لماذا يعد الهجوم بسرب طائرات مسيّرة خطرا كبيرا على السعودية بالذات؟

الحوثيون تبنوا هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على منشآت نفطية سعودية

تمثل الهجمات بطائرات مسيرة معضلة كبيرة بالنسبة للعديد من الدول، وحتى المتقدمة منها في تكنولوجيات الدفاع الجوي، وتزيد الخطورة بشكل كبير إذا تم مثل هذا الهجوم بسرب منها.

هجوم ضد أهداف نفطية
  • هوجمت منشآت نفطية مهمة في أبقيق وخريص بشرق المملكة العربية السعودية يوم 14 سبتمبر/ أيلول الماضي. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، وقالوا إنه تم بسرب من طائرات مسيرة.
  • أصابت الضربات حوالي 17 هدفا، وتركزت على أبراج معالجة النفط الخام “أبراج التثبيت”، علاوة على صهاريج التخزين.
  • هذه الأبراج تنقي النفط الخام من كبريتيد الهيدروجين وغيره من الشوائب، حتى يكون الخام صالحا للتصدير، سواء بالتحميل على الناقلات أو بالنقل عبر خطوط الأنابيب.
  • تسببت الضربات في تعطيل إنتاج 5 ملايين و700 ألف برميل من النفط الخام السعودي، بما يمثل 50% من الإنتاج اليومي السعودي، ونسبة 2% من الإنتاج العالمي.
  • اتهمت كل من السعودية وأمريكا إيران بالمسؤولية المباشرة عن الهجمات، وأن الإطلاق كان من أراضٍ عراقية تخضع للنفوذ الإيراني، ولكن بدون تقديم دليل قاطع حتى اليوم.
  • أخفقت الدفاعات الجوية السعودية في صد الهجوم، على الرغم من احتلالها المركز الثالث عالميا في عام 2017 وحده، بمجمل إنفاق عسكري بلغ 69.4 مليار دولار، حسب إحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
منشأة أبقيق في السعودية لدى تعرضها لهجوم من قبل جماعة الحوثي
معضلة الطائرات المسيرة
  • تمثل أسراب الطائرات المهاجمة معضلة كبيرة حتى بالنسبة للدول المتقدمة في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، وتكنولوجيا  الدفاع الجوي، بما في ذلك الروسية والإسرائيلية.
  • كانت قاعدة حميميم الروسية العسكرية في سوريا، قد تعرضت لضربات عدة بأسراب من هذه الطائرات، محلية الصنع، وفشلت القوات الروسية في صد عدد منها.
  • كان أشهر تلك الهجمات في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وقتل فيها عسكريان روسيان ودمرت سبع طائرات حربية روسية رابضة على أرض المطار.
  • كما تعرضت قاعدتا حميميم وطرطوس لهجوم آخر بسرب مكون من 13 طائرة مسيرة محلية الصنع يوم 8 يناير/ كانون الثاني 2018، وتصدت له منظومة بانتسير-إس للدفاع الجوي، ولم تسجل خسائر بشرية أو مادية.
  • تعاني إسرائيل كذلك من تعرضها لهجمات بطائرات مسيرة من قبل فاعلين من غير الدول مثل حماس وحزب الله، وتصدت لعدد منها بواسطة مقاتلاتها الجوية من طراز إف-16 وبصواريخ من طراز باتريوت.
  • الهاجس الأكبر لإسرائيل يتمثل في تعرضها لهجوم بسرب من طائرات مسيرة، حيث عبر مسؤول بالجيش الإسرائيلي عن مخاوف بشأن مثل ذلك الهجوم الذي يعد “قاب قوسين أو أدنى منها، وتتوفر له القدرة الفعلية “، والمتوقع ضد مدن أو قوات عسكرية إسرائيلية – قائلا إن مثل هذه الهجوم سيمثل “حدثا دراماتيكيا” لإسرائيل.
  • ألمحت الدكتورة ليران عنتابي، الباحثة بمركز دراسات الأمن القومي، والضابطة السابقة بسلاح الجو الإسرائيلي، عن افتقار إسرائيل للقدرة على مواجهة مثل ذلك التهديد، وأكدت احتياج إسرائيل إلى طرق فعالة للتعامل معه.
  • عنتابي أكدت على ضرورة توفر قناعة إسرائيلية بأن تلك التهديدات ستستمر في التأثير على المسرح الدولي، بل إنها  “ستستفحل”.
منشأة خريص بعد تعرضها لهجوم بطائرات مسيرة-20 سبتمبر/ أيلول
تهديد كبير

لماذا يعد الهجوم تهديدا كبيرا.. خصوصا بالنسبة للسعودية؟ تكمن الإجابة في الأسباب التالية:

  • صعوبة صد هجمات بطائرات مسيرة منفردة أو اعتراضها، نظرا لقدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض، ومقدرتها الكبيرة على المناورة، ما يوفر إمكانات الهروب من أجهزة الرادار، وبالتالي فالهجوم بسرب يمثل تهديدا أكبر.
  • التكلفة المرتفعة لصد الهجوم، مقارنة بكلفة الطائرة المسيرة، حيث تتمثل الدفاعات الحالية في استخدام مقاتلات جوية، وأنظمة دفاع جوي مثل باتريوت وبانتسير_إس، ورادارات متقدمة جدا ومكلفة.
  • حلول التشويش والتحكم في الطائرة المهاجمة من أجل إسقاطها، لا تزال محدودة وغير فعالة بشكل كامل، لاسيما في حالة الهجوم بسرب.
  • عدم توفر حل شامل للتغلب على التهديدات الحالية أو المستقبلية، على المدى القريب على الأقل رغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي تتمتع به الدول التي تستورد منها السعودية منظوماتها الدفاعية والدول المتحالفة معها.
  • ضرورة توفر معلومات استخباراتية مسبقة بشأن الهجمات، حيث يكاد يجمع الخبراء العسكريون على أن أفضل وسيلة للتصدي لهجوم أسراب الطائرات المسيرة هو إحباط الهجوم قبل إطلاق السرب.
  • تقدم إيران الكبير وغير المعلوم على وجه الدقة في هذا المجال، وتصديرها لتلك التكنولوجيا لوكلائها في المنطقة، بمن فيهم جماعة الحوثي، وحزب الله، والميليشيات الموالية لها في العراق.
  • الضعف الكبير في قدرات الحرب الإلكترونية لدى السعودية.
  • وجود طائرات مسيرة ضمن السرب وظيفتها التشويش على الدفاعات، وكذلك نشر شبكات مخادعة تعمل على إعاقة الإشارات والاتصالات الخلوية المعادية. وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيي سريع قد صرح بوجود طائرات مسيرة تعمل على التشويش ضمن السرب المهاجم للمنشآت النفطية في أبقيق وخريص.
المصدر : الجزيرة مباشر