مصر.. صرخات الاستغاثة تزداد وكورونا يقتحم أروقة البرلمان

رغم الشكاوى والاسغاثات من كورونا.. لم يقل التكدس أو الزحام في مصر

تتوالى استغاثات المصريين مع تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد واقتحامه للبرلمان رافعا عدد مصابيه إلى 5، بالتزامن مع تخفيف القيود الذي صحبه تكدسات وزحام بشكل مثير للقلق.

وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية، خبر إصابة النائب عيد هيكل عن دائرة المرج بمحافظة الجيزة بفيروس كورونا المستجد، وذكر أمين عام مجلس النواب المصري، محمود فوزي، تلقي هيكل للعلاج  في إحدى المستشفيات الخاصة بالعاصمة المصرية القاهرة.

وتعد إصابة هيكل هي الخامسة بين أعضاء مجلس النواب المصري بعد الإعلان عن إصابة أربعة أخرين هم النائبة شيرين فراج، والنائب عمرو وطني، والنائب هشام مجدي،والنائبة نشوى الديب.

ومن بين أبرز صرخات الاستغاثة على منصات التواصل المصرية، شكا مواطن من تجاهل المستشفيات لحالة زوجته المصابة بكورونا، كاشفًا عن أن حالتها خطيرة ولا تستطيع التنفس.

وقال “لفيت بها المستشفيات وهيا مش قادرة تتنفس، اتصلت بوزارة الصحة ردوا بعد معاناة ومحدش عمل حاجة، رحت المستشفى تاني ورغم علمهم بإن الحالة خطيرة قالوا ربنا يتولاها”.

وتابع متحسرًا “أنا عندي 4 بنات عازلهم عن جدتهم، ومراتي بتموت قدم عيني وأنا مش عارف أعملها حاجة، يا جماعة عشان خاطر ربنا حد يلحقني”.

وفي شمال محافظة الجيزة، أطلق من إمبابة، نداء استغاثة من رفض استقبال والدته مريضة الفشل الكلوي، بالمستشفى رغم تشخيصها بكورونا.

ولم يجد الرجل من يسعف والدته المسنة المريضة، فناشد الرئيس والمسؤولين لإنقاذها قائلًا “هو احنا مالناش حق في الدولة يعني؟ أمي تموت؟ يا سيسي اهتم شوية حرام عليكم”.

وتتواصل معاناة المصريين واستغاثاتهم بشكل يومي مع تصاعد خطير لمؤشر إصابات فيروس كورونا المستجد (المسبب لمرض كوفيد-19) في البلاد، لتأخذ الشكاوى أشكالا وأبعادا متباينة وأحيانا مؤسفة.

وبحجة تعليمات وزارة الصحة، وقعت مشادة بين موظفي أمن مستشفى جمال عبدالناصر بمحافظة الإسكندرية الساحلية، وعدد من المواطنين لرفض استقبال حالة اشتباه بكورونا.

ورفض المستشفى استقبال الحالة، بزعم أنها ليست تابعة للتأمين الصحي رغم أن الوزارة سمحت للمستشفى باستقبال مرضى كورونا، وفق المواطنين.

وتبين مقاطع الفيديو المتداولة حجم الأزمة الصحية، التي لا تتسق مع ما تعلنه وزارة الصحة من أرقام المصابين والمتوفين بالاصابة بالفيروس التاجي.

ومع استمرار تفشي الوباء وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات أصبح هناك عجز كبير في جميع مستشفيات العزل الصحي وأعداد الطواقم الطبية، بحسب شكاوى الكثير من المصريين.

وفي أسوان جنوبي البلاد، وقعت مأساة في مستشفى “التأمين الصحي”، بعد انتقال عدوى كورونا لـ 4 ممرضات، بينما يواجهن تعنت الإدارة الصحية في نقلهن للعزل رغم توفر أماكن.

ومع معاناة المصريين المتزايدة من فيروس كورونا المستجد، لم تقدم الحكومة استجابة ملموسة للمصابين وذويهم، مما ينذر بزيادة أعداد المصابين في مصر.

كما شنَّت وسائل إعلام وشخصيات محسوبة على النظام المصري هجومًا على الأطباء المستقيلين، تارة بتهمة الانتماء لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي يصنّفها النظام المصري جماعة إرهابية، وتارة أخرى بتهمة “الخيانة” والهروب من المسؤولية.

وقال الطبيب بمستشفى “القصر العيني” في القاهرة، محمد هشام، إن إدارة المستشفى ترفض إدخاله الحجر الصحي بعد إصابته بكورونا رغم صعوبة عزله منزليًا، مؤكدًا “العدوى اتنقلت لي بسبب شغلي”.

أما الطبيب محمود سامي الذي فقد بصره بسبب الإجهاد، أثناء علمه ضمن فريق علاج مصابي كورونا بإحدى مستشفيات العزل بمحافظة كفر الشيخ، فقال في فيديو مصور إن نسبة شفائه ضئيلة جدًا.

وفي الوقت الذي نعت فيه نقابة الأطباء، 3 من كوادرها متأثرين بإصابتهم فيروس كورونا أثناء العمل، أعلنت صحف محلية عن إصابة مدير مستشفى حميات دمنهور الطبيب أحمد هواش بكورونا بعد أيام من تحويله إلى عزل وفرز للحالات الإيجابية.

وقررت نقابة الصيادلة، إغلاق مقر اتحاد المهن الطبية والنقابة العامة للصيادلة بقصر العيني لمدة أسبوع بعد إصابة 8 موظفين بفيروس كورونا.

كما كشف محافظ البحر الأحمر عن تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا بأحد المنتجعات السياحية في الغردقة بعد أسبوع من عودة السياحة الداخلية.

وقال رئيس لجنة مكافحة كورونا حسام حسني، خلال مداخلة متلفزة إن عقار “هيدروكسي كلوروكوين” حقق نتائج فعالة مع مصابي كورونا لذا فقد أبقت وزارة الصحة عليه، وذلك رغم توصيات عالمية باستبعاده.

وأضاف حسني أن الأسبوعين القادمين سيشهدان أعلى معدلات إصابة منذ بداية الأزمة.

وتتوالى استغاثات المصريين بشكل يومي مع تصاعد خطير لمنحنى إصابات كورونا في البلاد، لتأخذ الشكاوى أشكالا وأبعادا مقلقة، فقد هدد في وقت سابق، أحد المواطنين بحرق نفسه لرفض مستشفيات استقبال أمه المريضة، وتكرر المشهد من مواطن آخر بعد تجاهل علاج شقيقته.

في المقابل، ورغم تصاعد الإصابات والوفيات، تداول ناشطون على منصات التواصل مقاطع فيديو لتكدس مجندين في قطار مطروح دون توفير مساحات آمنة للوقاية من كورونا.

وفي الإسكندرية، ظهر مواطنون في عزبة محسن بمنطقة العوايد، غير مبالين كثيرًا لكورونا، حيث تزاحموا خلال احتفال بنقل أثاث عروس، دون أي إجراءات وقائية تذكر.

ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى، السبت، هو 23449 حالة من ضمنهم 5693 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و913 حالة وفاة.

اقرأ أيضًا:

مصر.. استغاثة تعقبها وفاة وصرخات لمرضى كورونا بعد تجاهل علاجهم (فيديو)

مصر.. مرضى يتساقطون أمام المستشفيات وتسليم جثمان متوفى دون إجراءات وقائية (فيديو)

طبيب مصري يفقد بصره نتيجة ضغط العمل بمستشفى العزل

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل