“مستبد ومعاد للديمقراطية”.. دار أوبرا ألمانية تعتذر عن منح السيسي وساما

السيسي أثناء تسلمه الوسام في القاهرة

أثار منح دار أوبرا درسدن، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وساما، الأحد الماضي، استياء وبلبلة على نطاق واسع في ألمانيا، مما جعل دار الأوبرا تقدم اعتذارا عن هذا المنح.

وقال هانز يواخيم فراي، رئيس دار أوبرا “زمبر أوبر” في درسدن، معتذرا عن هذه الخطوة مساء أمس الثلاثاء: “نود أن نعتذر على هذا المنح للوسام وأن نتبرأ منه، لقد كان منح الوسام خطأ”.     

ومن المقرر أن تنظم دار أوبرا زمبر في دريسدن مهرجانا في السابع من فبراير/شباط القادم، يشارك في إحيائه مغني البوب رولاند كايزر، ويوديت راكرس، المذيعة في القناة الأولى بالتلفزيون الألماني، وأعلنا أنهما يفكران في إعادة التفكير في قرار حضور المهرجان، وذلك كرد فعل على منح الوسام للسيسي.
وكتبت راكرس على حسابها بموقع تويتر تقول: “استثارني هذا المنح جدا، وأنا في نقاش منذ ذلك الحين، بصفتي مقدمة الحفل، بشأن ما يجب أن يترتب على هذه الخطوة”.     

وقال كايزر عبر حسابه على موقع فيسبوك إن “الحدث الثقافي الصاخب” تحول إلى “حدث سياسي”، مضيفا أنه ومنذ الإعلان عن منح الوسام للسيسي فإنه “في نقاشات بشأن النتائج المترتبة بالنسبة لي على المنح”.

ما المعايير؟   

وطالب عمدة مدينة درسدن الألمانية بإيضاح معايير حصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وسام “سان جورج ” الألماني.

وأعلن ديرك هيلبرت أيضا أنه سيدرس مشاركته في مهرجان دار أوبرا “زمبر أوبر” بدرسدن هذا العام بعد منحه هذا الوسام للرئيس المصري.

ونقل كاي شولتس، المتحدث باسم بلدية المدينة عن العمدة قوله: “بالنسبة لي، ليس مفهوما كيف تم هذا التكريم وبناء على أي معايير حدث ذلك”.

وأضاف المتحدث أن هيلبرت طلب أيضا معلومات عن ضيوف الشرف والفائزين بالجائزة المقرر أن يحضروا المهرجان هذا العام.

وأضاف العمدة: “اتحفظ على ذكر إذا ما كنت سأظهر رسميا في برنامج المهرجان كما كان يحدث من قبل، وإذا كنت سأشارك مع ضيوفي في المهرجان أم لا”.

“مستبد ومعاد للديمقراطية”

وفي السياق نفسه طالب كل من النائب البرلماني كاي جيرينج، العضو في لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، عن حزب الخضر، وايرهارد غروندل، الخبير الثقافي، بالعدول عن قرار منح الوسام للسيسي، من أجل تفادي الأضرار التي قد تلحق بدار الأوبرا “المرموقة”.
وقالا إن “السيسي مستبد ومعاد للديمقراطية بشكل لا تشوبه شائبة”، وإن منحه الجائزة يعد “إهانة” لجميع المنتقدين السلميين لنظامه.

وأعلن عدد من وسائل الإعلام الألمانية مقاطعة المهرجان كان أولها قناة MDR، ثم تبعتها صحيفة “زيكزيشه تسايتونغ” التي كانت على مدى سنوات طويلة حليفا إعلاميا للمهرجان.
وقالت المجموعة الإعلامية المالكة للصحيفة، على حسابها بموقع تويتر: “إن عدم احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حق التعبير عن الرأي بحرية، لا يتفقان مع موقف دار النشر وفهمها لذاتها، ومع مجالس تحريرها”.    

وكان وفد من دار أوبرا درسدن “زمبر أوبر” قد سلم الرئيس المصري الوسام في العاصمة المصرية القاهرة الأحد الماضي على الرغم من الانتقادات الموجهة لذلك.

يذكر أن المدير الفني للأوبرا هانز يواخيم فراي برر القرار باختيار السيسي بأن المهرجان يعد فعالية ثقافية وليس سياسية، وأضاف أن الأمر يتعلق بـ “إقامة حوار من خلال لغة الثقافة”، وأشار إلى أن السيسي يدافع في مصر عن الاستقرار وبناء المجتمع، ويعد أيضا صوتا لأفريقيا بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي. 

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر