الثلاثاء 13 أغسطس 2019 11:37
من ليبيا إلى كشمير مرورا باليمن.. دور الإمارات في دعم الانقسامات

ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد
(أرشيفية) غيتي
استند الخطاب المضاد لثورات الربيع العربي إلى اتهام الأخيرة بأنها السبب وراء تفشي العنف والفوضى ودعوات التقسيم في المنطقة.
لكن سياسات دولة الإمارات، التي تعتبر العدو الأول للثورات العربية، تكشف عن تسببها في الكثير من الفوضى التي تؤدي في بعض الأحيان إلى تقسيم الدول، أو إثارة مطالب انفصالية داخل الوطن الواحد.
اليمن
- عرف عن الإمارات منذ تدخلها العسكري في اليمن بجانب السعودية دعمها لكيانات خارجة عن الشرعية جنوب البلاد، وتمويل مليشيات موالية لها.
- يعد المجلس الانتقالي الجنوبي أبرز تلك الكيانات، وهو الذي قاد الانقلاب على الشرعية في محافظة عدن، التي كانت تعتبر عاصمة مؤقتة للسلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

- بالإضافة إلى المجلس الانتقالي، دعمت الإمارات قوات الحزام الأمني المنتشرة في عدد من المحافظات، بالإضافة إلى قوات عرفت باسم "النخب" مثل النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية وغيرها من التشكيلات غير الرسمية.
- كثف مغردون وكتاب ومسؤولون إماراتيون جهودهم لدعم ومساندة الانقلاب الأخير في عدن، مثل ضاحي خلفان قائد شرطة دبي السابق، وعبد الخالق عبد الله، الذي يوصف بأنه كان أحد مستشاري ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين عبّروا علنا عن سعادتهم بالانقلاب ومساندتهم لتقسيم اليمن.
حدث بسرعة ودقة واتقان وبمساندة شعبية عارمة وبأقل قدر من الخسائر المادية والبشرية. pic.twitter.com/7xxENtOkGK
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 10, 2019
- لم يقتصر الدعم الإعلامي والسياسي على مساندة الانفصاليين في اليمن، بل تعداه إلى الهجوم المستمر على حكومة الرئيس هادي والتقليل من شأنها، والتأكيد على أن تدخل الإمارات في اليمن منذ البداية لم يكن من أجل الشرعية، بل إرضاء للسعودية.
والله ان هادي وشرعيته ما يسوون عندنا جندي اماراتي.... مشاركتنا ليست من اجل الشرعية ..مشاركتنا في الحرب من أجل المملكة...هذا ما اعرفه انا....عيل من اجل هادي وموظفيه.
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) August 11, 2019
- تشهد محافظات يمنية أخرى توترات قد تفضي إلى أحداث مشابهة لما جرى في عدن، مثل جزيرة سقطرى، التي تشهد تحركات إماراتية لفرض واقع جديد فيها قد ينتهي بضمها نهائيا لأبو ظبي.
- سبق أن أكد الكاتب الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن أمر جزيرة سقطرى "محسوم منذ زمن" من دون توضيح طبيعة ذلك الحسم.
استيقظوا على سقطرى متأخرين. الأمر محسوم منذ زمن بعيد يا سادة يا كرام.
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) May 5, 2018
كشمير
- يطالب سكان إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947 حيث أدى الصراع على الإقليم إلى اندلاع ثلاث حروب بين الجارتين.
- ترتبط الإمارات بعلاقات استراتيجية مع الهند، وزادت تلك العلاقات متانة بعد تولي القومي الهندوسي ناريندرا مودي رئاسة الوزراء، وهو سياسي معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الأقلية المسلمة في بلاده.
- اتهم مودي بعدم التدخل عندما قتل 100 مسلم عندما كان رئيسا لحكومة ولاية غوجارات عام 2002. وحين سألته وكالة رويترز في مقابلة خاصة عن تلك المجازر، قال إنه "يشعر بالحزن إزاء تلك المجزرة، شأن راكب في مقعد خلفي لسيارة دهست جروا".
- أعربت الإمارات عن تأييدها لقرار الهند إلغاء الحكم الذاتي لكشمير معتبرة أنها خطوة تشجع على "الاستقرار والسلام"، وهي خطوة أدت إلى طرد السفير الهندي لدى باكستان قبل أيام، وإلى زيادة التوترات داخل الإقليم المتنازع عليه.
- نقلت صحيفة غلف نيوز الإماراتية الصادرة بالإنجليزية عن أحمد البنا سفير أبو ظبي في نيودلهي قوله "الخطوة التي اتخذتها الهند لإلغاء الحكم الذاتي لكشمير ستشجع على المزيد من الاستقرار والسلام"، مؤكدة أن المسؤولين الإماراتيين في الهند قدموا دعمهم لهذا القرار.
- ذكر السفير الإماراتي أن بلاده تتوقع أن "تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقة في الحكم المحلي لدى شعب ولاية جامو وكشمير". كما اعتبر القرار المتعلق بكشمير "مسألة داخلية" هندية.

