ماذا يمكن أن تفعل واشنطن لوقف الحرب في ليبيا؟

المركبات العسكرية التي صودرت من قوات خليفة حفتر شوهدت في الزاوية غرب طرابلس

قالت مجلة فورين أفيرز إن واشنطن مازال لديها خيارات لوقف الحرب في ليبيا رغم الدور التخريبي للدبلوماسية الأمريكية الذي لعبه الرئيس ترمب عبر اتصاله ودعمه للواء المتقاعد خليفة حفتر

التفاصيل حسب فورين أفيرز:
  • ينبغي أن تضع واشنطن على رأس أولوياتها في ليبيا منع التدخل الخارجي والدعم العسكري لطرفي الصراع، والذي تقوم به مصر والإمارات وتركيا.
  • ثمة أدلة قوية على استخدام قوات حفتر لطائرات أجنبية من دون طيار لإطلاق صواريخ جو – أرض، وهذه الطائرات على الأرجح مقدمة من الإمارات.
  • على مدار السنوات الخمس الماضية، كانت أبو ظبي أكثر من انتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، حيث دعمت حفتر بالمعدات العسكرية والغارات الجوية.
اللواء المتقاعد خليفة حفتر
  • في المقابل لجأت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، إلى تركيا، حيث أفادت تقارير أن أنقرة أرسلت مركبات مصفحة لدعم حكومة الوفاق.
  • نظرا للعلاقات القوية بين واشنطن والدول التي تتدخل حالياً في ليبيا، فإن الولايات المتحدة يمكنها استخدام نفوذها الدبلوماسي لوقف المزيد من الانتهاكات.
  • لكن في غياب موقف واضح من السلطة التنفيذية، فإن الإجراء الأكثر فعالية قد يأتي من الكونغرس.
  • ينبغي على الكونغرس عقد جلسات استماع علنية تطلب من الوكالات الحكومية الأمريكية، بما في ذلك البنتاغون ووزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات، الكشف عن الأدلة التي تفيد بانتهاك دول المنطقة للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تزويد الأطراف الليبية بالسلاح.
  • يمكن للكونغرس أيضا أن يفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تسهل هذه الانتهاكات.
  • يمكن للولايات المتحدة أن تلعب أيضا دورا بناء في الصراع على إنتاج النفط الليبي.
  • مع تفاقم الأزمة المالية في شرق ليبيا يحاول حفتر بيع بعض النفط من الحقول التي يسيطر عليها، منتهكا الاحتكار القانوني الذي تتمتع به المؤسسة الوطنية للنفط، والتي تتمتع وحدها بحق تصدير النفط عن طريقها.
  • في الماضي، منعت الولايات المتحدة مثل هذه الأعمال غير القانونية، ففي صيف عام 2018 عمل الدبلوماسيون الأمريكيون مع الأمم المتحدة للضغط على حفتر لإعادة المواقع النفطية التي سيطر عليها إلى المؤسسة الوطنية للنفط.
  • إذا حاول حفتر من جديد بيع النفط بطريقة غير مشروعة في المستقبل فينبغي على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لمنعه.
  • يمكن لواشنطن أيضا التهديد بشكل عام بفرض عقوبات اقتصادية ومحاكمات على جرائم الحرب لردع الانتهاكات التي يمارسها الطرفان، ومن بينها الهجمات على المدنيين ومحاولات تعطيل إمدادات المياه في طرابلس، وذلك لإجبار الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات.

تجدر الإشارة إلى أن أحد ضباط حفتر قد واجه اتهامات في أغسطس/آب 2017 من المحكمة الجنائية الدولية بالقتل غير القانوني لـ 33 أسير حرب.

وفي عام 2015 ظهر حفتر في شريط فيديو يأمر جنوده بعدم أخذ أي أسرى.  ولأن حفتر يحمل الجنسية الأمريكية فيمكن للولايات المتحدة مقاضاته بموجب قانون جرائم الحرب الأمريكي.

