مخاوف في إسرائيل مع اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة

وسائل إعلام إسرائيلية: سيبذل نتنياهو كل ما بوسعه لتجنب اللجوء لانتخابات مبكرة وسط جدل قائم حول أهليته الأمنية

حذر خبير إسرائيلي الأحد من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة بالضفة الغربية جراء سياسات العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الفترة الماضية.

وقال المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية عاموس هرئيل في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، ذات الميول اليسارية، إنه عقب وقوع هجومين “إرهابيين خطيرين” في رام الله خلال الأسبوع الماضي، بثت الإذاعة ومحطات التلفزة الإسرائيلية لقاءات مع نشطاء يمينيين وأعضاء بالكنيست وقادة في المستوطنات أعربوا فيها عن الأسف والحزن على ضحايا تلك الهجمات.

وأضاف أن تلك المقابلات تضمنت رسالة مفادها أن المستوطنين في مناطق الضفة الغربية فقدوا الشعور بالأمان، فيما تم فقدان الردع الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي ، كما أن لائحة المطالب التي قدموها كانت متطابقة تبدأ بـ “الحد من تحركات الفلسطينيين وهدم منازل الإرهابيين، وفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية”، وتنتهي برد إسرائيلي مناسب في شكل وقف تجميد التوسع الاستيطاني ومنح تراخيص بأثر رجعي لمنازل المستوطنين اليهود في المستوطنات والبؤر الاستيطانية بالضفة الغربية.

وأوضح هرئيل في مقال بعنوان: “لم تصل للانتفاضة بعد.. عقاب إسرائيل الجماعي يمكن أن يفاقم الصراع مع الفلسطينيين” أن المتحدثين في اللقاءات التي أعقبت الهجمات في الضفة الغربية تؤكد أن هذا المزيج من الردع والعقاب هو الذي سيعيد الإحساس بالأمان لدي اليهود الذين يسافرون على الطرق في الضفة الغربية، مؤكدا أن هذا المطلب الأخير على وجه التحديد هو مطلب قديم قدم مؤسسة الاستيطان ذاتها، وحكومة نتنياهو تدرك ذلك.

أبرز ما جاء في مقال الخبير الإسرائيلي في صحيفة هآرتس:
  • من الصعب تحديد أية رابطة بين تسريع عمليات البناء في المستوطنات من ناحية وتدعيم الردع أو الإحساس بالأمن من ناحية أخري.
  • الغضب الناجم عقب الهجمات الفلسطينية يتم ضخه في مطلب يستهدف الإضرار بالفلسطينيين عبر بناء المزيد من المستوطنات، لكن لم يثبت على الإطلاق أن بناء مستوطنات جديدة أجهض رغبة الفلسطينيين في مقاومة إسرائيل، بل إن العكس ربما يكون صحيحا.
  • علاوة على ذلك، فإن كبار القادة في المؤسسة العسكرية لا يؤيدون سياسات العقاب الجماعي، وهو ما تجلى غداة عمليات الطعن والدهس التي انتشرت في خريف العام 2015 وأسفرت عن مصرع عشرات الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس، فإن قادة الجيش والاستخبارات الداخلية (شين بيت) قدموا موقفا موحدا معاكسا لموقف قادة المستوطنات في ذلك الحين.
  • قائد أركان الجيش غادي حيزنقوت ثم رئيس شين بيت ناداف أرجامان، الذي تسلم منصبه في مايو/أيار 2016، أوصيا بالتركيز على إجهاض “الإرهابيين” المحتملين والتمييز بينهم وبين السكان المحليين وتجنب سياسات العقاب الجماعي بقدر الإمكان.
  • وقوع هجمات “الذئاب المنفردة” تراجعت في الفترة الأخيرة، ولا يتعين على إسرائيل استخدام نفس الأساليب العدوانية التي استخدمتها في الماضي لقمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في النصف الأول من العقد الماضي، وإلا ستندلع انتفاضة جديدة بين الفلسطينيين سوف يكون قمعها أصعب بكثير من سابقاتها.
خلفيات:
  • اشتعلت الضفة الغربية الخميس الماضي بمسيرات عفوية واحتجاجات، بعدما قتل جيش الاحتلال 3 مقاومين فلسطينيين في عملية أطلق عليها “تصفية حساب”، كما نفذ أكبر حملة اعتقالات بالضفة منذ شهور.
  • جاء الرد سريعًا من رام الله حيث أسفرت عملية إطلاق نار عن مقتل اثنين من جنود الاحتلال وإصابة اثنين آخرين حالتهما حرجة.
  • الاحتلال فرض حصارا شاملا على مدينتي رام الله والبيرة، بعد عملية إطلاق النار ظهر الخميس، وأغلق حاجز بيت إيل العسكري، ومفترق عين سينيا شمالي رام الله.
  • الجيش الإسرائيلي شدد من إجراءاته العسكرية في محيط مدينة رام الله، كما اقتحم مدينة البيرة من مدخلها الشمالي.
  • بيان من حركة حماس والجهاد الإسلامي، تنعي الشهداء الثلاثة، وتؤكد على استمرار المقاومة.
  • قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة في الضفة هي الأكبر منذ شهور، طالت 54 فلسطينيًا على الأقل.
  • وحدة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتالت فجر الخميس الشاب أشرف وليد سليمان نعالوة، من ضاحية شويكة شمال طولكرم، في مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس، منفذ عملية بركان.
  •  قوة خاصة اقتحمت مخيم عسكر الجديد وحاصرت منزلا وسط إطلاق كثيف للنار، الأمر الذي أدى إلى استشهاد الشاب أشرف نعالوة، وجرى احتجاز الجثمان، واعتقال 4 من ساكني البناية.
  • استشهاد الشاب صالح عمر البرغوثي (29 عامًا) من قرية كوبر، مساء الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اختطافه من سيارته، وزعم الاحتلال أنه حاول الهرب فأرداه قتيلًا، كما زعم أنه أحد منفذي عملية عوفرا الأحد الماضي، واعتقلوا فجر الجمعة والديه وشقيقه.
المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة هآرتس الاسرائيلية