مشير المصري: حان وقت اللجوء إلى الجنائية الدولية

لم يستبعد “مشير المصري” عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي بحركة حماس، شن الاحتلال الإسرائيلي حربا جديدة على قطاع غزة ، بعد فوز زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت مطلع الأسبوع الجاري، وطالب، خلال حواره مع جمهور موقع الجزيرة مباشر، السلطة الفلسطينية لسرعة اللجوء إلي المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة قادة الاحتلال.
واعتبر القيادي بحركة حماس قرار القضاء المصري بوصم الحركة بالإرهاب بأنه قرار مسيس وخدمة مجانية للعدو الصهيوني، وأن طعن الحكومة المصرية بمثابة تصحيح للأوضاع
وقال المصري خلال حواره المطول إن السلطة المصرية تمنع الغذاء والدواء والكساء عن مليوني فلسطيني بغلق معبر رفح وغلق الأنفاق، وإليكم نص الحوار.


*كيف تري حركة حماس نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت قبل أيام وأتت باليمين الإسرائيلي مرة أخرى؟

 

الاحتلال الإسرائيلي بيمينه ويساره متفق على إبادة الشعب الفلسطيني، وفوز اليمين الإسرائيلي  يؤكد أن عقلية الاحتلال تتجه نحو مزيد من الإرهاب والدمار، وأن مراهنة البعض الفلسطيني على اليسار الإسرائيلي كانت مراهنة خاسرة.
ففوز نتنياهو في حد ذاته وهو الذي رفض حل الدولتين وكذلك رفضه للأطروحات المتعلقة بمشروع التسوية يشكل لطمة لفريق التسوية الفلسطيني الذي يعول على مشروع التيه والضياع وهذا ينبغي أن يكون محل يقظة الآن.
فالوقت حان أن تتجه السلطة الفلسطينية للحضن الفلسطيني، وقادة الاحتلال عليهم أن يتعظوا ويأخذوا العبرة من الحرب الأخيرة على قطاع غزة والهزيمة التي مني بها الاحتلال الصهيوني وألا يدخلوا في مغامرة جديدة ونحن لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها فنحن نواجه قدرنا، وأعتقد أن الشعب الفلسطيني الذي يتبني مشروع الجهاد والمقاومة قادر على أن يفرض معادلات جديدة ,,فالاحتلال إلى زوال

 
*ما مدى التنسيق بين السلطة وحركة حماس فيما يخص اللجوء للجنائية الدولية؟

حركة حماس طالبت منذ سنوات طويلة بالتوقيع على إتفاقية روما، وسارعنا بالتوقيع على طلب الرئيس محمود عباس بالتفويض للجوء إلي المحكمة
ولا إشكالية لنا في ذلك فالاحتلال يجب أن يحاكم، لا المقاومة التي كفلتها القوانين والشرائع الدولية.
لكن للإسف منذ التوقيع على هذه الورقة لم تتخذ خطوات عملية من قبل السيد محمود عباس والسلطة الفلسطينية رغم التنسيق المسبق والإرادة الشعبية الداعمة في هذا الإطار وتوقيع كل فصائل الشعب الفلسطيني لم تتخذ حتي الأن خطوة عملية وهناك تهرب من قبل السلطة وأعتقد للأسف أنها تخضع للإبتزاز،  والضغوط الصهيونية التي يمارسها قادة الاحتلال للمساومة على عدم الذهاب إلي الجنائية الدولية حتي لا تطالهم خطوات عقابية دولية وأعتقد أن مصلحة الشعب والشهداء، وثورة شعبنا مقدمة على المصالح الشخصية التي يتخذها بعض شخصيات السلطة وحركة حماس تطالب فورا بالتوقيع على اتفاقية روما والاتجاه إلى الجنائية الدولية، حتي نرى قادة الاحتلال الذين هودوا القدس وقتلوا الشباب والأطفال والنساء ودمروا البيوت والزرع يحاكمون ويقتص للشهداء منهم .

