مصر تغلق مركز تعليمي سوري بدعوى نشره أفكارا متطرفة

أطفال في أحد الفصول التعليمية للمركز السوري

أعلنت الحكومة المصرية، الثلاثاء، إغلاق مدرسة سورية خاصة بمدينة السادس من أكتوبر غرب العاصمة القاهرة، بدعوى نشرها “أفكار متطرفة” ومخالفتها للقوانين المصرية.

ما القصة؟
  • في سبتمبر/أيلول 2012 تم افتتاح مدرسة للطلاب السوريين برسوم رمزية بمدينة 6 أكتوبر التي يتمركز فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين، واتبعت المدرسة المناهج السورية.
  • لاحقا جرى افتتاح فروع أخرى للمدرسة، وشملت المراحل التعليمية من الحضانة حتى الإعدادية.
  • المدير والمشرف العام على المدرسة عبد الهادي دياب، حرص على ارتداء التلاميذ للزي الأزهري واستضاف علماء من الأزهر الشريف لتعليم الأطفال، حسبما نشر على حسابه في فيسبوك.

  • تسببت صور نشرتها المدرسة للطلاب وهم يضعون عصابات على رؤوسهم مكتوب عليها عبارات تشجيع مثل: “بالهمة نستطيع الفوز” و”أنا أستطيع”، “سنقدر”، في التحريض على المدرسة.

  • صحف مصرية تابعة للنظام نشرت تقارير عن المدرسة ادعت فيها أن هذه العصابات راس الطلاب مشابهة لما يفعله عناصر تنظيم الدولة، وأن المدرسة تلقن الأطفال “أفكار متطرفة”.
  • صحيفة مصرية قالت إن هناك صورا للمدرسين وهم يشرحون للأطفال “أهمية غزو تركيا لسوريا”، وأضافت أن الأطفال يرتدون العلم التركي علي رؤوسهم، وهو أمر غير صحيح، لأنها عصابات حمراء مكتوب عليها عبارات تشجيع للطلاب.

رد وزير التعليم
  • اتخذ وزير التربية والتعليم طارق شوقي، ما نشره الإعلام بأن المدرسة السورية تعلم الأطفال “أفكار متطرفة” مبررا لإعلانه غلق المدرسة.
  • شوقي قال في تصريحات نشرها على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك اليوم، إن المدرسة “لا تتبع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني من قريب أو بعيد وأنها ليست مدرسة ولكنها مركزاً للدروس الخصوصية”.

ماذا يقول صاحب المدرسة؟
  • يقول أصحاب المدرسة إنها تركز على تعليم الطلاب “القران الكريم والتجويد، والتأسيس الخلقي والديني، والتأسيس العلمي”، وتهتم باللغة العربية وعلم البيان واللغة الإنجليزية والرياضيات.
  • قال عبد الهادي دياب الشافعي، وهو سوري مقيم في مصر ومؤسس مدرسة دار الفتح السورية، إن المدرسة جرى تشويه صورتها لدى المصريين.
  • الشافعي قال لـموقع “الجزيرة مباشر” إن ما نشرته الصحف وتسبب في قرار وزير التعليم بغلق المدرسة، هو “محض افتراء وشائعات” لا أساس لها من الصحة.
  • الشافعي نفى أن تكون المدرسة رسمية، ولكنه أكد أنه يجري ترخيصها رسميا كمدرسة للسوريين لا للمصريين، مؤكدا أنها “مركز تعليمي” لأبناء الجالية السورية الذين يواجهون مشكلة في الالتحاق بالمدارس المصرية.
  • بعض أهالي الطلاب السوريين الملتحقين بالمدرسة قالوا إن مستقبل أبنائهم بات غامضا في ظل غلقها في وسط الموسم الدراسي وأنهم سيضطرون لتعليم أبناءهم في المنازل.

خلفيات
  • المفوض الأممي لشؤون اللاجئين، كشف في مارس/آذار الماضي أن “برامج اللاجئين الحالية في مصر والهادفة لمساعدة وحماية ربع مليون لاجئ، أكثر من نصفهم من السوريين، “لا تحصل سوى على 4% من التمويل المطلوب لها”.
  • يبلغ عدد السوريين الذين قصدوا مصر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2018 حوالي 242 ألف لاجئ (40% منهم أطفال، والعديد دون مرافقين ولا يزالون منفصلين عن عائلاتهم)، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
     

    أحد المطاعم السورية في القاهرة (الجزيرة)
  • ترفع بعض التقديرات الإعلامية هذا العدد إلى نحو ثلاثة أضعاف، ليشكلوا بذلك أكبر جالية في مصر.
  • يتمركز السوريون في عدة محافظات مصرية، وبحسب ترتيب كثافتهم السكانية، تأتي مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة (غرب) في المقدمة، ثم مدينة العبور بمحافظة القليوبية (شرق)، والعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية (شمال)، ودمياط الجديدة (شمال).
  • مع طول أمد الحرب في سوريا، استطاع المهاجرون السوريين النفاذ إلى صلب البنية الاقتصادية المصرية، من خلال افتتاح الكثير من المشاريع التجارية التي تركزت بشكل أساسي في مجال المأكولات السورية التي اكتسبت شعبية كبيرة، فضلا عن مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
المصدر : الجزيرة مباشر