معركة بدر الكبرى.. كيف شكلّت نقطة تحول في تاريخ المسلمين؟

اتخذت قلوب المؤمنين وصفحات التاريخ من بدر سجلا ذهبيا للجيش المؤمن الذي قهر الجيش الذي لا يقهر

كان يوم السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة النبوية يوما فاصلا في تاريخ الإسلام، ففيه وقعت معركة بدر الكبرى التي كشفت عن “الجيش المؤمن” الذي قهر “الجيش الذي لا يُقهر”.

يوم بدر:
  • كان المسلمون يومها أمام معركة وجودية؛ فإما أن تنتصر قريش وتقضي على المسلمين والإسلام، أو أن ينتصر الإسلام وتتواصل المسيرة.
  • على العدوة الأخرى من سهل بدر، يقف النبي الكريم محمد مع ثلاثمئة وأقل من عشرين من صحابته وأوفياء الدين الإسلامي يُعدّون العدة لليوم الفاصل.
  • لا يوجد تكافؤ مادي بين الجيشين، فقريش قريش جاءت بألف رجل بين فارس وراجل، متفوقة عددا وعدة، في حين خرج الجيش الإسلامي بالأساس لاعتراض قافلة لقريش يقودها أبي سفيان بن حرب لتعويض جزء مما استولت عليه قريش من الصحابة أثناء وبعد هجرتهم للمدينة.
  • القافلة نجت بذكاء ومبادرة من ابن حرب، لكن أمام لهب التحريض من أبي جهل انهزم صوت العقل والحكمة الذي مثله في جيش قريش عتبة بن ربيعة المخزومي، واستجاب للاستفزاز وقرر أن يكون وابنه وأخاه أول وقود للهيب المعركة.
  • بدر كانت حربًا بين زمنين وبين فكرتين، زمن يبشر بالخير والعدالة ويسعى لأن يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورًا، وآخر يسعى جاهدًا لأن يدافع عن مكتسباته عبر مواجهة الدين الجديد.
  • على أرض بدر أرسلت السماء عيونها، وهنا تدخلت القدرة الإلهية لتقسم الأرض إلى خطين متوازين: سهل ثابت كثبات الإيمان في قلوب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر مستنقع مهزوز تنغرس فيه أقدام الرجال وحوافر الخيل والإبل.
  • الجولة الأولى انتهت سريعا بموت قادة قريش الثلاثة الأمر الذي زلزل جيشهم. في المقابل أصيب عبيدة بن الحارث إصابة بليغة جعلته من أوئل الشهداء في غزوات المسلمين.
  • اندلعت المعركة وتساقط قادة قريش بين قتيل وأسير، وأبو جهل ممرغ الأنف في طين بدر بعد أن قتله شابان من الأنصار، وأمية بن خلف يموت بضربة من بلال الحبشي.. بلال الذي ذاق الموت ألوانًا وصنوفًا على يد أمية بن خلف فترة طويلة في مكة.
بدر كانت حرب بين زمنين وبين فكرتين
 تحول في تاريخ المسلمين:
  • أخذت بدر من التاريخ الإسلامي أسمى مكان وأعظم مزية، فهي عند المسلمين يوم الفرقان الأكبر، وجيشها المظفر نال رتبة سامية على بقية المسلمين.
  • كانت بدر تحولًا في تاريخ المسلمين، وانطلاقا فعليا لاستخدام القوة المسلحة بعد 15 سنة من الخضوع لها والعيش تحت نير العسف الذي مارسته قريش بالسيف والسوط والحصار الاقتصادي والأمني والتهجير والتعسف.
  • لا يزال آلاف المسلمين يهرعون إلى صعيد بدر، ليروا مصارع الكفار أعداء الإسلام، وميدان المعركة، حيث قتل هنالك عتبة وابنه وحيث مات أبو جهل تحت قدمي عبد الله بن مسعود الذي كان يسميه رُوَيْعِيَ الغنم، وحيث ضرب فتيان من الأنصار أروع أمثلة الفداء والتضحية من أجل نصرة الإسلام، وحيث بكى صبيان لم يبلغوا سن الحلم لأنهم حرموا من المشاركة في الجهاد ضد صناديد قريش.

 

للاطلاع على الموضوع بكامله يرجى زيارة الرابط التالي:

بدر الكبرى.. أمّ معارك الإسلام

المصدر : الجزيرة الوثائقية