مصر تبيع حصصا في شركات ناجحة بـ 80 مليار جنيه

وزير المالية المصري عمرو الجارحي
وزير المالية المصري عمرو الجارحي

لم يمض أقل من شهر واحد على تكليف رأس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي بسرعة دراسة وضع شركات قطاع الأعمال المتعثرة، واتخاذ القرارات الفورية الحاسمة بشأنها.

حتى أعلنت الحكومة المصرية أمس تفاصيل المرحلة الأولى من برنامج طروحات الشركات الحكومية التي تعتزم القيام بها خلال الفترة المقبلة، وتستهدف طرح حصص بين 15 و30% من 23 شركة مملوكة أو تساهم فيها الحكومة.

ووفقاً لوزارة المالية فإن القيمة الإجمالية للأسهم المطروحة تصل إلى 80 مليار جنيه، وتصل القيمة السوقية للشركات إلى 430 مليار جنيه.

ووفقاً للبرنامج تعتزم الحكومة طرح حصص في 5 شركات من قطاع البترول والتكرير، وعدد 6 شركات من قطاع البتروكيماويات، وحصص من 3 شركات لتداول الحاويات، وحصص من شركات في قطاع الخدمات المالية والبنوك، هي بنوك، الإسكندرية، والقاهرة، والتعمير والإسكان، وشركة مصر للتأمين، وشركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية “إي فاينانس”.

وفى قطاع التطوير العقاري سيتم طرح حصص في شركتي مصر الجديدة للإسكان والتعمير، ومدينة نصر للإسكان والتعمير، كما سيتم طرح حصص في شركتي الشرقية للدخان “إيسترن كومباني”، وشركة مصر للألومنيوم.

جاء تكليف السيسي المشار إليه خلال لقائه في 24 فبراير/ شباط مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وخالد بدوي وزير قطاع الأعمال العام، فيما اعتبر البعض القرار تسريعا لقطار الخصخصة، وضوءا أخضر لبيع القطاع العام.

كانت الجريدة الرسمية قد نشرت في الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني قرار رئيس الوزراء رقم 2336 لسنة 2017 بالموافقة على بيع شركات القطاع العام المملوكة للدولة سواء كان البيع جزئيًا أو كليًا.

ونصت المادة الأولى من القرار على “طرح أسهم الشركات المملوكة للدولة جزئيًا أو كليًا في الأسواق”، ما يعني إمكانية بيع شركات بأكملها، وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة لوزير المالية المصري أشار فيها إلى أن البيع لا يتجاوز 20% من إجمالي أسهم الشركات.

كان صندوق النقد الدولي قد اشترط على الحكومة المصرية بيع شركات القطاع العام أو بعض أسهمها، كأحد شروط الصندوق للموافقة على منح القاهرة القرض البالغ قيمته 12 مليار دولار، ضمن مجموعة من الشروط الأخرى مثل رفع الدعم عن المنتجات البترولية بهدف تقليص عجز الموازنة.

يتساءل معارضوا الخطوة لماذا تبيع الحكومة شركات ناجحة تحقق أرباحا؟ وتمثل أحد موارد الموازنة العامة للدولة، ويعمل بها مئات الآلاف من العاملين المعرضون للإحالة للتقاعد كما حدث من قبل.

وعلى سبيل المثال قفزت أرباح شركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) – إحدى الشركات المطروحة ضمن البرنامج- بنسبة 161% خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، حيث بلغت أرباحها مليارين و300 مليون جنيه، مقابل 890 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من العام الماضي، وتحتكر الشركة صناعة وتجارة الأدخنة ومنتجاتها ومستلزماتها.

وقال بنك الإسكندرية في بيان له في 6 مارس/آذار، إنه حقق زيادة بصافي الربح خلال العام الماضي بنسبة 83.8% مقارنة بعام 2016، ليصل إلى ملياربن و783 مليون جنيه، وأضاف البنك أن صافي الربح قبل الضرائب ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 96.1% مقارنة بعام 2016، ليصل إلى 3 مليارات جنيه و665 مليون جنيه.

كما حققت شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية (أموك). خلال العام المالي 2016/2017 صافي ربح بعد خصم ضريبة الدخل بلغ حوالي  مليار و100ألف جنيه بزيادة نسبتها 153% عن العام السابق.

بدأت خصخصة القطاع العام في مصر عام 1991 في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك خلال حكومة عاطف صدقي، ووصل عدد شركات القطاع العام التي بيع بعضها أو بالكامل خلال الفترة من عام 1991 وحتى عام 2009 قرابة 407 شركات، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للمحاسبات.

وبلغت حصيلة البيع نحو 50 مليار جنيه، لم يدخل الخزانة العامة للدولة منها سوى 18 مليارا جنيه فقط، وجهت لسداد عجز الموازنة، فيما وصلت بعض التقديرات الرسمية بقيمة الأصول والشركات التي تم بيعها إلى نحو 500 مليار جنيه.

وكان من الآثار السلبية لسياسة الخصخصة القضاء على أكبر شركات القطاع العام التي مثلت لعقود العمود الفقري للاقتصاد المصري في مختلف المجالات، وخروج عشرات الآلاف من العمالة الماهرة والمدربة إلى المعاش المبكر، وزيادة معدلات البطالة، والفقر، وزيادة أسعار الكثير من السلع، بعد غياب المنافسة، ودخول الكثير منها إلى دائرة الاحتكار بعد سيطرة القطاع الخاص عليها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات