من بناء المخ إلى صيانته.. علماء يفسرون الدور الحيوي للنوم

دراسة جديدة تؤكد الدور الحيوي للنوم

يقدم العلماء فهما أكثر للدور الحيوي الذي يلعبه النوم في صحة المخ، حيث توصلوا إلى تحول مفاجئ في وظيفته يحدث في سن 2.4 عام عندما يتغير هدفه الأساسي من بناء المخ إلى الصيانة والإصلاح.

وقال باحثون أمس الجمعة إنهم أجروا تحليلا إحصائيا لبيانات من أكثر من 60 دراسة تتعلق بالنوم. 

ودرسوا فترة النوم ومدة مرحلة نوم حركة العين السريعة وحجم المخ وحجم الجسم، وابتكروا نموذجا حسابيا لكيفية تغير النوم أثناء النمو.

نوعان من النوم

وهناك بالأساس نوعان من النوم، وكل منهما مرتبط بموجات محددة ونشاط عصبي في المخ. 

وتعد مرحلة حركة العين السريعة، التي تتحرك فيها العين بسرعة من جانب إلى آخر خلف الجفون المغلقة، بمثابة نوم عميق مع أحلام مفعمة بالحيوية. وتكون مرحلة النوم من دون حركة العين السريعة بلا أحلام إلى حد كبير.

ويُكون المخ أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، روابط عصبية جديدة عن طريق بناء وتقوية ما يُعرف بالوصلات العصبية.

وهذه الوصلات العصبية، تمكن خلايا الأعصاب من التواصل، ما يؤدي إلى تعزيز القدرة على التعلم وترسيخ الذكريات.

وأثناء النوم، يصلح المخ أيضا قدرا يسيرا من الضرر العصبي اليومي الذي تتعرض له عادة الجينات والبروتينات داخل الخلايا العصبية بالإضافة إلى التخلص من المنتجات الثانوية التي تتراكم.

يتغير هدف النوم من بناء المخ إلى الصيانة والإصلاح
تغير وظيفة النوم

وأظهرت النتائج أنه في سن 2.4 عام تقريبا، تتغير الوظيفة الأساسية للنوم من بناء وقطع الوصلات أثناء مرحلة النوم العميق إلى الإصلاح العصبي خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة ومرحلة النوم بدون حركة العين السريعة.

وقال فان سافادج أستاذ علم البيئة وعلم الأحياء التطوري والطب الحسابي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس” شعرنا بالذهول لأن هذا التحول يحدث وكأن هناك زرا.. إنه قاطع بشدة”.

وتتراجع فترة نوم حركة العين السريعة مع تقدم العمر، ويقضي الأطفال حديثو الولادة، الذين يمكنهم النوم حوالي 16 ساعة يوميا، نحو 50 بالمئة من وقت نومهم في مرحلة نوم حركة العين السريعة.

لكن انخفاضا واضحا يحدث عند سن 2.4 عام تقريبا، وتنخفض هذه النسبة إلى نحو 25 في المئة بحلول سن العاشرة وإلى ما بين حوالي 10 و15 في المئة في سن 50 عاما.

وأوضح فان سافادج وهو أحد كبار معدي البحث المنشور في دورية-ساينس أدفانسيز” النوم من متطلبات مملكة الحيوان بأسرها في كل مكان تقريبا مثل الأكل والتنفس، وقال “أرى أنه ركيزة من ركائز صحة الإنسان”.

المصدر : رويترز