كورونا: أمريكا تستولي على شحنة كمامات طبية متجهة إلى فرنسا.. ما القصة؟

مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تتنافس الدول بشدة على الكمامات الطبية
مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تتنافس الدول بشدة على الكمامات الطبية

أثار ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الجدل حول صفقة كمامات طبية قادمة إلى فرنسا، استولت عليها الولايات المتحدة ونقلتها إلى أراضيها.

وتحدث رئيس المنطقة الجنوبية الفرنسية، رينو موسيلير، في لقاء صحفي مع قناة BFMTV عن “استيلاء” أمريكا على الشحنة القادمة إلى فرنسا، وهي على مدرج الطائرات في الصين، ودفعت واشنطن ثمنها أضعافا نقدًا بهدف إرسالها إلى واشنطن فورًا.

وذكر أن باريس كانت قد دفعت ثمن هذه الشحنة مُقدمًا، لكن واشنطن دفعت أضعاف السعر لاحقًا لتستولي عليها.

لكن رينو عاد وكذَّب ما قاله عبر تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر قائلاً “أود تنبيهكم إلى أن الأقنعة في طريقها إليكم، ولم تستحوذ عليها أية قوة أجنبية أخرى”، مضيفًا أن هذه الشحنة ستصل إلى فرنسا عبر بعض شركات الدعم اللوجيستي خلال مدة قريبة.

يأتي هذا مع تزايد حالات الإصابة في الولايات المتحدة ورغبتها في تغطية احتياجاتها من الطلب المُتزايد على الكمامات الطبية، إذ وصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أمريكا إلى 279 ألفًا و355 منهم ألفان و194 حالة إصابة جديدة، وقضى جراء الفيروس 7 آلاف و451 أمريكيًا، من بينهم 59 وفاة جديدة، في حين تعافى 12 ألفًا و715 شخصا آخر.

تعاني الولايات المتحدة الأمريكية نقصًا حادًا في الكمامات الطبية (رويترز)

وفي السياق، نشرت ممرضة أمريكية مقطع فيديو عبر حسابها على موقع إنستغرام، وهي تبكي بحرقة وتعلن تركها وظيفتها بسبب “عدم جاهزية أمريكا لمكافحة وباء كورونا”، وفق تعبيرها.

وقالت الممرضة الأمريكية في معرض حديثها إنها اضطرت لترك العمل بعد أن منعتها المستشفى بمدينة شيكاغو من ارتداء قناع للوجه -أو حتى N95- أثناء رعاية المصابين بالفيروس، وعلقت على الفيديو الذي لقي تعاطفا كبيرًا من متابعيها قائلة “اليوم اخترت حياتي”.

https://www.instagram.com/p/B-YMwXChtt-/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

من جهتها، تواصل حكومة ولاية برلين الألمانية جهودها الحثيثة لكشف ملابسات ما حدث بالضبط مع شحنة تضم 200 ألف كمامة قادمة من تايلند، لكنها لم تصل إلى العاصمة الألمانية.

وقال المتحدث باسم وزارة داخلية برلين مارتين بالجن: “نحن بصدد الكشف عن التفاصيل”، وأضاف بالجن، السبت، أنه لا توجد معلومات حول ما حدث بالضبط في مطار العاصمة التايلندية بانكوك. 

وكان وزير داخلية الولاية أندرياس جايزل، قد أعلن، أمس الجمعة، أن شحنة الكمامات، والتي كانت مخصصة لشرطة برلين، صودرت في بانكوك بناء على تحريض أمريكي.

كما اتهم الوزير واشنطن بارتكاب “عمل من أعمال القرصنة العصرية”، ووصف ما حدث بأنه من “أساليب الغرب الأمريكي المتوحش”. 

وذكرت بوابة “تي أون لاين. دي إي” استنادا إلى مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن اتهامات برلين “خاطئة تمامًا”. 

وأوضح بالجن أن شرطة برلين طلبت من شركة تجارة ألمانية 400 ألف كمامة طبية من نوع “إف إف بي2-“، وسددت ثمنها، وبذلك صحّح بالجن تصريحات لإدارة الداخلية، جاء فيها أن الطلبية كانت موجهة إلى شركة أمريكية مصنعة للكمامات.

ووفق بالجن، فإن مسألة مصادرة الكمامات في بانكوك بناء على تحريض من الولايات المتحدة، استندت إلى الشركة الألمانية، مشيرا إلى إعلان الشركة أن الطائرة التي كانت تحمل الكمامات غادرت بانكوك متجهةً إلى الولايات المتحدة.

وقال بالجن إن هذه الكمية (200 ألف كمامة) تمثل الدفعة الأولى من الطلبية، وذكر أن حكومة برلين تحاول مع الشركة الألمانية والشرطة تتبُّع سلسلة التوريد، وقال إنه ليس من المعروف بعد أين أُنتِجت الكمامات ولدى أية شركة. 

كمامة طبية من إنتاج شركة ثري إم الأمريكية (مواقع التواصل)

وتوقعت تقارير إعلامية في برلين أن تكون الشرطة قد طلبت الكمامات من شركة “ثري إم” الأمريكية التي تصنع هذه الكمامات في مصنع تابع لها بالصين.

وردت الشركة الأمريكية بقولها إنها “ليست لديها أدلة على مصادرة منتجات ثري إم، كما أن ثري إم ليست لديها مستندات بشأن طلبية كمامات من الصين لشرطة برلين”.

اقرأ أيضًا: “قرصنة عصرية”.. شركة أمريكية ترفض اتهامات برلين بمصادرة 200 ألف كمامة

يذكر أن فيروس كورونا المستجد قد أصاب 82 ألفًا و165 فرنسيًا، وقضى منهم 6 آلاف و507 شخصًا، في حين تعافى 14 ألفًا و8 أشخاص، وفي ألمانيا أصيب 92 ألفًا و81 شخصًا، من بينهم 922 إصابة جديدة، وقضى ألف و299 جراء الفيروس، منهم 24 حالة وفاة جديدة، في حين تعافى 26 ألفًا و400 شخص، حتى الآن.

وعلى الصعيد العالمي، أصاب الفيروس مليونًا و142 ألفًا و299 شخصًا، قضى منهم 61 ألفًا و239 شخصًا، في حين تعافى 238 ألفًا و525 شخصًا، حتى اللحظة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات