ما سر عودة العلاقات قوية بين “حفتر” ورئيس برلمان “طبرق”؟

عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق(يمين) خليفة حفتر، اللواء الليبي المتقاعد(يسار)
رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح "يمين"، واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر

لوحظ مؤخرا تكرار اللقاءات بين اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ورئيس برلمان “طبرق”، عقيلة صالح ما أثار تساؤلات حول أهداف هذا التقارب الآن رغم وجود خلافات بين الطرفين.

التقى “حفتر” بـ”صالح” مرتين في أقل من شهر في مقر الجنرال الليبي بمنطقة الرجمة (شرقي البلاد) لبحث آخر التطورات السياسية والعسكرية على الصعيدين المحلي والدولي، واستمرارا للتنسيق المُستمر بين “القيادة العامة” والبرلمان في القضايا السياسية والعسكرية”، وفق مكتب “حفتر” الإعلامي.

توتر وفقدان ثقة
  • شهدت العلاقات بين “حفتر” وصالح حالة احتقان وجفاء استمرت عدة أشهر بسبب قيام الأول بتهميش البرلمان وحكومته الموازية وتجاوزهم في أي خطوة محلية أو دولية، وكذلك قيام بعض النواب بمهاجمة تحركات “حفتر” وآخرها عدوانه على العاصمة “طرابلس”، ما دفع الجنرال الليبي لعرقلة عقد جلسات المجلس عدة مرات عبر مؤيديه في الداخل أو عبر قيادات قبلية تؤيده.
  • تعمد “حفتر” عدة مرات تهميش الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المدعومة من البرلمان بل وضم بعضها إلى قواته مثل الإدارة العامة للدعم المركزي ونقل تبعيتها له والسيطرة على كل قادتها وتسخيرهم لخدمة مشروعه العسكري.
  • كما لم يعر الجنرال الليبي أي أهمية لمنصب القائد الأعلى الذي يتمسك به “عقيلة صالح” ويتحرك “حفتر” بكل أريحية وبدون حتى إعلام أحد، بل ويقولها صراحة في كل اللقاءات إنه الحاكم الفعلي للشرق الليبي، بل ويهاجم “البرلمان” ويتهمه بالضعف.
  • جاءت حادثة اختطاف النائبة في البرلمان الليبي، سهام سرقيوة بعد قيامها بانتقاد “حفتر” وحملته العسكرية على العاصمة “طرابلس”، على يد قوات مسلحة، أكد شهود عيان تبعيتهم لحفتر، لتؤكد عمق الخلافات بين الطرفين ومحاولة انتقام الجنرال العسكري من هذه المؤسسة وكل من يعارضه هناك.
  • تسببت حادثة الاختطاف في إحراج “عقيلة صالح” داخليا ودوليا كونه لم يصرح حتى الآن حول الأمر ولم ينكره أو يطالب “حفتر” بالكشف عن مصير النائبة بشكل مباشر، رغم ردود الفعل الدولية والمحلية حول الحادثة.
  • لكن التقارب الأخير وتكرار اللقاءات والأحضان أمام الكاميرات طرحت المزيد من التساؤلات حول طبيعة المصالح التي أعادت العلاقات بين الطرفين الآن؟ وما إذا كانا يخططان لأمر ما يخص التسوية السياسية المرتقبة ومنها مؤتمر “برلين” المنتظر؟
  • مصدر عسكري من الشرق الليبي قال لـ”الجزيرة مباشر” إن “هناك وحدات عسكرية كاملة من الشرق الليبي بدأت تتناقص بسبب رجوع أغلب مجنديها إلى أهاليهم من معركة “العاصمة”، وحفتر يعلم ذلك جيدا فلجأ إلى ” صالح” ليقوم بحملة لإعادة التحشيد لقواته مرة أخرى، وذلك لأن “صالح” قادر على التأثير على قبائل هؤلاء الشباب كونه منهم وخاصة ساكني منطقة “الجبل الأخضر”، حسب معلوماته وكلامه.
علاقة مصيرية
  • وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى التويجر أكد لـ”الجزيرة مباشر” أن “العلاقات بين “حفتر” و “صالح” كانت دائما علاقات بين القائد (حفتر) والموظف، لكن في الآونة الأخيرة ربما أصبحت “علاقات مصيرية لأنهما الآن في خندق واحد”.
  • أوضح في تصريحات خاصة أن “حفتر” يعاني عسكريا من تراجع الدعم له وخاصة فيما يتعلق بالمقاتلين، في حين يقوم ” صالح” بمحاولة المساعدة في جمع المتطوعين للقتال في صفوف قوات الأول، وكون الأخير لم يعد قادرا أيضا على جمع أعضاء من البرلمان حوله، أي المصلحة مشتركة والمنافع متبادلة، خاصة أن “حفتر” اليوم يعتمد على المرتزقة والطيران ومقاتلين من مدينة “ترهونة” وبقايا كتائب النظام السابق أكثر مما يعتمد على مقاتلين من الشرق الليبي”، وفق رأيه.
مظهر الشرعية
  • أستاذ القانون الجنائي بجامعة “طرابلس”، محمد بارة: “صالح يبحث عن دور له بعد أن عرف الكل أن الحاكم الفعلي في شرق البلاد هو حفتر وأن الأعضاء الباقون في برلمان طبرق هم من مؤيدي الجنرال العسكري، لذا ليس أمام صالح من طريق غير تأييد الأخير والسعي للقاء به باستمرار ليؤكد بقاءه في المشهد”.
  • “بارة” أشار في تصريحات خاصة لـ”الجزيرة مباشر” إلى أن “الطرفين يستفيدان من بعضهما البعض، فحفتر يريد المحافظة على “مظهر” الشرعية بأنه يتصرف في إطار الشرعية البرلمانية، وعقيلة يريد إثبات الاعتراف بوجوده على رأس برلمان فقد وجوده كمؤسسة بكل المقاييس”، حسب تقديراته.
علاء فاروق
المصدر : الجزيرة مباشر