كيف فبركت الجامعة العربية تصريحا لوزير الخارجية العراقي بشأن تركيا؟

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

سلطت وكالة الأناضول التركية الضوء على ما كشفته وزارة الخارجية العراقية قبل أيام، من قيام جامعة الدول العربية باختلاق تصريح نسبته لوزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين.

وكان حسين قد التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في 12 من الشهر الجاري بالقاهرة، على هامش لقاءاته هناك لمتابعة مقررات القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة الأردنية في 25 من أغسطس/آب وضمت قادة الأردن ومصر والعراق.

ونقلت وسائل إعلام عربية عن مصدر مسؤول بالأمانة العامة قوله إن جلسة المباحثات بين وزير الخارجية العراقي والأمين العام لجامعة الدول العربية تناولت مجمل التطورات على الساحتين العربية والعراقية، موضحا أن اللقاء تناول كذلك الأوضاع الإقليمية المختلفة، وبالذات ما يشكل منها تهديدا للعراق أو دول عربية أخرى، حيث عبر الوزير العراقي من جانبه عن تقديره لمواقف الجامعة المساندة للعراق عموما وفي “مواجهة الاعتداءات التركية على وجه الخصوص”.

هذه العبارة “مواجهة الاعتداءات التركية على وجه الخصوص” التي قال مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إنها جاءت على لسان وزير الخارجية العراقي، في حقيقتها لم تصدر عن الوزير إنما اختلقها المسؤول بالجامعة، وعبر عنها نفي وزارة الخارجية العراقية، حيث اعتبرت ذلك محاولة من جامعة الدول العربية “لإيصال رسائل سياسية إلى تركيا”.

ونقلت وسائل إعلام عربية عن مسؤول بالخارجية العراقية قوله، “إن الوزارة تواصلت مع مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشأن إضافة تصريح على لسان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لم يُدل به، ضمن بيان صادر عن الجامعة”.

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الأناضول)

واعتبرت الخارجية العراقية، “أن إضافة التصريح على لسان الوزير لم تكن أمرا لائقا، خاصة أنه تمت إضافة الفقرة بعد اطلاع الوفد العراقي على البيان وموافقته على صيغته”.

وتصاعدت الانتقادات مؤخرا بحق جامعة الدول العربية، بسبب عدم فاعليتها تجاه القضايا التي تمس المواطن العربي، بالإضافة إلى إسقاطها لمشروع قرار فلسطيني يدين تطبيع الإمارات مع إسرائيل.

وفي 13 من أغسطس/ آب الماضي، توصلت الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وهو ما رفضته فلسطين، سلطة وفصائل وشعبا واعتبرته “خيانة للقضية”.

ولم يدن اجتماع وزراء الخارجية العرب، والمخصص أصلا لمناقشة القضية الفلسطينية، التطبيع مع إسرائيل، رغم إلحاح فلسطين في طلب ذلك، واكتفى بتجديد التمسك بمبادرة السلام العربية حلا للقضية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

قاعة أفراح

وعلى سبيل الاحتجاج الساخر، دشن مدونون على فيسبوك، حملة لجمع مليون توقيع، للمطالبة بتحويل مقر جامعة الدول العربية إلى “قاعة أفراح”، لتحقيق ما اعتبروه “استفادة كاملة من كيان عديم المنفعة”.

كما اعتذر عدد من الدول العربية عن رئاسة الجامعة بعد تخلي فلسطين عن رئاستها لهذا العام بسبب ما حدث في قمة وزراء الخارجية العرب الأخيرة.

المصدر : الأناضول