ماذا وراء تهديد رئيس حماس لتل أبيب بالإخلاء؟

يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة
يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة

وجه يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، تهديدا مباشرا إلى سكان تل أبيب، بأنهم سيضطرون للإخلاء كما بقية مستوطنات غلاف غزة خلال الحرب المقبلة حال اندلاعها.

وقال السنوار خلال لقاء وطني تشاوري بين الفصائل في غزة والوجهاء والشخصيات الاعتبارية، أمس السبت، “إنه إذا فُرضت علينا الحرب فإنني أتعهد بأن الاحتلال سوف يخلي مستوطناته ليس فقط في غلاف غزة بل وفي أسدود والنقب وعسقلان بل وفي تل أبيب وسجلوا عليّ هذا العهد”.

خطاب الردع
  • الكاتب المختص في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة قال لـ “الجزيرة مباشر”: حديث السنوار يمثل خطابا للردع بهدف منع العدو من فرض معادلاته على المقاومة، ويمثل جزءًا من دور القيادة وقدرتها التحصينية، ودور المعلومة وطرق ظهورها وكشف ما يجب كشفه من القوة.
  • أبو زبيدة: الخطاب يشير إلى القدرة على الحسم وردع العدو مع عدم التراخي وإضاعة الوقت لأن الحرب تقاس بالتخطيط والحذر منها، أظن هذا مراد قائد حماس في غزة يحيى السنوار في حديث القوة والردع.
  • أبو زبيدة: حديث القوة والردع يشكل أحد أهم المنطلقات لتقدير منسوب المغامرة لدى صناع القرار الإسرائيلي، عندما يدركون أن هناك أثماناً هائلة سيدفعها الكيان الإسرائيلي، وأيضاً لتقدير قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي في حال تعرض الجبهة الداخلية للضغط العسكري الذي لم يسبق أن شهدته (إسرائيل) طوال تاريخها.
  • أبو زبيدة: تهديد السنوار يمثل عاملاً من عوامل تعزيز الثقة لدى المقاومة بالقدرة على المواجهة وتحقيق النصر، وهو ما أثبتته التجربة خلال العقود السابقة.
  • أبو زبيدة: يمثل يحيى السنوار لدى الإعلام العبري وفي وعي الجمهور الإسرائيلي الكثير، منها أنه عدو مرّ، وقائد حماس القوي يعلم ويدري ما يدور في الشؤون والتدابير العسكرية للمقاومة وخبير في المجتمع والجيش الإسرائيليين.
  • أبو زبيدة: كما يفعل الجمهور الفلسطيني في الإنصات لحديث السنوار اليوم، أيضاً القيادة والجمهور الإسرائيلي سيقفون كثيرا على حديثه.
  • أبو زبيدة: حديث السنوار هنا للعدو هو سلاح ردع، وحرب نفسية مبنية على تأسيسات مدركة وخبيرة بالعدو وقدراته ونقاط قوته وضعفه، في موازاة إدراكها معنى الحروب النفسية وفاعليتها، بما ينسحب على الجمهور والمستويات القيادية، في اتجاهيها السياسي والعسكري.
انتقاد للتصريح
  • الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني قال لـ”الجزيرة مباشر”: لا أوافق السنوار في تهديداته بأن يتم إخلاء تل أبيب في أي حرب مقبلة رغم إيماني أن السنوار يتحدث من باب منع الحرب وتعزيز التهدئة من فوهة البندقية عبر الضغط الاعلامي على صانع القرار.
  • الدجني: رفض التهديدات لما لها من تداعيات سلبية من أهمها تعزيز قوة خطاب المظلومية للاحتلال أمام العالم بأن إسرائيل تعيش وسط وحوش بشرية.
  • الدجني: التصريحات تضعف لغة المباغتة والصدمة في الحرب للعدو مع الثقة الكاملة لصحة تصريحات السنوار، إلا أنها تمنح العدو مبررات للقتل والدمار في غزة.
  • الدجني: التصريح يطرح تساؤلاً طالما أن المقاومة قادرة على إيلام العدو حتى تل أبيب فماذا تنتظر؟
  • الدجني: نحن بأمس الحاجة لخطاب المظلومية والقانون الدولي وفي نفس الوقت مراكمة القوة والتحضير للمرحلة المقبلة بصمت.
خلفيات
  • ليست المرة الأولى التي يهدد فيها السنوار سكان تل أبيب، إذ هدد خلال حفل تأبين شهداء عملية التصدي للقوة الإسرائيلية شرق خانيونس في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، بحجم الضربة الصاروخية الأولى التي ستتلقاها تل أبيب في الحرب المقبلة.
  • تهديد السنوار يأتي في أعقاب إطلاق عدة صواريخ على تل أبيب قبل أسبوعين، فيما دمر آخر صاروخ منزلا وأصاب سبعة إسرائيليين، وزعم الاحتلال الإسرائيلي أنه أطلق من جنوب قطاع غزة، أي أنه حلق مسافة تفوق ال 100 كم.
  • يأتي التهديد في وقت حساس لدى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ إنها قبل أيام قليلة من الانتخابات البرلمانية “الكنيست” التي بدأت تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع حصة نتنياهو في مقابل منافسيه.
  • موقع “0404” المقرب من الجيش الإسرائيلي نقل عن مصدر عسكري: نحن نأخذ في الاعتبار إمكانية إطلاق الصواريخ من غزة للتأثير على الانتخابات والناخب الإسرائيلي، من الواضح للجميع أن حماس والجهاد وغيرها من المنظمات مهتمة بالإطاحة بحكومة نتنياهو.
  • كتائب القسام طورت على مدار السنوات الماضية صواريخها لتصل مداها عشرات الكليومترات داخل إسرائيل، خصوصا بعد العدوان الإسرائيلي عام 2014 الذي وصلت فيه صواريخ القسام إلى مدينة حيفا على بعد 120 كم من غزة.
المصدر : الجزيرة مباشر