مدرسة قطرية تطور نموذجا لتعليم الأطفال قيم التعاطف

تعتمد الفكرة على تربية جيل من الأشخاص الذين لديهم وعي اجتماعي يتعاطفون مع غيرهم

يرى البعض أن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ليس سوى فرصة لتجهيز الأطفال للتعليم الرسمي، لكن مدرسة افتتحت حديثا في دولة قطر اقترحت بديلا إبداعيا لتعليم الأطفال في هذه السن الصغيرة

ما هي الفكرة؟
  • تعتمد الفكرة على تربية جيل من الأشخاص الذين لديهم وعي اجتماعي، ويتعاطفون مع غيرهم، ويمكنهم حل المشكلات.
  • لا تسعى مدرسة أكاديميتي إلى جعل الأطفال الصغار يملؤون أكواما من الأوراق التي تقيس احتمال نجاحهم في الالتحاق بالصف الأول. 
  • لكنهم بدلا من ذلك يتعلمون التواصل مع الطبيعة والعالم من حولهم، ولديهم متسع من الوقت للعب في الخارج، وبناء علاقات هادفة مع زملائهم في الفصل، كل ذلك في بيئة خالية من التكنولوجيا.
  • يتعلم الأطفال في هذه البيئة ربط اهتماماتهم وشغفهم بتحديات الحياة الحقيقية، ومعرفة ما يمكنهم فعله حيالها، بطريقة تناسبهم.
  • تقوم فلسفة التعلم لدى “أكاديميتي” على فكرة أن الطفولة المبكرة تعد وقتا رائعا لغرس القيم التي سيحافظ عليها الأطفال أثناء نموهم، بما في ذلك التعاطف، والوعي الاجتماعي، والإبداع، واحترام الآخرين، واحترام كوكب الأرض.  
  • يتوافق هذا مع ما يخبرنا به علم النمو عن كيفية تعلم الأطفال، حيث تضع السنوات القليلة الأولى للطفل، منذ الولادة وحتى سن الخامسة، الأساس للوعي الذاتي والمهارات الاجتماعية والعاطفية، ما يعني أن القيم التي يتعلمها الأطفال في هذا العمر تبقى في الغالب معهم طوال حياتهم. 
  • تقول مريم الهاجري، مديرة مدرسة أكاديميتي، إن التحدي الأكبر – الذي سبق فترة إطلاق الأكاديمية في 25 أغسطس/آب وفي الأيام التي تلت إطلاقها – تمثل في محاولة المعلمين والعاملين بالمدرسة التعرف على الأطفال جيدا بما يكفي لصياغة “رحلات أكاديمية” مخصصة بحسب احتياجات كل طفل.
النموذج التعليمي في أكاديميتي:
  • يبدأ اليوم المعتاد في أكاديميتي من الساعة 7:30 إلى الساعة 8 صباحا ويستمر لمدة خمس ساعات.
  • يختار الأطفال أولاً “مهمة” مخصصة للمشاركة فيها. قد يرغبون في معرفة ما الذي يعيش في الأشجار، أو تعلم كيفية صنع الورق على سبيل المثال.
  • بعد ذلك يجري ربط كل واحدة من هذه المهام مرة أخرى بالتحديات الواقعية ذات الصلة بحياتهم.
  • بمجرد أن يكمل الطلاب مهامهم فإنهم يحصلون على ساعة مجانية للعب وتناول الطعام وممارسة اليوغا وتعلم الموسيقى أو فنون الدفاع عن النفس.
  • ينهي الأطفال يومهم في إحدى “غرف الاكتشاف” الست التي أنشأها المعلمون وفقا لموضوعات معينة والبقاء فيها لتوجيه تجارب الأطفال.
  • في “غرفة الكائنات الحية” مثلا يمكن للأطفال ملاحظة كيف تعيش الحشرات. كما يمكنهم كذلك الاعتناء بالنباتات وبعض الحيوانات الأليفة، فالمدرسة لديها حظيرة دجاج على سبيل المثال.
  • تقول السيدة مريم الهاجري إن اليوم الدراسي له هيكل بسيط، حيث يمثل الاستقلال والاختيار الدوافع الرئيسية لليوم الدراسي، في حين يكون الإبداع والفضول محور التركيز دائما.
  • تتبع المدرسة، التي تدرس باللغتين العربية والإنجليزية، نموذجا تعليميا خاصا بها، تجمع فيه بين عناصر من فلسفات التعليم المبكر الأخرى، بما في ذلك مونتيسوري أو ريجيو إميليا.
  • الأطفال بين سن الثالثة والسادسة يمكن أن يتواجدوا معا وفقا لاهتماماتهم، بغض النظر عن العمر.
  • يحصل كل طفل على منهجه وخطة التعلم الخاصة به، والتي يمكن متابعتها وفقا لسرعة كل منهم، وبناء على احتياجاتهم وقدراتهم.