*كيف ترون توصيف مصر لحركة حماس بأنها إرهابية، ثم طعن الحكومة على هذا القرار؟

قرار القضاء المصري بإعتبار حركة حماس إرهابية، سابقة تاريخية لم يسبق لقضاء في العالم اتخاذه، إلا من طرفين الأول العدو الصهيوني، والثاني الوجه الأخر للاحتلال، وهي الإدارة الأمريكية.
ونحن نري هذا القرار يشكل انقلابا على التاريخ وقيم العروبة وأخلاق الإسلام ، وهو بالتأكيد لا يعبر عن إرادة الشعب المصري .
وكان أولى بالقضاء المصري أن يذهب إلي محاكمة قادة الاحتلال الذين قتلوا آلاف المصريين في مدن القناة وبحر البقر والجنود المصريين، فمن الأولي تصنيف الاحتلال،  وليس المقاومة التي تعد شرف الأمة، والتي تنيب عن العرب في مواجهة العدو الصهيوني، ورد الاعتبار للجيوش العربية التي كانت تشرف على فلسطين قبل وقوعها في يد الاحتلال.
للأسف قرار القضاء المصري يعد خدمة مجانية للعدو الصهيوني، وأعتقد أن ذهاب الحكومة للطعن على هذا القرار خطوة لتصحيح هذا الخطأ التاريخي وتصويب مكانة مصر .

 
*هل هناك مساع لتحسين العلاقة مع مصر من خلال وساطات خليجية؟

علاقتنا بمصر علاقة استراتجية ومستمرة بعض النظر عن بعض المواقف، وحالة التوتر والتشنج هي من طرف واحد، وهو الطرف المصري الذي يترجمه الإعلام المصري من قول الزور والبهتان على المقاومة.
وأتحدى أن يكون هناك دور لحركة حماس في الأحداث التي تشهدها مصر ونحن ننتظر من الشعب المصري أن يكون عونا لشعب غزة  ونحن حريصون على الأمن القومي المصري لأنه أمن قومي لقطاع غزة، وأعتقد أن إغلاق معبر رفح جريمة ويجب على السلطة المصرية فتحه.
فضلا عن تدمير الأنفاق التي لم  تشكل أي خطر على مصر، بل حرمت مليوني فلسطيني من مقومات الحياة الأساسية، فكان يدخل عبرها الدواء والكساء والغذاء إلي الشعب الفلسطيني، ونحن نؤكد أننا معنيون بعلاقة استراتيجية مع مصر قائمة على دعم القضية الفلسطينية، والمصالح المشتركة ومحاربة العدو المشترك.

 
*هل هناك تضيق على وصول السلاح إلي قطاع غزة بعد تغير الموقف المصري؟

المقاومة الفلسطينية لن تعدم الوسائل، فرغم الخناق والحصار المفروض على غزة منذ سنوات، خاضت ثلاث حروب، بل وحققت الانتصار.
وربما من أسباب إغلاق الأنفاق من الجهة المصرية، منع توريد السلاح لغزة، وإذا كان هذا هدف لدي السلطات المصرية فأعتقد أنه شيء مؤلم .
وأعتقد أن السلطات المصرية، بحاجة إلي الرجوع إلي الحسابات القومية والوطنية والإسلامية، وأننا لا نتحرج من مطالبة الأمة الإسلامية والغربية بمدنا بالمال والغذاء، بل وأن تمدنا بالسلاح. وكل الثورات التي شهدها العالم كانت الدول المجاورة تمدها بالسلاح فكيف تغلق علينا المعابر والأنفاق؟
والآن المقاومة تعتمد على ذاتها، ولديها قدرة على تطوير ترسانتها العسكرية، واليوم تضرب تل أبيب بصناعات عسكرية غزوية – فلسطينية، لا نقول إنها تضاهى ما تنتجه الدول، ولكننا لا نستسلم.

المصدر : الجزيرة مباشر