ويمكن لوزارة الخزانة الأمريكية أيضا فرض عقوبات على حفتر، متذرعة بنفس السلطة القانونية التي استخدمتها في الخريف الماضي لمعاقبة صلاح بادي، وهو زعيم ميليشيا ليبية شنت هجمات كثيفة على العاصمة الليبية طرابلس.

هل السلام في ليبيا ممكن؟
  • من خلال درء التدخل الأجنبي وحماية موارد ليبيا النفطية، وتطبيق تدابير عقابية، يمكن أن تبدأ الولايات المتحدة في توجيه خصوم ليبيا نحو عملية سياسية.
  • لكن هذه العملية لا يمكن أن تشمل حفتر ودائرته الداخلية، فقد استغل المفاوضات طوال سنوات كوسيلة لتحقيق غايته بالاستيلاء على السلطة، كما كافأته القوى الخارجية بنفوذ سياسي، معتقدة أنه يمكن ترويضه.
  • لإنهاء هذه الحلقة المفرغة يجب على الولايات المتحدة إقناع الدول العربية الداعمة لحفتر بإبعاده من المشهد، فهم لا يرتبطون بالرجل نفسه بل بوعوده لتعزيز مصالحهم.
  • ينبغي على واشنطن أيضا مضاعفة ارتباطها بالدوائر الداعمة لحفتر في شرق وجنوب ليبيا، ومن هؤلاء السياسيون والزعماء القبليون ورجال الأعمال وقادة المجتمع المدني وكبار ضباط الجيش الوطني الليبي، التابع لحفتر، وكثير منهم لهم روابط بالبنتاغون.
  • كان الكثير من المنتمين لهذه المجموعات غير مرتاحين لطموحات حفتر الشخصية، لكنهم دعموه سعيا للمصلحة أو بسبب اليأس من تغير الأوضاع.
  • قبل أن يهاجم حفتر طرابلس كان هؤلاء منخرطين في حوار مع نظرائهم في حكومة الوفاق الوطني.
  • كلما طال أمد الصراع ستكون الدوائر المحيطة بكلا الجانبين على استعداد لتقديم تنازلات من خلال مبادرات محلية لوقف إطلاق النار، مما يزيد من تهميش حفتر.
  • بصرف النظر عن استغلال المظالم المحلية، برر حفتر هجومه على أساس أن الميليشيات استولت على حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس، ومعها خزائن الدولة الليبية. هذه المشكلة أيضا يمكن أن تساعدها واشنطن في معالجتها.
  • قبل هجوم حفتر، كانت السلطات في العاصمة المدعومة من الأمم المتحدة تحرز تقدما متواضعا في تقليص قوة الميليشيات.
  • لإحراز تقدم حقيقي في هذا الصدد، ستحتاج ليبيا إلى عقد مفاوضات من أجل تشكيل حكومة جديدة أكثر شمولا وتحظى بدعم دولي أكبر.
  • يمكن للولايات المتحدة، على وجه الخصوص، أن تساعد في مراجعة وتدقيق محايد وشامل للبنك المركزي الليبي، وهو أمر كانت الأمم المتحدة تخطط له قبل هجوم حفتر.
خلفية:
  • بدأ حفتر هجومه على طرابلس مطلع شهر أبريل/ نيسان وسط ردود أفعال دولية ضعيفة شجعت حفتر على المضي في هجومه.
  • يحظى حفتر بدعم من مصر والإمارات كما ساهمت دول أوربية مثل فرنسا في تعزيز سيطرته على شرق ليبيا وجنوبها.
  • الاتصال الذي أجراه الرئيس الأمريكي بحفتر في 15 من أبريل/ نيسان ساهم في تشجيع حفتر على مواصلة الحرب وتحييد الجهود الدبلوماسية الأمريكية الرامية لوقف القتال.
المصدر : الجزيرة مباشر + فورين أفيرز