كيف تغذي حرب اليمن صراعا آخر على بعد 2000 كيلومتر؟

مقاتلون من أحد فصائل المعارضة في دارفور

كتبت بيل ترو، مراسلةُ صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط، مقالا تشرح فيه كيف تُغذي الحرب المربحة في اليمن الصراع في دارفور على بعد ألفي كيلومتر.

فقد تحدث الجنود السودانيون الذين قاتلوا في اليمن عن الأموال “التي لا يمكن تصورها” والتي تَـدفع الآلافَ للقتال، بينما تثير التوتراتِ في الداخل.

تقول الكاتبة إنه ما من أحد في شوارع دارفور في السودان لم يسمع عبارة “يمكنك في ستة أشهر من القتال في اليمن أن تكسب من المال ما لا تستطيع تحصيله طوال عمرك”. كما أن الجميع يعرفون بالضرورة أشخاصا سجلوا للذهاب للقتال، إذ أصبحت الحرب المدمرة في اليمن أكبر سوق عمل للسودانيين.

فعلى مدار خمسة أعوام تقريبًا، استأجرت الدول الخليجية في اليمن أفراداً من قوات الدعم السريع، والجيشِ السوداني، للقتال إلى جانب القوات الحكومية اليمنية ضد الحوثيين، الذين تدعمهم إيران.

وعلى الرغم من المخاطر، فإن وعود الثروات دفعت عشرات الآلاف من الرجال والصبية الفقراء في دارفور إلى السعي لكسب مليون جنيه سوداني (نحو سبعةَ عشر ألفَ جنيه إسترليني) خلال أشهُر، بينما الحدُّ الأدنى للأجور في السودان هو مئة وتسعون دولارًا فقط في الشهر، وغالبا أقلَّ بكثير.

ويقاتل الآلاف من الجنود السودانيين في صفوف قوات التحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين في اليمن.

ومنذ إعلان الرئيس المخلوع عمر البشير المشاركة في “عاصفة الحزم” عارضت قوى سياسية القرار، ليتزايد الرفض الشعبي لهذه المشاركة بعد نجاح الثورة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، كشف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان حميتي أن عدد القوات السودانية التي تشارك في حرب اليمن بلغ ثلاثين ألف جندي معظمهم من قوات الدعم السريع التي استعانت بها الحكومة السودانية سابقا في نزاع دارفور.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن حميدتي سحب نحو عشرة ألاف من قواته في اليمن.

المصدر : الإندبندنت + الجزيرة مباشر