لاجئو سوريا.. نساء مشردات بالعراق وأزواج فروا لأوربا

ما بين مخيمات النزوح وسواحل أوربا، يتشرد ويتشتت مئات الآلاف من السوريين الذين فروا من آلة القتل والدمار تاركين وراءهم ذكرياتهم وبيوتهم وأرضهم، لكن الأصعب هو ما تواجهه النساء.

لاجئات سوريات بالعراق والأزواج في أوربا:

في مخيم دوميز للاجئين في دهوك شمالي العراق، تعلمت اللاجئات السوريات العناية بأسرهن وحدهن وإعالتهن فيما هاجر أزواجهن إلى أوربا، والعديد منهن يعانين لتلبية الاحتياجات بينما يتساءلن إذا كن سيرين أزواجهن مجددًا.

السورية “فادية محمد” تشتاق لرؤية زوجها، فقد مضت 4 سنوات منذ أن كانت معه آخر مرة، والاتصال الوحيد بينهما عبر الهاتف- تحدق في الرسائل والصور التي ترد إليها منه، إنه يعيش الآن في ألمانيا بينما ما زالت فادية تسكن مخيم دوميز.

لكن فادية ليست الوحيدة، فهناك 535 امرأة سورية مسجلة كامرأة معيلة للأسرة في المخيم دوميز، وهو وضع إلى حد ما غير معتاد في هذا المجتمع الذي يسيطر عليه الذكور.

العديد منهن تركهن أزواجهن الذين خاضوا رحلة الهجرة إلى أوربا، أما الأخريات فمطلقات. والبعض- مثل فادية- يتساءلن ما إذا كن سيلتقين أزواجهن مرة أخرى أم لا.

وعادة ما يخطط الرجال الذين يتم تهريبهم إلى أوربا، للم شملهم مع أسرهم، ويأملون في اللجوء للقوانين المتعددة للم شمل الأسرة بعد التمكن من الحصول على لجوء أو أشكال أخرى من الإقامة في الدول التي يصلون إليها.

لكن العديد منهم لم يتمكن من الحصول على إقامة فيما تشدد بعض الدول الأوربية القيود، ويتركون أسرهم في مهب الريح.

وكثير من هؤلاء النسوة أجبرن على أن يصبحن المعيل الوحيد لهن ولأطفالهن، ومع معاناة تلبية الاحتياجات، يواجهن أيضًا تمييزًا ضدهن ونميمة مغرضة في هذا المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

ومحاولة استخدام طرق التهريب إلى أوربا خيار لكن الكثير من هؤلاء النسوة ليس بإمكانهن المخاطرة باحتمال التعرض لمزيد من الخطر.

ومازال أكثر من 250 ألف لاجئ سوري في العراق، معظمهم يعيشون في منطقة كردستان شمال البلاد، وفقا للأمم المتحدة.

ويعيش حوالي 32 ألف منهم في مخيم دوميز المعروف أيضًا بسوريا الصغيرة خارج دهوك قرب الحدود السورية.

معاناة على سواحل اليونان:

وفي مركز استقبال ديافاتا في شمالي اليونان، يمكنك أن ترى هذا الصبي السوري المنهك حيث يعيش هو وعائلته الذين فروا من سوريا بعد مشاهدتهم للعنف الرهيب في مدينة عفرين، حسبما قال محمود مصطفى عطار، والد الطفل.

هرب الوالدان وطفليهما عبر تركيا، ووصلا أخيرًا إلى اليونان بعبور نهر إفروس بعد محاولات عبور خطيرة، حيث تم العثور على 12 جثة حتى الآن هذا العام والعديد من الأشخاص المفقودين، بما في ذلك أطفال.

ولكن الآن في الأمان النسبي في أوربا، أصبح محمود وأسرته الآن من بين المئات الذين ينتظرون إقامة دائمة، ما يطيل أمد مستقبلهم الغامض بين مخيمات اللاجئين المكتظة.

ويتشارك محمود وعائلته حاليًا حاوية مع عائلات أخرى من عفرين. تظللهم الشكوك المحيطة بوضعهم بشدة، بينما يتوقون لملجئهم الخاص.

وفي هذا المخيم، في قاعدة عسكرية سابقة، يلتجأ ما يقرب من 2000 شخص، أي ضعف طاقته.

وبين يناير/كانون ثان ومايو/أيار من هذا العام، عبر 7200 شخص إلى اليونان عبر إفروس، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبلغ العدد الإجمالي 3600 شخص لعام 2017 بأكمله.

وفي أبريل/نيسان عبر أكثر من 3600 شخص نهر إفروس إلى اليونان، هو العدد الذي يتجاوز لأول مرة عدد الذين يعبرون البحر إلى جزر بحر إيجة.

المصدر : أسوشيتد برس