محنة “ريال مدريد” أين الخلل؟

ريال مدريد الإسباني

خسر فريق ريال مدريد مباراته التاسعة في الدوري الإسباني لكرة القدم خارج ملعبه أمام ريال مايوركا بهدف يتيم ومبكر جدا أحرزه لاجو جونيور في الدقيقة الخامسة.

تقرير  علاء صادق

الهزيمة هي الأولى لريال مدريد في الدوري ليفقد النقطة التاسعة في تسع مباريات بعد أن تعادل 3 مرات مع أتلتيكو مدريد سلبيا وفياريال 2-2 وبلد الوليد 1-1.

بينما حقق الريال الفوز على غرناطة 4-2 وريال أوساسونا 2-صفر وإشبيلية 1-صفر وليفانتى 3-2 وسيلتا فيغو 3-1.

ويحتل المركز الثاني بفارق نقطة خلف برشلونة حامل اللقب.

المتابعون لمباراة مايوركا والريال مسحوا عيونهم غير مرة خلال اللقاء للتأكد من أنهم يشاهدون الفريق المتوج بدوري الأبطال الأوربي لثلاث مرات متتالية 2016 و2017 و2018.

حيث ظل ريال مدريد بعد هدف مايوركا في مطلع اللقاء عاجزا عن التعادل حتى نهاية اللقاء الذي شهد تشكيلة غريبة للضيوف.

وإذا كان المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان قد افتقد عددا من لاعبيه للإصابات، فإنه أبقى مدافعه الفرنسي فاران احتياطيا وأشرك ميليتاو بدلا منه على سبيل الدوران. بينما أخرج هازارد وكروس وكارفاخال نهائيا من القائمة من دون سبب منطقي.

محنة ريال مدريد في الدوري ليست واضحة تماما لأن منافسيه الكبار فرطوا في نقاط كثيرة فقفز الريال إلى المركز الثاني في الترتيب.

لكن المحنة واضحة جدا في دوري أبطال أوربا “شامبيونزليغ” بخسارة الفريق في باريس أمام سان جيرمان 3-صفر في مهانة كروية مؤلمة.

ثم التعادل في ملعبه مع بروج البلجيكي المتواضع 2-2 بعد أن تقدم الفريق البلجيكي 2-صفر.

المحنة غير مبررة على الإطلاق لأن ريال مدريد واحد من أندية قليلة عالميا تمتلك كل عناصر النجاح، من لاعبين عالميين مهرة ومدير فني ناجح ومتوج كثيرا بالألقاب وإدارة لها تاريخ ناصع مع النجاح وموقف اقتصادي يجعله بين الأغنى عالميا بالإضافة لجمهور ضخم أينما ذهب.

ونظرة سريعة إلى قائمة ريال مدريد الحالية تكشف حقيقة ربما لم تحدث في تاريخ كرة القدم. وهي أن الفريق يضم 22 لاعبا دوليا في منتخبات مختلفة. اللاعبون هم: الحارسان البلجيكي تيبو كورتوا أحسن حارس في مونديال 2018 والفرنسي الفونسو أريولا، وفي الدفاع الإسبان سرخيو راموس عميد لاعبي العالم، ودانييل كارفاخال وخوسيه ناتشو وإلفارو أودريوزولا،  والبرازيليان مارسيلو وإيدر ميليتاو والفرنسيان رافاييل فاران وفيرلاند ميندى.

وفي الوسط توني كروس والبرازيلي كاسيميرو والكرواتي لوكا مودريتش أحسن لاعب فى العالم 2018 والكولومبي خاميس رودريغز والأورغواياني فرديركو فالفيردي والإسبانيان فرانسيسكو إسكو ولوكاس فاسكيز.

وهجوم مكتظ بأغلى اللاعبين: الويلزي جاريث بيل والبلجيكي أدين هازارد والفرنسي كريم بنزيمه والصربي لوكا جوفيتش والإسباني ماركو أسينسيو.

غير مجموعة من الموهوبين غير الدوليين وعلى رأسهم البرازيلي فينيسيوس جونيور.

فريقان متكاملان يمكن لأي منهما التتويج ببطولات كبري.

وهنا يقفز السؤال: أين الخلل؟

هيا نبدأ بحث عناصر الخلل لنكتشف أنها كثيرة من 1 إلى 7.

أولا

نقص التفاهم والحوار بين المدير الفني واللاعبين حتى أصبحت خلافاتهم علنية. وتابع الجميع تصريحات زيدان قبل بداية الموسم وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي وهو يؤكد عدم اعتماده على جاريث بيل وضرورة بحثه عن ناد أخر.

ولم يعبأ بيل بكلام زيدان وبقي في الفريق بل ولعب عددا كبيرا من المباريات أساسيا ما يشير لغياب المنطق عن زيدان في القضية.

وفى أمر آخر اعتقد الخبراء أن جوفيتش سيكون اللاعب رقم واحد فى تشكيلة الريال في كل المباريات، عندما تحمس زيدان لضمه الصيف الماضي بسعر يزيد عن قيمته لقطع الطريق أمام الأندية الأخرى، وجاء جوفيتش وإذا به يتحول احتياطيا في أغلب المباريات.

ثانيا

 فقدان زيدان الثقة فى مجموعة من لاعبيه الأساسيين الذين حقق معهم كل البطولات الأوربية الثلاثة.

وكان كارفاخال ومارسيليو وفاران وبيل هم أكبر ضحاياه وصارت مشاركاتهم محدودة.

ثالثا

إعصار الإصابات وهو لا يتحمله المدير الفني وهاجمت الإصابات اللاعبين وأطاحت أغلبهم بداية بأسينسيو الذي أصيب في فترة الإعداد ولن يعود قبل شهور. وشهدت بعض المباريات وجود عشرة لاعبين في كشف المصابين.

رابعا

 التدني المفاجئ في مستوى بعض اللاعبين لاسيما ثلاثي خط الوسط مودريتش وكروس وكاسيميرو ومعهما إسكو وخاميس، لكن التدني الأكبر وغير المفهوم كان للحارس البلجيكي كورتوا الذي استقبل مجموعة من الأهداف السهلة.

خامسا

 عجز زين الدين زيدان عن الوصول لهيكل أساسي للفريق. والمتابع لكل مباريات الفريق الرسمية وهي 11 مباراة فقط حتى الآن يكتشف أنه لا يوجد أي لاعب أساسي عبر 11 مباراة من دون استثناء. وهي كارثة فنية خاصة عندما تتابع فريقا مثل ليفربول الإنجليزي يثبت 8 من 11 لاعبا باستمرار في تشكيله.

سادسا

 الدورانات المجنونة التي يلجأ إليها زيدان من مباراة لأخرى بداعي توفير الراحة للاعبين من المباريات المتتالية، وهي سياسة لا تتبع أبدا في بداية الموسم بالإضافة إلى غياب الحكمة في الدوران إلا إذا كان المقصود هو الدوران نفسه بغض النظر عن مصلحة الفريق.

سابعا

تغيير طريقة اللعب بين (4-3-3) ضد سيلتا فيغو وباريس سان جيرمان وبروج وغرناطة و(4-1-4-1) ضد أتلتيكو مدريد وأوساسونا وليفانتي وبلد الوليد و(4-2-3-1) ضد سيفيل و(4-4-2) ضد فياريال ومايوركا.

بالإضافة لتغيير مراكز عدد من اللاعبين، ما يفقدهم مميزاتهم الكبرى التي صنعت أسماءهم. ولا يمكن لكارفاخال أن يلعب في الظهير الأيسر أو أن يتراجع إسكو إلى موقع متأخر في وسط الملعب أو أن يبقى خاميس على جانب الملعب كجناح.

بوضوح يتحمل زين الدين زيدان جانبا كبيرا من الخلل وعليه أن يتراجع عن أخطائه لإصلاح ما يمكن إصلاحه بسرعة.

المصدر : الجزيرة مباشر