مقال بفورين بوليسي يستعرض تداعيات الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا

قافلة عسكرية تركية في بلدة على الحدود التركية السورية-9 أكتوبر

سلط مقال في مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على تداعيات الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري، الذي سبق العملية العسكرية التي بدأتها تركيا شرق الفرات، أمس الأربعاء.

واعتبر الكاتب الأمريكي بلال بالوتش، الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا بداية للتنافس بين قوى عربية ودولية، وقد يعيد الحرب التي بدأت قبل نحو 8 أعوام إلى أوجها مرة أخرى.

أبرز ماجاء في مقال بالوتش
  • الانسحاب الأمريكي أثار تساؤلات في عواصم عربية عن الثقة في الولايات المتحدة كشريك في ضوء تخليها عن الأكراد، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وضع بهذا ، صورة لبلاده على أنها حليف لا يمكن الوثوق به.
  • تتعلق المسألة الثانية بشأن كيفية وصول اللاعبين المتبقين على الساحة السورية إلى توازن سياسي جديد، حيث يتسبب الانسحاب الأمريكي في خلق فوضى استراتيجية، لكن يبقى من غير الواضح من الذي يستفيد من ذلك بالفعل.
  • لا يوجد ما يشير إلى اللاعب الذي سيستفيد من الخروج الأمريكي، في وقت انهارت فيه شراكات وتعمقت أخرى بالمنطقة، فقد تظهر خلافات بين الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا، رغم أنها تعمل بشكل مشترك على حل النزاع في سوريا.
  • من المحتمل أن تظهر انقسامات أعمق بين روسيا وإيران وتركيا، وهي ثلاثة أطراف كانت في السابق متحدة في معارضة مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، رغم أن قادة هذه الدول تعمل على حل النزاع في سوريا.
  • وفي الوقت الذي بدأت تركيا توغلها في الأراضي التي كانت تحتلها في السابق القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، كان رد فعل روسيا مزيجا من القلق والتعبيرات الصريحة حول النزاهة وضبط النفس، لكن إحباطات الكرملين، قد تزداد مع توسع تركيا في هجماتها بطريقة تعرض توطيد بشار الأسد وضعه في السلطة للخطر.
وحدات عسكرية أمريكية تنسحب من نقاط في شمال سوريا-9 أكتوبر
قلق في عواصم عربية
  • في هذا الوقت، وفي عواصم عربية قوبلت أنباء الانسحاب الأمريكي في السعودية والإمارات بقلق، فقبل أقل من عام، أعادت الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بإعادة فتح سفارتها في دمشق.
  • منذ ذلك الحين، أصبحت الإمارات جزءا من عملية حل النزاع في سوريا، وخاصة من خلال القنوات الخلفية مع الحكومة السورية بتشجيع من روسيا.
  • في السعودية، سيؤدي انسحاب الولايات المتحدة إلى تعميق التوترات مع تركيا التي ازدادت في الأشهر الأخيرة بسبب الإخوان المسلمين، وحصار قطر، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي.
  • أنفق السعوديون رأس المال- الدبلوماسي والاقتصادي – لتخفيف التوترات بين القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد والقبائل العربية في شمال سوريا، ولن يكونوا سعداء بالهجوم التركي الذي يهدد هذا العمل.
  • اعتبر بالوتش، أن الأحداث الأخيرة أسوأ ما شهدته العلاقات التركية- السعودية منذ تحالفهما القوي بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
  • يثير خروج الأمريكيين، حسب بالوتش، المخاوف في إيران وحلفائها من إمكانية عودة تنظيم الدولة، وقد يتسبب باندلاع نزاع طائفي، على غرار ما حصل في العراق، والفوضى التي يخلقها، قد تدفع السعودية وإيران للتخلي عن خطوات التقارب المبدئية.
  • بحسب الكاتب شهد هذا الأسبوع حدثا نادرا في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، وهو اتفاق بين كل دول الإقليم تقريبا باستثناء تركيا، فهم متفقون جميعا على أن توغل تركيا في شمال سوريا لا يهدد مستقبل الأكراد فحسب، بل يهدد أيضا الاستقرار الأساسي للبلد بأسره.
المصدر : فورين بوليسي