لماذا ترغب كاتالونيا في الانفصال عن إسبانيا؟

نواب في برلمان كاتالونيا

دخلت قضية انفصال كاتالونيا عن إسبانيا منعطفا خطيرا يمهد لأزمة حادة مع مدريد حيث تبنى البرلمان الإقليمي في كاتالونيا الأربعاء قانونا ينص على تنظيم استفتاء لتقرير مصير هذه المنطقة

وتتميز منطقة كاتالونيا بمواصفات خاصة تجعل العديد من سكانها يرغبون في الانفصال عن إسبانيا.

وأقر القانون الذي نص على أن الشعب الكاتالوني “سيد قراره”، بغالبية 72 صوتا وامتناع 11 عن التصويت. وانسحب نواب معارضون للانفصال اعتبروا التصويت غير قانوني، من القاعة لكي لا يشاركوا في التصويت، وتركوا وراءهم أعلام كاتالونيا وإسبانيا جنبا إلى جنب.

وإثر ذلك أنشد دعاة انفصال كاتالونيا في قاعة شبه فارغة، النشيد الكاتالوني وسط التصفيق وذلك إثر جلسة صاخبة استمرت نحو 11 ساعة حاولت خلالها المعارضة كبح جماح دعاة الانفصال الذين يملكون الأغلبية في البرلمان منذ أيلول/سبتمبر 2015.

وينتظر أن توقع حكومة كاتالونيا الانفصالية النزعة مرسوم الدعوة إلى الاستفتاء الذي كانت المحكمة الدستورية حظرته.

في المقابل، أعلنت الحكومة الإسبانية أنها “طلبت من المحكمة الدستورية إعلان بطلان الإجراءات” التي وافق عليها البرلمان الكاتالوني الأربعاء واعتبارها لاغية، بحسب ما أعلنت نائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دي سانتاماريا في مؤتمر صحافي.

ونددت دي سانتاماريا بموافقة البرلمان على التصويت بدون مناقشة مستفيضة واعتبرته “عملا عدوانيا” يحمل سمات “الأنظمة الديكتاتورية”.

واضافت في مؤتمر صحافي دعت إليه بشكل عاجل “ما شهدناه اليوم في كاتالونيا هو دوس على الديموقراطية وعلى الكاتالونيين وعلى اللياقات السياسية”.

كذلك أعلن مكتب الادعاء العام أنه سيوجه اتهامات جنائية بالعصيان ضد رئيس برلمان كاتالونيا كارمي فوركاديل ومسؤولين آخرين على خلفية سماحهم على التصويت على قانون الاستفتاء.

ولمنطقة كاتالونيا التي يبلغ عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة لغتها الخاصة وثقافتها وتغطي مواردها الاقتصادية 20 بالمئة من الناتج الإسباني، إلا أن الركود الاقتصادي في إسبانيا والشعور لدى الكاتالونيين بأن ما يسددونه من ضرائب يفوق ما يحصلون عليه من استثمارات وتمويل من مدريد ساهما بشكل كبير في جعل قضية الانفصال محور الحياة السياسية في الإقليم بعد أن كانت مجرد قضية هامشية.

وفاز النواب المؤيدون للانفصال بالغالبية المطلقة في البرلمان الكاتالوني الذي يتألف من 135 مقعدا للمرة الأولى في انتخابات أيلول/سبتمبر 2015. وتعهدت الحكومة التي انبثقت عن تلك الانتخابات بإطلاق عملية الانفصال عن إسبانيا.

وتظهر استطلاعات الرأي انقساما حيال الانفصال في كاتالونيا. إلا أن غالبية تفوق 70 بالمئة تريد إجراء استفتاء للبت في هذه المسألة.

وأجرت الحكومة الكاتالونية في 2014 استفتاء رمزيا على الانفصال. وصوت أكثر من 80 بالمئة من المشاركين في الاستفتاء على الانفصال عن إسبانيا علما أن 2.3 ملايين شخص شاركوا في الاستفتاء من أصل 5.4  ملايين يحق لهم المشاركة.     

     

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات