مسؤولون أمريكيون يقرّون بتناقص نفوذ واشنطن على الساحة الدولية

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب(يسار) والرئيس الصيني شي جين بينغ(يمين) في لقاء على هامش قمة العشرين

عبر اثنان من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية عن انزعاجهما إزاء فقدان أمريكا لنفوذها الدبلوماسي مع تصعيد الصين لجهودها الطموحة لملء الفراغ.

جاءت هذه التصريحات التي نقلتها مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، وفقًا لتقرير اجتماع داخلي سري للموظفين في الخارجية الأمريكية، وذلك عشية الاجتماع السنوي لقادة دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أبرز ما ورد في التقرير
  • تبرز المخاوف من صعود الصين لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة في وقت يعاني فيه مكتب شؤون المنظمات الدولية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، من فترة من الاضطرابات تتسم بتراجع الروح المعنوية وصعوبات في توظيف مواهب جديدة.
  • مكتب شؤون المنظمات الدولية، يشرف على العلاقات الأمريكية مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.
  • في هذه الأثناء لم تتول السفيرة الأمريكية الجديدة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت مهامها في نيويورك، رغم التصديق على تعيينها في 31 يوليو/تموز.
  • جون سوليفان نائب وزير الخارجية الأمريكي، وديفيد هيل وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، تناولا هذه القضايا خلال اجتماع مغلق في 29 أغسطس/آب، مع موظفي مكتب شؤون المنظمات الدولية.
  • المسؤولان أعربا عن قلقهما بشكل خاص إزاء الهدف الاستراتيجي للصين المتمثل في تعميق نفوذها في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.
  • الشهر الماضي، أصدر مكتب المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا قاسيًا يتهم مساعد وزير الخارجية كيفن مولي بـ “المعاملة العدائية ومضايقة” الموظفين المهنيين بناء على مزاعم بأنهم “ليس لديهم الولاء بسبب آرائهم السياسية”.
  • من بين 300 موظف في مكتب شؤون المنظمات الدولية يعملون داخل الولايات المتحدة، غادر الخدمة نحو 50 موظفًا المكتب منذ تولي مولي المهمة في عام 2011.
  • وفقًا لتقرير المفتش العام للخارجية الأمريكية: جميع الموظفين السابقين تقريبًا… إن القيادة الضعيفة للمكتب ساهمت في قرارهم بالمغادرة.
مساعد وزير الخارجية الأمريكي كيفن مولي (الخارجية الأمريكية)
ضعف أمريكي وصعود صيني
  • حقق المسؤولون الصينيون نجاحًا متزايدًا في التنافس على الوظائف العليا في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.
  • في يونيو/حزيران الماضي، تفوقت الصين على الولايات المتحدة في مسعاها للحصول على أرفع وظيفة في منظمة الأغذية والزراعة التي تتخذ من روما مقرًا لها، ما شكل هزيمة مذلة لواشنطن.
  • خبراء في الأمم المتحدة قالوا إنها تمثل رمزًا لنفوذ بيجين المتزايد في المؤسسات الدولية التي انسحبت منها الولايات المتحدة بعد وصول ترمب للبيت الأبيض.
  • في التنافس على هذا المنصب حقق المرشح المدعوم من الصين كيو دونغو نائب وزير الزراعة والشؤون الريفية الصيني، فوزًا نادرًا من الجولة الأولى، حيث حصل على 108 من أصل 191 صوتًا في الاقتراع السري.
  • في المقابل حصلت المرشحة الفرنسية كاثرين غيزلين-لانييل، المدعومة من الاتحاد الأوربي، على 71 صوتًا، في حين دعمت الولايات المتحدة، التي انفصلت عن حلفائها الأوربيين، مرشحًا جورجيًا هو دافيت كيرفاليدزي، والذي حصل على 12 صوتًا فقط.
  • قبل التصويت بوقت قصير وعندما أيقنت الولايات المتحدة بفوز المرشح الصيني، قامت بتعميم ورقة على المندوبين لحثهم على دعم أي مرشح قادر على هزيمة الصينيين، وفق منظمة ديفيكس الإخبارية.
  • ريتشارد جوان وأنتوني دوركين، من المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية، قالا في ورقة سياسية أعداها مؤخرًا: التحديان الأكثر خطورة للنظام متعدد الأطراف اليوم هما التراجع النسبي للقوة الأمريكية، وظهور الصين كقوة منافسة للولايات المتحدة في المنظمات العالمية.
  • خبراء في الشؤون الآسيوية يقولون إن الرد الأمريكي المتساهل على النفوذ الدبلوماسي الصيني المتنامي في المؤسسات متعددة الأطراف لا يتفق مع جهودها لاحتواء صعود قوة منافسة.
  • كريستين لي، الباحثة المشاركة في مركز الأمن الأمريكي الجديد، تقول: إدارة ترمب كانت تهتم بشكل أساسي بتركيز مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية على الصين. لكن أن تتجاهل مكونًا رئيسيًا من هذه المعادلة، وهو صعود الصين في المنظمات الدولية والمؤسسات متعددة الأطراف، فأنت تطلق النار على قدميك.
تراجع النفوذ الأمريكي
  • على مدار العامين ونصف الماضيين، بذلت الولايات المتحدة جهودًا مضنية لحشد الدعم داخل الأمم المتحدة لاحتواء تأثير القوى المنافسة مثل إيران وروسيا والصين.
  • الصين على سبيل المثال حشدت دعمًا فعليًا من الأمم المتحدة لمبادرة الحزام والطريق رغم الجهود الأمريكية لمواجهته.
  • صعود الصين على المسرح العالمي كان نتيجة ثانوية حتمية لنفوذها الاقتصادي المتزايد، ما مكنها من زيادة الاستثمار الأجنبي الضخم في دعم أوسع لسياستها الخارجية.
  • حذر حلفاء الولايات المتحدة، وخصوصا في أوربا، مسؤولي إدارة ترمب من أن انسحاب الولايات المتحدة من المنظمات الدولية والاتفاقيات التجارية من شأنه أن يسرع من نفوذ الصين المتزايد.
  • إدارة ترمب رفضت كثيرا التحذيرات المتكررة من الحلفاء وغيرهم من أن تراجعها عن الدبلوماسية المتعددة الأطراف من شأنه أن يخلق فراغًا قد يشجع الفوضى أو يترك مجالًا لظهور قوى استبدادية مثل الصين.
  • وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال في يونيو/حزيران 2018: السياسة الانعزالية للرئيس ترمب تركت فراغًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم. من سيملأ هذا الفراغ؟  القوى الاستبدادية؟ هل سيملؤه أي أحد؟
المصدر : فورين بوليسي