسط بواشنطن (أليكس فاتانكا) أن “العراق سيصبح أول ميادين المعركة وسيكون هناك ضغط كبير على الوجود العسكري في العراق”.

وأشار فاتانكا إلى أن الأمريكيين سيخسرون كثيرا على  المستوى الاستراتيجي إذا اضطروا للانسحاب من العراق، ولفت في هذا الصدد إلى دعوات قادة الفصائل المؤيدة لطهران في بغداد مقاتليهم إلى “أن يكونوا على أهبة الاستعداد”.

كان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري أعلن عن إعادة تفعيل “جيش المهدي” الذي حله قبل عقد من الزمن بعد أن شكل صداعا للمحتل الأمريكي في العراق.

كما يمكن تنفيذ عمليات ضد الأمريكيين في لبنان وربما اليمن وسوريا حيث تنشط إيران عبر مجموعات مؤيدة لها مثل حزب الله اللبناني والحوثيين.

قوات بحرية إيرانية (أعلى الصورة) ومدمرة أمريكية (أسفل الصورة) في مضيق هرمز
مضيق هرمز

اتهمت إيران مرارا في 2019 بتلغيم ناقلات نفط قبالة والامارات وبمهاجمة سفن أخرى قرب مضيق هرمز المعبر المائي المهم، ويشتبه أيضا في وقوف إيران وراء الهجوم المشهود على منشآت نفطية سعودية والذي كان له تأثير كبير.

وتساءل (جان شارل بريزار) رئيس مركز تحليل الإرهاب في باريس “أثبتت إيران أنه يمكنها ضرب سفن وتعطيلها، فهل يمكن تخيل حصار؟” عليها.

 هجوم إلكتروني

 قال دان كوتس مدير وكالة المخابرات الوطنية المشرفة على أجهزة المخابرات الأمريكية في يناير/ كانون الثاني 2019 أمام مجلس الشيوخ “تحاول إيران حيازة قدرات شن هجوم إلكتروني يتيح لها مهاجمة بنى تحتية رئيسية لدى الولايات المتحدة وحلفائها”.

ويجمع الخبراء على أن إيران لاعب كبير في المشهد الإلكتروني العالمي، وبحسب لويد غيزو الأمين العام لمجمع المهنيين الفرنسيين المختصين في الأمن والإعلام “شكل الإيرانيون جيشا إلكترونيا بايع مرشد الجمهورية علي خامنئي مع أنه ليس هيكلا رسميا”.

وقال غيزو “تركز عمليات هذا الجيش، بصورة أكبر على البنى التحتية من النوع الصناعي، وهم يثيرون الخوف نسبيا في هذا المستوى مع إمكانية مهاجمة سدود في الولايات المتحدة أو تسلل لأنظمة إنتاج الطاقة الأمريكية وغيرها”.

واشتبه الأمين العام لمجمع المهنيين الفرنسيين المختصين في الأمن والإعلام، في تسلل الإيرانيين في 2013 إلى النظام المعلوماتي لسد صغير قرب نيويورك.

تقارير عن سعى إيران لنقل مشهد من النزاع إلى الفضاء السيبراني
ماذا عن الملف النووي؟

بحسب التقرير.. من هنا بدأ كل شيء، ومنذ مايو/ أيار 2019 تخلت إيران عن سلسلة من التعهدات التي قطعتها في الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، وذلك ردا على انسحاب واشنطن من الاتفاق وفرضها عقوبات مشددة على طهران تخنق اقتصادها.

والمرحلة المقبلة مرتقبة يوم الإثنين المقبل مع احتمال إعلان طهران عن قرارات جديدة تقرب نهاية اتفاق 2015، على غرار إعادة تشغيل منشآت محظورة أو تجاوز عتبة جديدة في تخصيب اليورانيوم.

ومع ذلك يرى أليكس فاتانكا أن سليماني كان شخصية مهمة واغتياله “يتطلب خطاب انتقام مكثفا” من إيران، لكن لا واشنطن ولا طهران ترغبان في مواجهة كبرى تقليدية وعنيفة.

وأوضح أنه سبق أن قتل قادة آخرون “ولم يتم الانتقام لهم أبدا حقيقة” مشيرا إلى أن النظام الايراني لديه صعوبات كبيرة داخلية.

وختم بالقول “النظام لا يملك أدنى فرصة في كسب حرب بهذا الحجم، مضيفا “خوض الحرب يكون وفق الإمكانيات ولا أراهم (الإيرانيين) يخطئون في تقدير امكاناتهم”.

المصدر : مواقع فرنسية