كيف تعامل المغردون السعوديون مع فوز الجزائر بأمم أفريقيا؟

جماهير جزائرية حاشدة في استقبال المنتخب الحاصل على كأس الأمم الأفريقية

أثار فوز المنتخب الجزائري بكأس الأمم الأفريقية فرحة عارمة في مختلف الأقطار العربية، ولكن بدا ملفتا أن عددا من المغردين السعوديين لم يكونوا سعداء بهذا الفوز.

وفي حين اكتفى رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ بتغريدة قصيرة “الله ينصر ويوفق رجال الجزائر الأبطال” تجاهلت غالبية الحسابات الرسمية والمقربة من دوائر صنع القرار التعليق على المباريات وفوز الجزائر بها، بينما غردت حسابات أخرى وبعضها مقرب من الدوائر الحاكمة تنتقد المنتخب وحتى الجماهير الجزائرية.

ويبدو أن بعض المغردين السعوديين لم يغفروا للجماهير الرياضية الجزائرية بعض المواقف المنتقدة للسياسة السعودية خصوصا تجاه فلسطين التي تسكن بعمق في قلوب الجزائريين وتحضر باستمرار في هتافاتهم بالملاعب والمدرجات داخل وخارج الجزائر.

القطط الوديعة
  • وصف الأكاديمي والمغرد السعودي كساب العتيبي لاعبي المنتخب الجزائري بالقطط الوديعة، وقال إن السيطرة الكاملة للمنتخب السنغالي على مُجريات المباراة، حولت لاعبي الجزائر في نظره إلى “قطط وديعة” أمام من وصفهم بـ “فهود السنغال”.

  • لم يكتف العتيبي بذلك بل اعتبر في تغريدة له على حسابه في تويتر أن أداء المنتخب الجزائري في المباريات النهائية كان “مخجلا”، وأنهم “أحرزوا هدفاً بالصُدفة”.

  • عاد العتيبي في تغريدة ثانية ليصف اللاعبين الجزائريين بالقطط الوديعة، بعد سيل كبير من التعليقات التي أثارته تغريدته؛ حيث اعتبرها كثيرون مهينة وجارحة بحق منتخب عربي شقيق.

  • في تغريدة أخرى قارن العتيبي بين ما يعتبره سيطرة للسنغاليين على معنويات الجزائريين خلال تسعين دقيقة، بهيمنة الفرنسيين على وجدان كثيرين منهم.
  • أعرب العتيبي في تغريدة له عن سعادته بخسارة تونس وخروجها من البطولة، وبرر ذلك بقوله “لم ننس تهكُم التونسيون وبقية العُربان على المنتخب السعودي في كأس العالم الأخير. لم ننس خمسة وخميسة، ولا الخيمة والبعير. هذا رأيي، ومن أراد تشجيع الجزائر فهو حر. بالتوفيق لفهود السنغال”.
التهاني لمصر والتوفيق للسنغال
  • المغرد السعودي منذر آل الشيخ مبارك اختار أن يزف التهاني فقط لمصر لتنظيمها البطولة، ونجاحها فيما وصفه بـ”تجاوز الإرهاب وأنها بلد الأمن والأمان ونبارك لهم عودة الجمهور للمدرجات وتجاوز وطي صفحة الإخوان”.

  • قبيل المباراة النهائية هاجم منذر بعض مشجعي المنتخب الجزائري وتمنى التوفيق للمنتخب السنغالي، مغردا: “مصر ترتفع عن الصغائر هتف بعض من مشجعي الجزائر دعماً للإرهاب بترديد مطلوب من إرهابيي في مصر، للتذكير تطاولوا من قبل على مشاعر أهلنا في الكويت وتسببوا في أزمة مع العراق أما أقبح الألفاظ من بعضهم كانت ضد السعودية. من القلب نقول كل التوفيق لمنتخب السنغال”.
  • أعاد البعض تغريد صورة لافتة كبيرة رفعها مشجعون جزائريون في أحد ملاعب كرة القدم الجزائرية تتضمّن صورة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وإلى جوارهما صورة للمسجد الأقصى وعلم فلسطين، ما أثار غضب السعودية، وتوعدت في الوقت ذاته بالرد على الواقعة التي أثارت جدلا واسعا في حينها.
  • كُتب تحت الصورة باللغة الإنجليزية: “TWO FACES FOR THE SAME COIN”؛ أي “وجهان لعملة واحدة”، مع عبارة أخرى باللغة العربية هي: “البيت لنا والقدس لنا”.
  • اختار رئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة اليد عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية السعودية تركي الخليوي العودة بالذاكرة إلى الوراء لتذكير رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتعاطي الجمهور الكروي الجزائري مع المنتخب السعودي.

  • كتب الخليوي في تغريدة له على حسابه الموثق في تويتر قائلا إنه “في كأس العالم للشباب في كرة اليد 2017 والمقامة بالجزائر، كانت كل الجماهير في الصالة وبلا استثناء تشجع الفرق الأجنبية ضد المنتخب السعودي”.
  • أضاف الخليوي أنه صرح بذلك “لصحافتهم وتلفزيونهم في حينها ولم يظهر تصريحي إلا في واحدة فقط من الصحف”.
البلد الأصيل المستقر
  • تنوعت مبررات المغردين السعوديين الذين انحازوا ضد المنتخب الجزائري؛ ومنهم الإعلامي السعودي المقرب من دوائر القرار في بلاده عثمان العمير -وهو ناشر موقع إيلاف ورئيس تحريره، الذي غرد قبيل المباريات النهائية مؤكدا تشجيعه المنتخب السنغالي على حساب نظيره الجزائري.

  • العمير قال في تغريدة له على صفحته في تويتر إنه رغم أن تشجيعه في كرة القدم يقتصر منذ 25 عاما على فرق انجلترا، فإنه اليوم يشجع السنغال، الذي وصفه بـ”البلد المستقر، المحبوب، المتأنسن، الأصيل ديمقراطيا، الذي يعرف كيف أتى وذهب زعماؤه”.
  • بعد أن أثارت تغريدته ردود فعل منتقدة على تويتر، غرد قائلا إن تغريدته التي “أيد فيها السنغال أخذت معنى مغايرا”.

  • دافع العمير عن موقفه بالقول إن “التغريدة شخصية لساكن في لندن، منذ أكثر من عقود لايملك صفة سياسية ولا يؤمن بما يسمى بالأمة العربية، ولا يشجع أحداً للونه، جنسه، قوميته، معتنقا الأنسنة، التسامح، حق التعبير، حق الذوق، حق الاختيار، حق الحب والإعجاب”.
يهاجمون السعودية
  • انتقد مغرد آخر يدعى علي الزمامي الدوسري من يقفون من بلاده إلى جانب الجزائر، قائلا إن الجزائريين “يهاجمون آل سعود والسعودية ومن يهاجمنا ليس بصديق أما أنت يا قحطاني إذا كنت تؤيد الذين يسبون قيادتك فأنت حر”.

  • في حين ذهب مغرد آخر يدعى عايض بن حمد الدوسري إلى أبعد من ذلك بالتأكيد على أنه لو لعبت الجزائر أو تونس ضد إسرائيل فإنه سيشجع إسرائيل.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي