مناصرو ترمب يتحدّون كورونا في أول تجمّع انتخابي منذ شهور (فيديو)

أنصار ترمب يتجمعون للمشاركة في أول تجمّع انتخابي يقيمه منذ أشهر

بدأ مئات من مناصري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتجّمع للمشاركة في أول تجمّع انتخابي يقيمه ترمب منذ أشهر، مؤكدين أن مخاطر الإصابة بكوفيد-19 في ملعب مغلق ومكتظ لن تثنيهم عن الحضور.

واحتشد مناصرو ترمب، منذ صباح اليوم السبت، في محيط الملعب الذي ضرب حوله طوق أمني، وقد وضعوا بغالبيتهم قبعات حمراء أو ارتدوا قمصانا حمراء كتب عليها “أعيدوا لأمريكا عظَمتها”.

لكن قلة قليلة فقط وضعت كمامات وسط عدم تقيّد واسع النطاق بقواعد التباعد الاجتماعي، على الرغم من الارتفاع الكبير في الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي سجل مؤخرًا في أوكلاهوما.

وقلل الرئيس الأمريكي من أهمية المخاوف في أن يتسبب التجمع الانتخابي الذي سيشارك فيه آلاف الأشخاص وسيتخلله هتافات، بتفشي الوباء، آملًا أن يسهم الحدث المثير للجدل في إعادة بث الحماس لحملته.

لكن المخاطر الفعلية كبيرة جدًا، سواء على الصعيد الصحي مع احتشاد 19 ألف شخص لساعات داخل ملعب مغلق في تالسا، أو على صعيد حظوظ ترمب في الفوز بولاية رئاسية ثانية قبل أقل من خمسة أشهر من موعد استحقاق تظهر الاستطلاعات تأخره فيه.

واظهر استطلاع سريع للوحات السيارات أن غالبية المشاركين هم من أوكلاهوما، لكن هناك أقلية آتية من ولايات قريبة، ستعود بعد انتهاء التجمّع إلى مناطقها، وقد تكون اختلطت في الملعب بمصابين بالفيروس التاجي.

وفضلًا عن الجدل القائم على خلفية مخاطر تفشي الوباء، يثير التجّمع الانتخابي جدلًا واسعًا لتوقيته الذي كان مقررًا بادئ الأمر، أمس الجمعة، بالتزامن مع إحياء ذكرى إنهاء العبودية في البلاد، ولا سيّما أنه يقام في مدينة لها تاريخ حافل بالمجازر المرتكبة بحق السود، وغالبية المحتشدين، اليوم السبت، أمام الملعب هم من البيض.

ويعد هذا التجمّع أول فصل من الحملة الانتخابية لترمب منذ الإغلاق الذي فرض في 2 مارس/ آذار لاحتواء تفشي الوباء.

ومذّاك، أوقع كوفيد-19 نحو 120 ألف وفاة في الولايات المتحدة، وشلّ إلى حد بعيد اقتصاد البلاد، الذي كان يسجّل ازدهارا كبيرا واعتمد ترمب على قوّته من أجل الترويج لحملته الرئاسية.

ويعوّل ترمب على مشاركة حاشدة لمناصريه في الانتخابات في الولايات التي تشهد معارك انتخابية، ويأمل في أن يعكس التجمع الانتخابي في تالسا قوة الحملة.

ولاية جمهورية الانتماء

ويُطلق على ولاية أوكلاهوما (جنوبي البلاد) “جمهورية الانتماء الحزبي”، ولن يكون هدف ترمب إقناع ناخبيها بقدر ما سيكون إنعاش حملته، التي تضررت كثيرًا جراء طريقة إدارة أزمة كورونا، والاضطرابات العنصرية التي سجّلت في الأسابيع الأخيرة.

ولا تنحصر الانتقادات الموجّهة لترمب بمنافسه جو بايدن أو بالحزب الديموقراطي، بل تمتد إلى بيته الأساسي؛ الحزب الجمهوري.

لعل الانتقاد الأبرز هو الصادر عن مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون قبيل صدور كتابه (من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض)، إذ يصف ترمب بأنه جاهل وفاسد.

ومع إظهار استطلاعات الرأي تأخره، يسعى ترمب إلى تغيير المعادلة، ويُتوقع أن يتظاهر نحو 100 ألف شخص بينهم مناصرون لترمب ومتظاهرون ضد العنصرية، في تالسا الواقعة في ولاية أوكلاهوما.

كما ردّت المحكمة العليا في أوكلاهوما، أمس الجمعة، دعوى قضائية تطالب بمنع إقامة التجمّع الانتخابي على خلفية مخاوف صحية.     

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني “نحن واثقون بقدرتنا على العمل بشكل آمن في تالسا”.

وأكدت أن المنظمين سيوفرون للجميع معقمات لليدين، وسيقيسون حرارة المشاركين، وسيوزعون كمامات لمن يريد، لكن سيتعين على المشاركين توقيع وثيقة تحمي المنظمين من الملاحقة القانونية في حال تفشي كوفيد-19 خلال التجمّع.

وحرص ترمب منذ اللحظة الأولى لتفشي الوباء في الولايات المتحدة على عدم الظهور علنًا واضعًا كمامة واقية، وهو يؤكد منذ أسابيع أن نفشي الوباء يشهد تباطؤا لإتاحة انتعاش الاقتصاد.

وعلى صعيد متصل، ذكرت الحملة الانتخابية لترمب، اليوم السبت، أن فحوصًا طبية أثبتت إصابة 6 أعضاء في الحملة بمرض كوفيد-19، وذلك قبيل مؤتمر انتخابي بمدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما.

وقال مدير الاتصالات في الحملة، تيم مورتو “أثبتت الاختبارات إصابة ستة من أعضاء الفريق، بعد إجراء المئات من الاختبارات، واتُخِذت إجراءات الحجر الصحي على الفور”.

وأضاف “لن يحضر موظفون مصابون بكوفيد-19 أو أي مخالط مباشر لهم في مؤتمر اليوم، أو بالقرب من الحاضرين أو المسؤولين المنتخبين”.

وتعد أوكلاهوما واحدة من الولايات التي شهدت تصاعدا في حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19، وفي عموم البلاد بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مليونين و323 ألفًا و158 شخصًا، قضى منهم جراء الإصابة 121 ألفًا و876 مصابًا، في حين تعافت 963 ألفًا و750 حالة، حتى الآن.

وعالميًّا، أصاب الفيروس التاجي 8 ملايين و863 ألفًا و37 شخصًا، وأودى بحياة 464 ألفًا و892 مصابًا، بينما تعافى 4 ملايين و718 ألفًا، و366 مصابًا، حتى اللحظة.

اقرأ أيضًا:

ترمب يتوعد بولتون بدفع “ثمن باهظ” لنشر كتابه

مع كتاب وصفه بأنه غير مؤهل وقرار المحكمة العليا.. ترمب يواجه أكثر من أزمة

“الغرفة التي حدث فيها”.. ترمب يلجأ للمحكمة لحظر كتاب بولتون

البيت الأبيض يمنع بولتون من نشر معلومات سرية في كتابه الجديد

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات