مع اقتراب حل الكنيست.. هل تتجه إسرائيل إلى انتخابات أخرى مبكرة؟

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) ورئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس

زادت، الإثنين، احتمالات إجراء انتخابات عامة بـ”إسرائيل” في ظل المصاعب التي يواجهها رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة وذلك بعد 6 أسابيع من فوزه بانتخابات أبريل/نيسان.

وصادقت الهيئة العامة للكنيست على قانون “حل الكنيست الـ21” بالقراءة الأولى، قرابة الساعة الثانية ليلًا، ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الخاصة بالمداولات بمشروع القانون، اليوم الثلاثاء، قبل طرحه للقراءة الثانية والثالثة النهائية، بعد غد الأربعاء.

في وقت سابق من أمس الإثنين، قررت اللجنة الخاصة تحديد موعد انتخابات الكنيست الـ22 في يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر/أيلول المقبل، حال تمت المصادقة النهائية غدًا. ويبدو أن نتنياهو سارع لحل الكنيست حتى لا يكلف غيره بتشكيل الحكومة.

ويتوجب التصويت مرة على مشروع القانون في القراءة الثانية والثالثة حتى يصبح ساري المفعول، وهو ما يتوقعه المراقبون تحقيقه ليصبح قرار إجراء انتخابات جديدة بلا رجعة.

متى تجرى الانتخابات؟
  • كان تصويت الكنيست أمس الإثنين بحل نفسه إجراءً مبدئيًا فقط وهو ما يعني أنه لا يزال من الممكن التوصل لحل للأزمة في المحادثات الهادفة لتشكيل ائتلاف وتفادي الانتخابات.
  • إن لم يحدث ذلك بحلول الموعد النهائي المقرر، غدًا الأربعاء، فسيجري الكنيست ثلاث عمليات تصويت أخرى لإتمام حل المجلس وسيحدد موعدًا للانتخابات خلال خمسة أشهر.
  • كان قد حصل خلاف في اجتماع اللجنة الخاصة الأولى بشأن موعد الانتخابات، إذ اقترح أعضاء المعارضة موعد 17 سبتمبر/أيلول، بينما اقترح أعضاء الائتلاف موعد الثالث من سبتمبر/أيلول.
لماذا صوت الكنيست لحل نفسه؟
  • بعد انتخابات التاسع من أبريل/نيسان، حصل نتنياهو على تفويض من الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين لتشكيل الحكومة الجديدة مدعومًا بأغلبية بالكنيست مؤلفة من فصائل يمينية ودينية.
  • لكن المحادثات الهادفة لتشكيل حكومة ائتلافية وصلت إلى طريق مسدود.
  • إن لم ينجح في إعلان حكومة جديدة بحلول الأربعاء، فإن الرئيس قد يختار نائبًا آخر لتكليفه بتشكيل الحكومة.
  • قد يفتح ذلك المجال أمام إسناد المهمة إلى قائد الأركان السابق بيني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض (كاحول لافان) المنتمي للوسط ومنافس حزب “الليكود”.
  • لكن حل البرلمان وتحديد انتخابات جديدة سيلغي ذلك.
الكنيست.. البرلمان الإسرائيلي (رويترز)
 لماذا فشل نتنياهو في تشكيل حكومة؟
  • نتنياهو يواجه اتهامات محتملة في ثلاث قضايا فساد لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات.
  • هذا يجعله أكثر ضعفا من الناحية السياسية أمام مطالب شركاء الائتلاف المحتملين.
  • دفعت الانقسامات التي ظهرت بين حزب “إسرائيل بيتنا” القومي المتطرف برئاسة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، وحزب “التوراة اليهودي المتحد”، بشأن قانون للتجنيد العسكري يتحكم في الإعفاءات الخاصة بطلاب المعاهد الدينية محادثات تشكيل الائتلاف إلى الجمود.
  • كانت انتخابات أبريل/نيسان قد جرى تقديم موعدها من نوفمبر/تشرين الثاني بسبب نفس القضية الشائكة.
  • لكن بعض المعلقين وأعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو يرون أن الدافع الحقيقي لليبرمان هو خلافة نتنياهو في نهاية المطاف وأنه يستخدم قانون التجنيد وجمود محادثات تشكيل الائتلاف لإضعافه سياسيًا. ونفي ليبرمان ذلك.
  • نتنياهو قال إنه لا يوجد سببا يدعو للتوجه مجددًا للانتخابات، بداعي أن الحل موجود ويمكن التوصل إليه في دقائق، ولكنه أقر بأنه لم يتمكن من إقناع أفيغدور ليبرمان بتجنب الانتخابات.
  • نتنياهو كان قد التقى مساء الإثنين مع ليبرمان، في محاولة أخيرة لإيجاد تسوية للأزمة، غير أن الاثنين خرجا من الاجتماع الثنائي بعد 22 دقيقة وأعلنا عدم التوصل إلى تفاهم.
  • ليبرمان أعلن أن حزبه سيدعم مشروع قانون حل الكنيست موجهًا أصبع الاتهام إلى الليكود بسبب أزمة تشكيل الحكومة واصفًا إياها بإخفاق مدوي.
  • بعد أن دعا لإعادة النظر مجددًا بموقفه، قال ليبرمان إن هناك 48 ساعة، يمكن خلالها القيام بأمور كثيرة لتلبية رغبة الناخب وتشكيل حكومة يمين مستقرة.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
  • ربما يؤدي هذا الوضع إلى تأجيل إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجديدة بشأن السلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميًا باسم “صفقة القرن”.
  • من المقرر أن يكشف فريق ترمب، بقيادة مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وصهره جاريد كوشنر، عن هذه الخطة خلال مؤتمر استثمار دولي في البحرين في أواخر يونيو/حزيران.
  • الاحتمالات ضعيفة بالنسبة لحدوث انفراجة، وربما تؤدي الانتخابات الإسرائيلية إلى تأجيل إعلان الخطة لفترة أخرى لأن ترمب يريد انتظار وجود حكومة في “إسرائيل” قبل أن يمضي قدمًا.
  • المسؤولون الفلسطينيون رفضوا هذا المسعى الأمريكي (صفقة القرن)، وقالوا إن لديهم اعتقادا بأنه سيكون منحازًا بدرجة كبيرة لصالح “إسرائيل”.
بيني غانتس زعيم حزب "كاحول لافان" يدلي بصوته في الانتخابات الإسرائيلية (رويترز)
 من سيكون المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات؟
  • بدا بيني غانتس، الجنرال السابق الذي يحظى بشعبية، في الانتخابات السابقة منافسًا سياسيًا حقيقيًا لنتنياهو.
  • غانتس يتزعم حزب أزرق أبيض (كاحول لافان) الجديد الذي حصل على 35 مقعدًا في الكنيست وهو نفس عدد المقاعد التي فاز بها حزب الليكود بزعامة نتنياهو.
  • حزب غانتس خاض الانتخابات ببرنامج انتخابي كانت أبرز نقاطه حكومة ليس بها فساد وتحقيق السلام والأمن.
  • غانتس، أعلن أن حزبه لن يدعم مشروع قانون حل الكنيست، معتبرًا أنه كان يجب إسناد مهمة تشكيل الحكومة إليه بعد فشل نتنياهو فيها.
كيف يمكن لهذه الانتخابات التأثير على وضع نتنياهو القانوني؟
  • ربما يشكل ذلك أنباء غير سارة بالنسبة لنتنياهو.
  • قد يؤدي حل الكنيست إلى وقف إجراءات بدأ الليكود السير فيها بشأن منح الكنيست حصانة لنتنياهو من الملاحقة القضائية، وهو ما يفتح المجال أمام احتمال توجيه اتهامات إليه أثناء توليه منصب رئيس الوزراء.
  • كان المدعي العام الإسرائيلي قال إنه يعتزم توجيه تهم فساد واحتيال لنتنياهو قبل محاكمته المقررة في أكتوبر/تشرين الأول.
  • نتنياهو تعهد بعدم الاستقالة حتى إذا وُجهت إليه اتهامات، ولا يوجد ما يلزمه قانونًا بالقيام بذلك.
المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز