محمد مشالي.. طبيب الغلابة الذي يداوي مرضاه بعشرة جنيهات (فيديو)

“ملاك الغربية”، هكذا يطلق أبناء مدينة طنطا المصرية على الدكتور محمد مشالي، الذي يلقبونه أيضًا بـ”طبيب الغلابة”، و”طبيب الإنسانية”، وأطلقوا لأجله حملات ومبادرات واسعه لتكريمه.

وخلال حفل تكريم أقيم له قبل يومين في مدينة طنطا بقلب دلتا مصر، عاد اسم الدكتور مشالي لينتشر على منصات التواصل الاجتماعي. هذا الرجل الذي تجاوز عمره الخامسة والسبعين ويمارس مهنة الطب منذ أكثر من 50 عامًا، ولا يحصل من المريض سوى على 10 جنيهات فقط (نحو نصف دولار) نظير الكشف، و3 جنيهات فقط عند إعادة الكشف، وأحيانًا بالمجان.

رحلة عطاء غير مسبوقة، جعلت من أبناء محافظته يدشنون حملات إلكترونية ومبادرات شعبية مطالبين بتكريم طبيب “المطحونين” الذي يأتيه المرضى من كل حدب وصوب، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية واتساع طبقة الفقراء في مصر.

الدكتور مشالي عُرف بإنسانيته مع المرضى الفقراء ومحدودي الدخل في ظل الغلاء المتزايد على كل صعيد، وكرس حياته للقراءة وعمل الخير فقط، وأبناؤه يسيرون على نفس الدرب.

وفي عيادة متواضعة قرب مدينة طنطا، يستقبل الطبيب مرضاه، وهم كُثر، يوميًا بلا أجازات من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساءً.

تخرج مشالي في كلية طب قصر العيني عام 1967، وعمل بالوحدات الريفية كي ينفق على أشقائه الخمسة عقب وفاة والده، وبعد 8 سنوات تزوج وأنجب 3 أبناء تخرجوا جميعا من كلية الهندسة، وبعدما توفى شقيقه ترك له 3 أطفال في المرحلة الابتدائية، تكفل بهم جميعًا حتى تخرجوا من الجامعات.

ونقلت وسائل إعلام محلية قصة مؤثرة عن الطبيب المصري جعلته يسلك هذه الطريق، عندما أحرق طفل مريض نفسه لعدم امتلاك أسرته ثمن حقن الأنسولين بسبب فقرها المدقع.

وقال الدكتور مشالي إنه منذ تلك الواقعة قرر أن يكون عمله صدقة جارية لكل من يحتاج أو يطلب، كما قال إن والده وهو أحد كبار رجال التعليم، أوصاه قبل وفاته بأن يسخر علمه وموهبته لخدمة الفقراء وألا يحصّل ثمن الكشف ممن لا يملك قوت يومه.

ونقلت مواقع محلية عن الطبيب حالات كثيرة ومواقف واجهته خلال عمليات الكشف والفحص لمرضى، تعفف فيها حتى عن تحصيل الجنيهات العشر من شدة ضيق حالهم. وفي مناسبات كثيرة يقول طبيب الإنسانية إن حياة الإنسان أهم بكثير من أي شيء آخر.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + مواقع وصحف مصرية