كيف تعاون القذافي مع الغرب لتسليم المطلوبين الليبيين؟

الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي

سلط تقرير لموقع الجزيرة الوثائقية، الضوء على فيلم “القذافي والغرب” الذي تناول فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وتعاون نظامه مع دول عدة لتسليم مطلوبين ليبيين.

ويكشف الفيلم أسرارا ووثائق عن القذافي، ناقلاً خفايا في الفترة من 1994 وحتى 2009، تؤكد أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، لاحقت العديد من المعارضين الليبيين وسلمتهم للزعيم الليبي آنذاك.

مبعوث الموت
  • وفق التقرير، سمي القذافي في فترة حكمه بـ “مبعوث الموت” لإمكانه الوصول إلى الضحايا في مختلف بقاع الأرض، وجلبهم إلى مكتبه وإرسالهم للجحيم.
  • بعد ثورة 2011، تكشفت خيوط جديدة عن ترحيل الغرب المعارضين الليبيين إلى نظام القذافي، وكيف كان الجانبان ينسقان عمليات الملاحقة والتعذيب.
  • القضية الأولى والأخطر تمثلت في تسليم محمد الفاخري المعروف بابن الشيخ الليبي، الذي اعتقلته القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2001.
  • أدلى الفاخري بمعلومات تحت التعذيب، اتخذها الأمريكيون، مبررا لغزو العراق عام 2003، بعدما اعترف بأن لديه علاقة بالقاعدة وزعيمها.
  • رُحّل الفاخري إلى مصر، وفي عهد عمر سليمان ضربوه ونكلوا به وأذاقوه العذاب بشتى أنواعه، وفق شهادة شقيقه.
  • وبعدما حصلت المخابرات المصرية على معلومة تحت التعذيب، تفيد بوجود علاقة بين القاعدة ونظام صدام حسين، سربتها لنظيرتها الأمريكية.
  • بعد يومين فقط من مقتل ابن الشيخ الليبي، احتفت الخارجية الأمريكية بالمعتصم القذافي كرجل دولة متحضرة ومنسجمة مع المنظومة الغربية.
في حضن الغرب
  • بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، ألقى النظام الليبي بكل أوراقه وسلم برنامجه النووي البدائي السري للولايات المتحدة.
  • كان القذافي يخشى من أن يلقى مصير صدام حسين، وهو ما عبر عنه ذات مرة في إحدى القمم العربية، وكان ذلك عربونا لقبوله عضوا في نادي مكافحة الإرهاب، وسريعا توقف الحديث عن الدكتاتورية الليبية.
  • في 2012 نشرت (هيومان رايتس ووتش) تقريرا مطولا يؤكد تورط عدة حكومات غربية في تسليم معارضين للقذافي بعضهم كان في سجن غوانتانامو.
  • تقول التقارير إن القذافي دفع 50 مليون دولار لحملة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي الانتخابية.
  • معلومات دعم القذافي لساركوزي أكدها الساعد الأيمن للقذافي، عبد الله السنوسي، حيث ظهر في فيديو يقول “نعم قدمنا له مساعدة باسم الحكومة الليبية للمساعدة في الحملة”.
تسليم بلحاج والساعدي
  • من طرابلس سرد عبد الحكيم بلحاج وسامي الساعدي كيف خدعتهما بريطانيا وخطفتهما وسلمتهما إلى (سي آي إيه) التي نقلتهما لنظام القذافي.
  • يروي بلحاج كيف تعرض للخداع وتم نقله إلى سجون تابعة لوكالة المخابرات الأمريكية، وقال إن فريقا أمريكيا حقق معه بعد خطفه في الفترة الأولى، لكنه رفض فيما بعد التجاوب معهم كونه على الأراضي الليبية.
  • أكد بلحاج أن لا علاقة له بالقاعدة ولا بأي تنظيم خارج ليبيا، قائلاً إن الأمريكان دخلوا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول في حالة هستيرية.
  • أما سامي الساعدي فقد احتُجز في هونغ كونغ عشرة أيام في المطار رفقة زوجته وأطفاله الأربعة وخضع للتحقيق قبل تقييده وترحيله في طائرة مصرية.
  • انتهى المطاف بالساعدي في مطار معيتيقة، ليلتحق بجحيم القذافي، ويمكث سنة وأربعة أشهر في الحبس الانفرادي وبعدها نقل إلى السجن الجماعي.
  • تجاوزت الحكومات الغربية القوانين التي تحرّم تسليم المعارضين السياسيين للأنظمة القمعية عبر حزمة إجراءات سرية بذريعة مكافحة الإرهاب.
  • رغم أقسى أساليب التحقيق، ثبتت براءة بلحاج والساعدي من تهمة الانتماء لجماعة الإرهاب الدولي، ما اضطر الحكومة البريطانية لعرض تسوية.
  • يشكل عرض التسوية من قبل المملكة المتحدة اعترافا ضمنيا بمسؤوليتها عن الخطف والتعذيب، حسب تقرير الجزيرة الوثائقية.
عبد الحكيم بلحاج وسامي الساعدي من ضحايا التنسيق الأمني الليبي مع الغرب

كندا وإيرلندا
  • الحكومة الكندية أيضاً كانت ضالعة في اختطاف المعارضين وبشكل أكثر خطورة، حتى أنها سلمت إمام مسجد يحمل جنسيتها إلى نظام القذافي.
  • هذا الإمام هو مصطفى كرير خطيب مسجد النور بمونتريال الذي ارتاب في أشخاص مريبين، أخبره أحدهم أنه يريد تأسيس تنظيم إسلامي سري.
  • لاحقا أرسلته الحكومة الكندية للقذافي ومكث في السجن حوالي سنتين، واكتشف أن الأمريكيين والكنديين كانوا ينقلون كل تحركاته إلى السلطات الليبية.
  • عندما غادر السجن فوجئ بأنهم “غسلوا مخ زوجته” وأخبروها بأنه طلقها، يقول كرير” هذا أكبر جرم، تخريب البيوت وتشتيت شمل الأسر وتشريد الأطفال، هذا أشد خطرا من الضرب بالعصيّ”.
  • في أيرلندا كانت هناك قصة معاناة أخرى، فقد واجه المعارض إبراهيم بويصير تحريضا اجتماعيا وحصارا إعلاميا بالتنسيق مع نظام القذافي.
  • بدأت المراقبة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ودهموا منزله عدة مرات واعتقلوه عدة أيام، رغم أن القانون الأيرلندي لا يسمح بذلك، ووضع تحت الإقامة الجبرية وجمدت حساباته ومُنع من السفر، ويؤكد ذلك وجود تعاون بين الأمريكيين والأيرلنديين لتسليم المعارضين.
  • ألحقت هذه الإجراءات أذى بليغا بالرجل الذي كان محبوبا في محيطه، ولكنه يقر بأنه كان أفضل حالا من غيره لأن القانون الأيرلندي لا يسمح بالتسليم.
  • يخلص التحقيق إلى أن المخابرات الأمريكية والغربية لفقت أدلة لتبرير غزو العراق وخطفت المعارضين وانتهكت حقوق الأطفال وتورطت في تصفية المشتبه بهم.

للاطلاع على المادة كاملة يرجى الضغط على الرابط التالي: 

القذافي والغرب.. تعاون قذر لتسليم المطلوبين الليبيين

المصدر : الجزيرة الوثائقية