مصر.. توقف تمويل صيني بـ 20 مليار دولار في العاصمة الجديدة

منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة يتم تنفيذها بواسطة شركة صينية

وصلت المفاوضات بين مصر وشركة تنمية الأراضي الصينية “CFLD” لتمويل مشروع بقيمة 20 مليار دولار في العاصمة الإدارية الجديدة إلى طريق مسدود، بسبب خلافات بشأن كيفية تقاسم العائدات.

وبحسب وكالة “بلومبرغ” الأمريكية فقد انتهت سنتان من المفاوضات الصعبة بعد أن أرسلت السلطات المصرية ردا على العرض النهائي الذي قدمته شركة تنمية الأراضي الصينية المدرجة في شانغهاي لتطوير 15 ألف فدان على مدى 25 عاما في العاصمة الجديدة شرق القاهرة.

وقال أحمد زكي عابدين، الذي يرأس الشركة التي أنشأت للإشراف على تشييد العاصمة الجديدة، لـ “بلومبرغ”: “لم نسمع جديدا”. “لقد توقفت المحادثات”.

ماذا يعني ذلك؟
  • من المرجح أن يثير عدم التوصل إلى اتفاق تساؤلات حول قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة اللازمة لدفع النمو الاقتصادي. لكن هذا قد لا يمنع الشركات الصينية المملوكة للدولة من السعي وراء فرص أخرى في مصر، بفضل الروابط القوية بين الحكومتين.
  • “بلومبرغ” أشارت إلى أن النهاية المخيبة للآمال للمفاوضات التي دامت نحو عامين قد تؤثر سلبيا على معنويات المستثمرين، وبالتالي على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلاد.
  • نائب وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، خالد عباس، قال إن السلطات المصرية يمكن أن تتعاون مع CFLD على تطوير آخر، وإن لم يكن في العاصمة الجديدة. وقال عبر الهاتف دون أن يخوض في تفاصيل “هذا يمكن أن يكون بديلا لمشروع العاصمة الجديدة”.
  • مصر جاهدت لجذب استثمارات أجنبية كبيرة خارج قطاع النفط والغاز، حتى بعد تعويم عملتها في نوفمبر/ تشرين ثاني 2016 واتخاذ إجراءات قاسية للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
  • الاستثمار الأجنبي المباشر انخفض بنحو 200 مليون دولار إلى 7 مليار ات و700 مليون دولار في السنة المالية التي انتهت في يونيو/حزيران 2018.
  • باستثناء المنطقة التجارية، التي تقوم شركة صينية أخرى بتطويرها، فإن الإنشاءات في العاصمة الجديدة تمت حتى الآن بواسطة وزارة الإسكان والجيش والمقاولين المصريين الذين قاموا بشراء قطع صغيرة من الأراضي بشكل مباشر.
سبب الخلاف
  • المتحدث باسم الشركة، التي تشرف على المشروع، خالد الحسيني قال إن مصر تريد نسبة 40% من عائدات المشروع، في حين عرضتCFLD نسبة 33%، وقال: “وجدنا أن هذا غير مقبول خاصة وأنهم سيحصلون على مخطط ممتاز”.
  • محادثات CFLD مع الحكومة المصرية بدأت في يونيو/حزيران 2016، ووقعت مذكرة تفاهم في أكتوبر/تشرين أول من ذلك العام، لتخطيط وتطوير وإدارة وتسويق جزء من المدينة الجديدة.
هل تفشل مفاوضات أخرى مع الصين؟
  • “بلومبرغ” أشارت إلى أنه رغم فشل المفاوضات مع الصين حول مشروع العاصمة الإدارية، إلا أن الباب لا يزال مفتوحا للعمل مع بكين، وتحديدا شركة تشاينا فورتشن، وذلك بفضل العلاقات القوية بين البلدين.
  • بلومبرغ: يبدو أن المحادثات بين الحكومة المصرية وبنك الاستيراد والتصدير الصيني (إكزيم بنك) بشأن قرض قيمته مليار و200 مليون دولار لتمويل مشروع القطار المكهرب، قد فشلت أيضا لعدم وجود اتفاق مع الجانب الصيني، مما تسبب في تأجيل المشروع، حسب تصريحات صحفية لمسؤول بوزارة النقل.
  • المسؤول بوزارة النقل المصرية أضاف أنه توجد خلافات قائمة على بنود القرض الذي سيتم توفيره من خلال البنك الصيني،  ما دفع الوزارة لتأجيل المشروع لحين التوصل لاتفاق حول النقاط الخلافية مع البنك الذي يبالغ في شروطه ــ على حد قوله ــ دون توضيح ، وذكر أنه كان المخطط بدء تنفيذ المشروع مطلع العام المقبل لمدة عامين ولكن تقرر التأجيل بدون تحديد موعد جديد للتنفيذ.
المصدر : الجزيرة مباشر + بلومبرغ