ما هي علامات ليلة القدر؟

من علامات ليلة القدر: ظهور الشمس صبيحة هذه الليلة بلا شعاع

ينشغل المسلمون في هذه الأيام المباركة بالإجابة عن هذا السؤال: ما هي علامات ليلة القدر ؟ولم كان إخفاؤها ؟ وكيف يمكن التأكد من وقوعها؟

وعن ذلك يجيب عنه الدكتور خالد حنفي -الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للإفتاء ورئيس لجنة الفتوى في ألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا: ينشغل الناس قَبل ليلة القدر وفي العشر الأواخر من رمضان بتحديد وترجيح أى ليلة هي؛ ليجتهدوا فيها فقط دون غيرها. وأما بعد انقضاء الليلة التي حددوها فينشغلون بمدى إنطباق علامات ليلة القدر على تلك الليلة، والأَوْلى أن ينشغل الناس بشيءٍ واحد وهو الإجتهاد في كامل العشر الأواخر من رمضان، فإن تحديد ليلةٍ بعينها بالنصوص أو العلامات يُضاد الحكمة من إخفائها، وهي توسيع دائرة التعبد في كامل العشر.

فلو علم الناس أى ليلة هي لما أحيوا غيرها في كامل الشهر، وهو ما يدل عليه حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: «خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ، وَالسَّابِعَةِ، وَالخَامِسَةِ» البخاري.

فالحديث يدل على أن تحديدها والقطع به قد رُفع بسبب الخصومة والتشاحن، ورغم ورود نصوص صحيحة بتحريها ليلة سبع وعشرين واحتفاء المسلمين في أنحاء العالم بليلة السابع والعشرين دون غيرها، بل يسميها بعضهم ليلة القدر ويختمون فيها القرآن، إلا أنني أرى أن كل هذا ليس من فقه العبادة والتحري لليلة القدر في شيء؛ لأنه يعطي الناس شعوراً بانتهاء الشهر، وقد بقيت فيه ليلتان إحداهن ليلة وترية ورد في تحري ليلة القدر فيها حديث صحيح وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: “التمسوها آخر ليلة من رمضان”.

 ويمكن إجمال علاماتها في ثلاث: الأولى: طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وهو المروي عن أُبي بن كعب قال “وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا” رواه مسلم.
والثانية: يطلع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي “نصف قصعة”، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ، وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟» في إشارة إلى أنها تكون ليلة السابع والعشرين أو التاسع والعشرين، لأن القمر يكون هكذا في آخر الشهر.
والثالثة: أنها ليلة معتدلة “لا هي حارة ولا باردة”، فقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن خزيمة.

وهو مختلف فيه بين التضعيف والتصحيح. فكما رأينا أن العلامات الثلاثة لا قطع فيها بالوحي؛ فالعلامة الأولى موقوفة على سيدنا أُبي بن كعب رضي الله عنه، وهو يحكي عن تجربته واستقرائه ولا يرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والعلامة الثانية تصف صورة القمر ليلة القدر في تلك السنة لأنها علامة مطردة في كل عام.

أما العلامة الثالثة فالحديث مختلف فيها، ولا يمكن ضبط طقس الليلة في العالم كله بالوصف المذكور، أو تصور أن الليلة تكون لقومٍ أو في بلدٍ دون بلد.
فلنشغل أنفسنا بالاجتهاد في العشر الأواخر كلها، ونسأل الله العفو والقبول ونستعيذ به أن نكون من الغافلين المحرومين.

المصدر : الجزيرة مباشر