كورونا: مصر تبدأ مرحلة الاختبارات السريرية على عقار “أفيغان”

يأمل المصريون أن يعيد عقار أفيغان الحياة في شوارع مصر وميادينها
يأمل المصريون أن يعيد عقار أفيغان الحياة في شوارع مصر وميادينها

بدأت مصر إجراء تجارب على دواء “أفيغان” الياباني لعلاج فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). 

وقال مستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية، محمد عوض تاج الدين، الجمعة، إن الاختبارات السريرية ستُجرى على 50 مريضًا تأكدت إصابتهم بعدوى فيروس كورونا.

وأكد تاج الدين إنه “لا يوجد دواء ضد هذا الفيروس حتى اللحظة، وكل المحاولات الحالية تعتمد على استخدام أدوية قديمة”.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت بدء إجراء التجارب بـ”أفيغان” على 50 مصابًا بفيروس كورونا المستجد في ولاية ماساشوستس، وفق “نيوزويك” الأمريكية.

ونقلت وسائل إعلام مصرية مختلفة خبر حصول مصر على العقار الياباني لعلاج فيروس كورونا المستجد، وبدء تصنيعه بمساعدة صينية. 

وقال وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار في مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات الخاصة إن مصر حصلت على عينات من الجهة المصنعة في اليابان منذ أكثر من شهر تقريبًا، وهناك عينات أخرى في الطريق خلال الأسبوع المقبل؛ “لإجراء تجارب سريرية ومعملية”، وأضاف أنه جاري التواصل مع الصين، والتي تصنع المادة الخام للعقار وفق قوله، حتى يبدأ التصنيع في مصر.

مصر تبدأ مرحلة الاختبارات السريرية على عقار مضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

 

وفي السياق، قال أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية حسام عبد الغفار في مداخلة هاتفية إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي شكّلت لجانًا منذ بداية الجائحة عرضت إحداها نتائج مبشرة لعقار “أفيغان” في اليابان، ومن ثَمَّ عُرض الأمر على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي بدوره أعطى الضوء الأخضر لبدء التعاون البحثي. 

وأشار إلى أن “مصر في مرحلة إدخال العقار في البروتوكول العلاجي للمصابين المصريين، وتوجد نتائج مبشرة”.

مصر تدخل مرحلة اختبار وتصنيع عقار مضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

وليست مصر وحدها التي سعت للحصول على “أفيغان”، فحسب مجلة “دير شبيغل” بدأت ألمانيا في إجراءات الحصول على عقاقير عدة يمكن استعمالها ضد كورونا ومنها “أفيغان” الذي تريد وزارة الصحة الألمانية استخدامه للحالات الحرجة، وطلبت منه “ملايين العبوات”. 

لكن المتحدث باسم المعهد الاتحادي الألماني للأدوية والمنتجات الطبية (BfArM) أشار إلى أن لم تثبت فاعلية أي من هذه الأدوية على مرضى كورونا بعد.

وبدأ إنتاج عقار “أفيغان” في 2014 من قبل شركة Fujifilm Toyama Chemical  اليابانية، ويُعرف أيضاً باسم “فافيبيرافير Favipiravir”، وهو هو دواء مضاد للفيروسات استُعمل في علاج الإنفلونزا وفيروس إيبولا. 

ويعمل الدواء عن طريق حجب إنزيم يساعد الفيروسات على نسخ نفسه داخل الجسم، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أنه علاج فعال لفيروس كورونا المستجد، بحسب ما نقلت مجلة “دير شبيغل” الألمانية. 

وأجرى فريق علماء صيني في مدينة ووهان تجربة بعقار “أفيغان” وعقار آخر باسم “أربيدول” على 120 مصابًا بفيروس كورونا المستجد.

وبحسب الصحيفة فإن المجموعة التي حصلت على “أفيغان” شُفي منها نحو 71 بالمئة بعد 7 أيام فقط، بينما تعافى 56 بالمئة فقط ممن حصلوا على عقار “أربيدول” في نفس المدة.

ونقلت “غارديان” البريطانية عن مصدر بوزارة الصحة اليابانية أن النتائج الجيدة كانت فقط عند الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض المتوسطة للمرض، أي ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس، أما الأشخاص الذين كانوا يعانون ضيقًا حادًا في التنفس فلم يؤثر عليهم “أفيغان”.

نتائج مبشرة.. لكنها تستوجب الحذر!

وبالرغم من وصف نتائج التجارب بهذا العقار في إيطاليا حتى الآن بأنها “مبشرة”، إلا أن عالم الفيروسات الألماني كريستيان دورستن أشار إلى أن الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة في الصين حصلوا على “نسبة مركزة عالية للغاية من العقار” بحسب “دير شبيغل”. 

وأضاف دورستن أن “14 بالمئة من المشتركين بالدراسة وجد لديهم ارتفاع في نسبة مادة اليوريا في الدم”، وهو ما يشير إلى أثار جانبية سيئة للعقار على الكليتين.

ما زال العقار يحتاج للعديد من الدراسات للتأكد من فعاليته، وكانت الشركة اليابانية المنتجة للعقار بدأت ما أسمته بـ”المرحلة الثالثة” من التجارب منذ شهر “للتأكد من فعالية وسلامة الدواء”، وفق “نيوزويك”. 

وتأمل اليابان زيادة حجم إنتاج العقار لثلاثة أضعاف في الفترة المقبلة، إذ إن العدد الحالي يكفي 700 ألف شخص فقط بحسب ما نقلت “نيوزويك” عن مصادر إعلامية يابانية.

وإذا صارت الدراسات بشكل إيجابي، فقد يصبح الدواء جاهزًا للتوزيع على نطاق واسع في شهر مايو/ أيار من هذا العام، حسب الغارديان.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع وصحف مصرية