لماذا لا يستطيع الجيش الأكثر قوة في التاريخ أن يفوز في حروبه؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أثناء زيارته لقاعدة عسكرية أمريكية في العراق

نشر موقع ديلي بيست مقالا تحليليا يرصد فيه الأسباب الكامنة وراء عدم قدرة الجيش الأمريكي في حسم حروبه رغم ميزانيته الضخمة.

المقال يسلط الضوء على مسؤولية الإدارات الأمريكية المتعاقبة في هذا الفشل:
  • منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تم وصف الجيش الأمريكي في كثير من الأحيان من قبل محللي الدفاع والمؤرخين العسكريين ورؤساء الولايات المتحدة على أنها القوة المسلحة الأكثر فتكا في التاريخ.
  • خلال الحرب الباردة ادعت موسكو امتلاك قدرات عسكرية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة.
  • منذ زوال الاتحاد السوفيتي وانتصار أمريكا الساحق على صدام حسين في حرب الخليج 1990-1991، لم يطعن أي أحد في حقيقة التفوق العسكري الأمريكي.
  • يعتبر الجيش الأمريكي الأكثر قدرة، كما أنه يعد إلى حد بعيد الأغلى عالميا.
  • ستنفق الولايات المتحدة على قطاع الدفاع خلال هذا العام ما لا يقل عن 650 مليار دولار، وهو أكثر من إنفاق سبع دول مجتمعة.
لماذا لا يفوز الجيش في حروبه؟
  • سجل النتائج العسكرية للجيش الأمريكي منذ النصر الذي غير العالم في الحرب العالمية الثانية عام 1945 كان محبطًا.
  • في كوريا اقترب الجيش أمريكي الضعيف أن يُطرد من شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأولى من قتاله في عام 1950.
  • أطاحت قوات الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة بالقوات الشيوعية من كوريا الجنوبية، لكنها كانت على وشك الهزيمة مرة أخرى.
  • في نوفمبر/تشرين الثاني 1950، دخل جيش التحرير الشعبي الصيني في المعركة وطرد القوات الأممية من كوريا الشمالية، ما أحبط هدفه المتمثل في توحيد الكوريتين في ظل حكومة موالية للغرب.
  • وجد الجيش الأمريكي نفسه متورطًا في حرب طويلة دموية وغير حاسمة ضد الجيش الفيتنامي الشمالي ومقاتلي فييت كونغ.
  • بعد ثماني سنوات من القتال غير الحاسم، أسقطت الولايات المتحدة قنابل على فيتنام أكثر مما فعلت على ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية.
  • لم يستسلم الشيوعيون ما دفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب، ليحصد الأمريكيين هزيمة حقيقية على أيدي خصومهم الشيوعيين.
  • في الحرب الأهلية اللبنانية في أوائل الثمانينيات، تم سحب القوات الأمريكية بعد وقت قصير تفجير انتحاري استهدف ثكنات تابعة لمشات البحرية الأمريكية قتل 241 فيها جنديا.
  • الانتصار أو النصر السريع في حرب الخليج 1990-1991 أعاد إحياء مكانة الجيش الأمريكي بعد هزيمته في فيتنام وأدخله في أسلوب حرب جديدة تمامًا.
  • الخبير الاستراتيجي أندرو مارشال قال بعد حرب الخليج، “أصبح البعد المعلوماتي محوريًا في تحقيق نتائج في الصراعات الحديثة كالأسلحة الدقيقة، وأنظمة الاستشعار.
  • النجاح المبكر والمثير في حربي أفغانستان والعراق، سرعان ما تبعته سنوات من العمليات المحبطة وغير الحاسمة والنكسات السياسية.
  • يرى الكثير من المؤرخين اليوم أن حرب الخليج لم تكن ذلك النصر العظيم الذي بدا أنه تحقق سنة 1991، لكنها كانت الحملة الأولى في حرب أهلية طويلة لا تُحسم في نهاية المطاف.
  • في أعقاب حرب الخليج، ظهر إجماع جديد بين صانعي السياسة الخارجية يرى أن الولايات المتحدة لها الحق والواجب في تطبيق النظام الدولي القائم على القواعد واستئصال الأشرار.
  • بين عامي 1990 و1997، تم نشر الجيش في أكثر من 30 عملية، كعمليات حفظ السلام، وفرض السلام، والإغاثة الإنسانية، والمهام القتالية التقليدية.
  • من بينها الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الصومال، حيث أدى ذلك إلى حرب غير معلنة بين أمير الحرب الصومالي محمد عيديد والقوات الأمريكية، والتي بلغت ذروتها في معركة مقديشو.
  • قتل 18 جنديا أمريكيا في معركة مقديشو. حيث تم جر الجثث الجنود الأمريكيين في الشوارع. بعد فترة وجيزة من المعركة، سحب الرئيس كلينتون جميع القوات الأمريكية من الصومال.
أحداث 11 من سبتمبر/أيلول و”الحرب العالمية على الإرهاب”:
  • النجاح المبكر والمثير في حربي أفغانستان والعراق سرعان ما تبعه العديد من العمليات المحبطة والانتكاسات السياسية.
  • طالبان اليوم أقوى مما كانت عليه عندما تم نشر القوات الأمريكية لأول مرة في أفغانستان عام 2001.
  • عندما سحب أوباما القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر/كانون الأول 2011، كانت البلاد غارقة في العنف الطائفي كما غاب أي أمل في إقامة نظام ديمقراطي موالي للغرب في العراق.
أحداث 11 سبتمبر
ما هي أسباب الفشل؟
  • يقول بعض الخبراء إن المشكلة تكمن في ثقافة الجيش. حيث أن معظم أعداء أمريكا في العمليات منذ الحرب العالمية الثانية، وخاصة منذ نهاية الحرب الباردة، هي قوات غير حكومية ذات المهارات العالية في مواجهة القوات العسكرية التقليدية.
  • الجيش الأمريكي وجد نفسه في مواجهة معقدة مع مسلحين رغم استلائه على العاصمة بغداد بسهولة.
  • القوة النارية والمناورة والتقنيات المتقدمة أسلوب لا غنى عنه في الطريقة الأمريكية للحرب، لكنها ليست فعالة ضد المتمردين المسلحين بأسلحة خفيفة.
  • يرى آخرون أن الغطرسة عامل رئيسي في تفسير الفشل العسكري للولايات المتحدة، حيث قلل صناع السياسة والجنرالات على حد سواء من شأن أعدائهم.
  • بعد النتائج الكارثية للحرب في فيتنام، عزم الجيش ومؤسسة السياسة الخارجية على الابتعاد عن التورط ما لم تكن المصالح الأمريكية الحيوية على المحك.
إغراء استخدام القوة:
  • حتى الرؤساء الذين وعدوا بالتصرف بضبط النفس في الشؤون الخارجية، وقعوا في كثير من الأحيان فريسة لإغراء استخدام القوة.
  • بعد وقت قصير من توليه منصبه، قام أوباما بإرسال 17000 جندي إضافي إلى أفغانستان، ووسع “الحرب على الإرهاب”، وزاد من استخدام ضربات الطائرات بدون طيار في العمليات.
  • رغم تعهد دونالد ترمب بإخراج أمريكا من النزاعات، فإن إدارة ترمب تنفذ عمليات عسكرية أكثر من سابقتها، مع قواعد اشتباك أكثر مرونة.
المصدر : الجزيرة مباشر + ديلي بيست