أرض الصومال
- أعلن إقليم أرض الصومال انفصاله من جانب واحد عن الصومال في تسعينيات القرن العشرين، عقب اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
- لا تعترف أي دولة أو منظمة دولية في العالم بأرض الصومال، لكن حكومة الأخيرة لديها علاقات غير رسمية مع بعض الدول.
- تقوم الإمارات بدعم ومساندة حكومة أرض الصومال في مواجهة الحكومة الصومالية المركزية. ويشمل الدعم الإماراتي تدريب قوات الجيش والشرطة في الإقليم، بالإضافة إلى قيامها بإنشاء قاعدة عسكرية في بربرة.
- الدعم الإماراتي لأرض الصومال أثار غضب حكومة مقديشو، وهو ما عبّر عنه مسؤولون صوماليون في مناسبات عدة.
- العام الماضي، ألغت الصومال اتفاقية الشراكة الثلاثية بين شركة موانئ دبي وأرض الصومال والحكومة الإثيوبية لتشغيل ميناء بربرة، لكن الإمارات لم تعبأ بهذا القرار، مستندة إلى موافقة حكومة أرض الصومال، وهو ما دعا الحكومة الصومالية إلى تقديم شكوى ضد الإمارات لجامعة الدول العربية.
- لم تكتف الإمارات باستغلال ميناء بربرة بصفة غير قانونية، وإنما عقدت شركة "موانئ بي آند أو" التابعة لحكومة دبي في أبريل/نيسان 2017 اتفاقا مع إقليم بونت لاند شمال شرقي الصومال الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي للاستثمار في ميناء "بوصاصو" على ساحل البحر الأحمر لمدة ثلاثين عاما.
- كشف تقرير للجنة العقوبات الدولية المفروضة على الصومال وإرتريا العام الماضي، أن الإمارات تواصل انتهاك حظر الأسلحة المفروض على الصومال.
- اتهم الكاتب الصومالي أنور ميو في حديث مع قناة الجزيرة الإمارات بتقوية النزعة الانفصالية لأرض الصومال.

مجلس التعاون الخليجي
- منذ إنشائه، عرف عن مجلس التعاون الخليجي أنه المؤسسة الإقليمية الوحيدة التي تشهد درجة من الفاعلية والتنسيق بين أعضائه.
- تحققت الكثير من الإجراءات في سبيل دعم التعاون بين دول الخليج، مثل تسهيل حركة التجارة والبضائع وتنقل الأشخاص، كما بدأ الحديث أكثر من مرة عن إصدار عملة موحدة.
- جاء حصار قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر ليقوض مجلس التعاون الخليجي، ويزرع الفرقة والتناحر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الشعوب الخليجية.
- أدى الحصار أيضا إلى انعدام الثقة بين أعضاء مجلس التعاون، بعد التأكد من وجود مخطط عسكري لغزو قطر بهدف الاستيلاء على ثرواتها، وفقا لما كشف عنه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال زيارته إلى الولايات المتحدة قبل نحو عامين.
- انقسم الخليج فعليا بين محورين رئيسيين: الأول يضم دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين)، والثاني يضم قطر والكويت وسلطنة عمان، وهو محور يدعو إلى تغليب العقل والحوار وتجنب المغامرات السياسية وأسلوب فرض الرأي بالقوة.
ليبيا
- ساهم ظهور اللواء المتقاعد خليفة حفتر في تقسيم ليبيا فعليا إلى قسمين رئيسيين: الأول في شرق البلاد بقيادة حفتر، والثاني في الغرب بقيادة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
- قدمت الإمارات الدعم السياسي والعسكري لقوات حفتر، بما يشمل المدرعات والذخيرة والطائرات المسيرة والدعم الاستخباراتي.
- كان من المفترض أن يلتقي الفرقاء الليبيين في مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس (جنوب غرب) تحت رعاية أممية، لكن هجوم حفتر أنهى جهود إعادة توحيد ليبيا إلى أجل غير مسمى، لتبقى البلاد منقسمة بين قوتين بسبب الدعم الإماراتي للطرف الخارج عن الشرعية وغير المعترف به دوليا.
المصدر
الجزيرة مباشر
كلمات مفتاحية