  • يجتمع المعلمون مع أولياء الأمور ومع الطفل مرتين كل شهر على الأقل لتحديث خطة التعلم والتحقق من تقدم الطفل.
فتحت "أكاديميتي" أبوابها هذا العام بفصل دراسي أولي يضم 40 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات
تخصص المدرسة معلما لكل سبعة أطفال.
  • طوال اليوم الدراسي، يساعد المعلمون، وجميعهم يحملون شهادات جامعية ذات صلة، الأطفال على ربط ما يتعلمونه بمصالحهم الأوسع وحياتهم.
  • قد يتخذ هذا الأمر شكل سؤال مثل: “بناءً على ما تعلمته ما هو الإجراء الذي ترغب في اتخاذه؟”
  • يمكن لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات لديه فضول حول المحيطات أن يتعلم تحديات حفظ البيئة البحرية، على سبيل المثال، ثم يُطلب منه المشاركة في عملية تنظيف الشاطئ.
  • قد يتعلم الطلاب إعادة التدوير عن طريق جمع الأشياء قبل إلقائها في القمامة وإعادة تحويلها إلى قطع فنية.
  • يمكن أيضا مناقشة مصدر الغذاء أثناء أوقات الوجبات وتعلم كيفية الحد من النفايات.
  • تقول مريم الهاجري إن هذا التعلم التجريبي يتيح لأكاديميتي ربط الأطفال بـ”ما يحدث في العالم من حولهم. عند التواصل مع سيناريوهات الحياة الحقيقية، يمكننا أن نزرع البذور ليعود الطلاب بمزيد من الأسئلة والحلول”.
كيفية تعليم التعاطف للأطفال الصغار:
  • تركز أكاديميتي على تعليم الطفل هذا الجانب الاجتماعي العاطفي من خلال ربط كل شيء يتعلمه الأطفال بتحديات الحياة الحقيقية.
  • تقول السيدة مريم الهاجري: “تزيد مشاركة الطلاب وشغفهم للتعلم بشكل كبير عندما يرتبط ما يتعلمونه بشكل وثيق مع تجاربهم اليومية. يشعر الأطفال بالقوة والتمكين بشكل كبير عندما يستشعرون الثقة في قدرتهم على ابتكار الحلول التي يمكن أن تحسن العالم من حولهم”.
  • بين الولادة وسن السابعة يطور الأطفال الأدوات التأسيسية التي تمكنهم من التمييز بين العواطف المختلفة، والتعاطف مع مشاعر الناس، وتقليد السلوك. لهذا السبب يقول الخبراء إن الطفولة المبكرة هي أفضل وقت للبالغين والأقران لتصميم هذه الاستجابات العاطفية حتى يتمكن الأطفال من تعلمها. 
  • تقوم بعض الدول، مثل الدنمارك، بتعليم جميع الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كيفية التعاطف مع مشاعر الآخرين وتفهمها.
  • يعتمد نموذج مدرسة أكاديميتي في هذا الجانب على قدرة المدرسين على التعرف على مجموعة من الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاث سنوات لتكييف خبراتهم في المدرسة مع احتياجاتهم واهتماماتهم.
  • وهذا لا يعني فقط معرفة من لديه إعاقة في التعلم أو من يخاف من الخروج في الأماكن المفتوحة مثلا، لكنه يعني “التعرف عليهم على مستوى إنساني عميق” بحسب الهاجري التي قالت إن هذا هو “مهمتنا الأساسية والتحدي من أجل النجاح مع هذا النموذج التربوي”.
خلفيات:
  • فتحت “أكاديميتي” أبوابها هذا العام بفصل دراسي أولي يضم 40 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات.  
  • تأمل أن تتوسع لتضم 480 طالبا حتى الصف الثاني عشر بحلول عام 2030.
  • المدرسة هي مشروع تابع لمؤسسة قطر، وهي مؤسسة غير ربحية ترتبط ارتباطا وثيقا بالدولة، التي تستثمر بشكل واسع في مجال التعليم والبحث.
  • تمول مؤسسة قطر 75٪ من تكاليف تشغيل المدرسة، وتأمل أكاديميتي أن تصبح معتمدة على نفسها ماليا خلال فترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات. 
  • تبلغ مصاريف الدراسة في أكاديميتي 60300 ريال قطري (16500 دولار أمريكي) في العام، لكنها ستزيد مع توسع المدرسة. 
المصدر : موقع كوارتز الأمريكي