لماذا قررت مصر والأردن حضور ورشة البحرين لـ “صفقة القرن”؟

القدس، فلسطين المحتلة
القدس، فلسطين المحتلة

أثارت مشاركة مصر المفاجئة في ورشة البحرين الاقتصادية التي تعد خطوة في بناء صفقة القرن الامريكية، ومعها الأردن بعد بوادر رفض، تساؤلات حول أسباب مشاركتهما.

وزاد الجدال بين السياسيين والمثقفين المصريين، عقب إعلان أمريكا ومستشار ترمب “جاريد كوشنر” مشاركة مصر، بينما لم يصدر أي بيان رسمي من الخارجية أو الرئاسة المصرية بهذا الشأن.

وهل هي نتيجة ضغوط أم لحصد مكاسب؟

قصة الصمت ثم المشاركة:
  • يوم 3 من يونيو/ حزيران 2019 أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “أن مصر لن توافق على أي شيء يرفضه الفلسطينيون”، في إشارة على ما يبدو لرفضه ما ترفضه السلطة الفلسطينية، أي مؤتمر البحرين، وصفقة القرن التي وصفها بأنها “مصطلح يتحدث عنه الإعلام”.
  • يوم الثلاثاء 11 من يونيو/ حزيران 2019 عيّن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصهره، نفسه ناطقاً باسم الأردن ومصر وأعلن أن الدولتين ستشاركان في «ورشة البحرين» الاقتصادية المزمع عقدها يومي 25 و26 من يونيو/حزيران الجاري و” أن الاعلان الرسمي للدولتين في غضون ساعات”.
  • بعدها بساعات قال مصدر في البيت الأبيض، الثلاثاء أيضا، أن الأردن، مصر، والمغرب ابلغوا واشنطن رسميا إنهم سيشاركون في “الورشة الاقتصادية” في البحرين المتعلقة بالجانب الاقتصادي من “صفقة القرن”، وفقا لوكالة رويترز.
  • لم تعلن مصر رسميا مشاركتها في الورشة، ولكن موقع “دار الحياة” الالكتروني نقلت عن “مصدر مصري موثوق” قوله “إن مصر ستشارك” ولكنه أوضح أن “مشاركة مصر لا تعني موافقتها على صفقة القرن”.
  • وصف المصدر المصري المؤتمر بأنه “مشبوه” وربط بينه وبين صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق ما يسمى “السلام في منطقه الشرق الأوسط” عبر إنعاش المنطقة اقتصاديا بدون إقامة دوله فلسطينية مستقله على حدود أراضي يونيو/ حزيران عام 1967 أي من دون حل القضايا الجوهرية وعلى رأسها الانسحاب من القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وحق عودة اللاجئين”، حسب قوله.
الهدف الفعلي لمؤتمر البحرين؟
  • تختلف اراء السياسيين والخبراء المصريين والعرب بشأن الهدف من المؤتمر، وعلى حين يرى البعض أنه حلقة من حلقات صفقة القرن، أو أنه ضمن سلسلة المؤتمرات الأخيرة الموجهة ضد إيران، يري أخرون أن هناك أسباب خفية أخرى.      
  • رجح الدكتور حسن نافعه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ضمنا، أن يكون قرار مشاركة مصر اتخذته أمريكا وفرضته على مصر قائلا: “إذا كانت الدولة المصرية هي التي اتخذت قرار المشاركة في ورشة البحرين فلماذا يتولى كوشنر بنفسه مهمة الإعلان عن هذا القرار؟ هل فوضه أحد أم أن أمريكا هي التي اتخذت القرار نيابة عن مصر؟
  • شدد “نافعه” على أن “حضور أية دولة عربية لهذه الورشة يعد قبولا صريحا أو ضمنيا بصفقة القرن وخيانة مباشرة للقضية الفلسطينية”.
  • أكد المحلل السياسي المصري محمد سيف الدولة أن “الحقيقة المرة هي أن مصر لا تستطيع أن تقول لا للأمريكان، ولا أن ترفض لترمب طلبا أو تٌغضب منها زوج ابنته كوشنر”.

  • أضاف سيف الدولة لـ “الجزيرة مباشر” أن مصر “تقبل وترضخ على الدوام حتى لو كان في الطلبات أو التعليمات الامريكية، إضرار كبيرا بالمصالح المصرية وبأمنها القومي وبمكانتها العربية والإقليمية أو حتى بدورها بعد كامب ديفيد كوسيط بين الفلسطينيين وبين إسرائيل”.
  • وصف “سيف الدولة” أن “صفقة القرن تستهدف تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، ودمج إسرائيل في المنطقة بدون إلزامها بالانسحاب من أي أراض محتلة، وإطلاق رصاصة الرحمة على 26 عاما من أوسلو ومفاوضات السلام، مع استبدالها بحزمة من الصفقات المالية والاقتصادية لتحسين الأحوال المعيشية للفلسطينيين في ظل الاحتلال”.
  • قال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن حضور مصر جاء بطلب مباشر من ترمب، والقاهرة تسعي لحصد مكاسب من أمريكا كمكافأة، لأن ورشة البحرين هي مقدمة لصفقة القرن التي تريد واشنطن تمريرها بوجوه عربية رسمية.
  • قال الأشعل لـ “الجزيرة مباشر” أن مصر ستشارك بوفد دبلوماسي أقل مستوى لإرضاء الامريكان وعدم اغضاب السلطة الفلسطينية، مرجحا مشاركتها بوزير خارجيتها سامح شكري، مستبعدا مشاركة السيسي.
  • عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، برر مشاركة مصر والأردن بقوله: “لديهما علاقات خاصة مع الولايات المتحدة، ولا نستطيع أن نحكم على الظروف التي جعلتهم يشاركون، ولكننا متأكدون أن المشاركة ستكون رمزية، وليست على مستوى عال”.
  • الدكتور نائل الشافعي الخبير في شؤون النفط والمعرفة قال عبر صفحته على “تويتر” إن منتدى البحرين الاقتصادي لا علاقة له بصفقة القرن ولا بالحرب على إيران، بل هو لتنظيم سياسات غاز شرق المتوسط كأولوية قصوى للأمن القومي الأمريكي.

  • الدكتور صالح النعامي الخبير في الشؤون الإسرائيلية قال إنه “لا يمكن تفسير قرار مصر والأردن والمغرب وبقية الدول العربية المشاركة في مؤتمر البحرين الذي ستعلن فيه صفقة القرن إلا على أنه مباركة عربية لإعلان ممثلي الإدارة الأمريكية أن هدف الصفقة تهدف لتمكين إسرائيل من ضم الضفة الغربية، ويعكس تواطؤ دول عربية على تصفية القضية الفلسطينية”.

خلفيات:
  • مؤتمر البحرين سيعقد يومي 25 و26 من يونيو/ حزيران الجاري تحت عنوان “مؤتمر ترمب للسلام ” ولقد تم مؤخرا اختيار اسما اخر له وهو (السلام من أجل الازدهار) لمناقشة مبادرات اقتصادية من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
  • مسؤولون أمريكيون قالوا إنهم وجهوا الدعوة لوزراء اقتصاد ومالية وكذلك رجال أعمال من المنطقة ومن أنحاء العالم لمناقشة الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، في ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار” يومي 25 و26 من الشهر الجاري بالبحرين.
  • أعلنت السعودية والإمارات والمغرب أنهم سيشاركون في ورشة البحرين.
  • أعلنت لبنان والعراق عدم مشاركتهم في المؤتمر.
المصدر : الجزيرة مباشر