من قفص الاتهام.. وصية قيادي إخواني لحفيدته بعد إعدام والدها

حرم أحمد من رؤية ابنته "ليلى" طوال عامين كاملين قبل إعدامه

تحت عنوان “أين أبي؟”، بعث القيادي بجماعة الإخوان المسلمين المعتقل في مصر محمد طه وهدان، رسالة مؤثرة سُربت من داخل قفص الاتهام، إلى حفيدته ليلى بعد 10 أيام من إعدام والدها أحمد.

وفي صباح يوم 20 فبراير/شباط المنصرم، نفذت السلطات المصرية حكم الإعدام بحق أحمد طه وهدان مع 8 شبان آخرين، صدرت بحقهم أحكام نهائية في واقعة اغتيال النائب العام هشام بركات في صيف 2015.

ونشر محمود طه وهدان، نجل القيادي المعتقل وشقيق الراحل أحمد، نص الرسالة كاملًا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

رسالة وهدان لحفيدته ليلى:
  • أين أبي؟… هذا السؤال الأول الذي سينطلق من فمك الجميل عما قريب… ستسألينه لنفسك كلما رأيت قريناتك يلتقطن قطع الحلوى من يد آبائهن الحانية، ويلعبن ويمرحن مبتهجات ثم يرتمين في أحضانهم الدافئة، إلا أنت.. ستشعرين بالفقد والحرمان.
  • أين ابني؟… سؤال انطلق مني عصر الثلاثاء 19 فبراير/شباط 2019 حين سمعت أصواتًا عالية وجلبة صادرة عن عنبر (1) بسجن العقرب المودع فيه أبوك… وأنا المودع في عنبر (2) معزولين عن بعضنا عزلًا تامًا… لم أره طوال فترة السجن لحظة واحدة، كما لم يرك هو منذ مولدك.
  • ستكبرين وستسألين وستسمعين بأذنيك الهتافات والزغاريد التي شيعت أبيكِ وإخوانه إلى مثواهم الأخير، وستفاجئين بالتهاني لا بالتعازي، ستدهشين من أعداد المشيعين… وستدركين حينئذ وأنت الصغيرة، أن حياة أبيك وإخوانه الحقيقية قد بدأت في اللحظة التي أطبق فيها حبل المشنقة على رقابهم.
  • إن دماء أبيك هي وقود الثورة.. الثورة على الظالمين المستبدين الفاسدين.. نهبوا الخيرات، وفرطوا في الواجبات، وتنازلوا عن الأرض والعرض والثروات، ثم استداروا على الشرع والأخلاق.
  • إنهم يعدمون وطنًا كاملًا.. وما فعله أبوك وإخوانه أنهم تلقوا حكم الإعدام بصدورهم فداء للوطن.. ولما كان الدم لا يموت، فإن الثورة حتمًا ستنتصر.
  • من داخل قفص الاتهام في قضية “كتائب حلون”، أهديكِ حبي وأبثك وصيتي: إن قضيت كما قضى أبوك البطل فزغردي لي كما زغردوا له، وإن جمعني الله بك فإني أعدك باستكمال باقي الحكاية التي كنت قد حكيتها لأبيك في مهده..
  • هي حكاية واحدة.. حكاية وطن وأمة وعقيدة وفكرة أن تحطم قيودها وأغلالها سعيًا وراء الحرية والعدالة والكرامة فإلى لقاء قريب بإذن الله يا صغيرتي.

 

خلفيات:
  • في 20 فبراير الماضي، نفذت السلطات المصرية الإعدام في 9 شباب معارضين –جميعهم من جماعة الإخوان المسلمين- صدرت بحقهم أحكام نهائية في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”اغتيال النائب العام”.
  • قُتل النائب العام المصري هشام بركات في يونيو/حزيران 2015، إثر استهداف موكبه بسيارة ملغومة في العاصمة القاهرة، وتم اتهام جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية بالوقوف خلف قتل بركات، ونفت الجماعتان أية صلة لهما بالهجوم.
  • قبل تنفيذ حكم الإعدام، ناشدت منظمات حقوقية دولية السلطات المصرية وقف تنفيذ الأحكام، وسط تأكيد أهالي المتهمين أن اعترافات ذويهم تمت تحت التعذيب والإكراه، كما أكد المعتقلون أنفسهم ذلك أمام هيئة المحكمة.
  • بإعدام الشبان التسعة، يرتفع عدد المعارضين الذين نُفذ فيهم الإعدام إلى 42 شخصًا، منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم في يونيو/حزيران 2014، فيما ينتظر 50 آخرين تنفيذ العقوبة ذاتها بعدما صدرت بحقهم أحكام نهائية بالإعدام في عدد من القضايا.
محمد وهدان عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بمصر

 

  • القضية المعروفة إعلاميًا باسم “كتائب حلوان” -التي لا تزال متداولة أمام إحدى المحاكم المصرية- والمتهم فيها عضو مكتب الإرشاد محمد طه وهدان، تعود أحداثها إلى صيف عام 2013 إذ وجهت النيابة للمتهمين اتهامات عدة بينها “الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وتعطيل أحكام الدستور، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي”.
  • السلطات المصرية تعتبر جماعة الإخوان “تنظيمًا إرهابيًا” بقرار حكومي منذ ديسمبر/كانون الأول 2013، بعد أشهر من إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيًا بالبلاد.
  • جماعة الإخوان المسلمين تنفي علاقتها بأي أعمال عنف أو شغب، وأكدت مرارًا التزامها بالعمل السلمي في الاحتجاج على ما تعتبره “انقلابًا عسكريًا”.
المصدر : الجزيرة مباشر