كتالونيا تهدد بتفعيل الانفصال وإسبانيا تنذر بإخضاعها

زعيم إقليم كتالونيا, كارلس بودغمون
زعيم إقليم كتالونيا, كارلس بودغمون

هددت حكومة إسبانيا المركزية بتعليق الحكم الذاتي لإقليم كتالونيا وإخضاعها لحكمها المباشر، بعد أن قال زعيم الإقليم إنه سيمضي في إعلان الانفصال رسميا إذا واصلت مدريد رفض الحوار.

وفي خطوة غير مسبوقة منذ تحول إسبانيا إلى النظام الديمقراطي في السبعينيات قال رئيس الوزراء ماريانو راخوي إنه سيعقد اجتماعا خاصا لمجلس الوزراء يوم السبت لفرض الحكم المباشر على كتالونيا.

وتجاهل زعيم إقليم كتالونيا كارلس بودغمون مهلة انتهت في العاشرة صباح اليوم الخميس للتخلي عن مسعى الانفصال، وحمّل بودغمون على الحكومة الاتحادية عدم الاستماع لمطالب الحوار واستخدام “القمع واعتقال بعض النشطاء المدنيين” في كتالونيا، مهددا بإعلان الاستقلال رسميا في برلمان الإقليم.

وقال بودغمون في خطاب إلى راخوي: “إذا واصلت الحكومة عرقلة الحوار واستمرت في القمع فإن برلمان كتالونيا يمكن أن يشرع في التصويت على إعلان الاستقلال رسميا إذا اعتبر ذلك مناسبا”.

وإذا لجأ راخوي لاستخدام المادة 155 من الدستور الإسباني، التي تسمح له بحكم إقليم كتالونيا إن خالف القانون، فإن القرار لن يطبق بالكامل إلا بعد عدة أيام، ويجب أن يقره البرلمان، مما يتيح للكتالونيين وقتا لإعلان الانفصال من جانب واحد.

وفي رسالته ترك بودغمون لحكومة مدريد الخيار بين أن تأخذ في الاعتبار أنه لم يتم حتى الآن إعلان الانفصال في كتالونيا، وأن في ذلك مؤشرا على التهدئة، أو أن تستمر في تهديدها بتعليق الحكم الذاتي.

واعتمدت الحكومة الإسبانية الخيار الثاني، وقالت في بيان إنها تدرس تفعيل المادة 155 من الدستور لإعادة الشرعية إلى كتالونيا، مشيرة إلى رفض بودغمون الرد على طلباتها.

وأعلنت الحكومة أيضا في البيان عن اجتماع طارئ لمجلس الوزراء السبت لبدء عملية تعليق الحكم الذاتي في كتالونيا.

ورغم لهجة التصعيد السائدة فإنه ما تزال هناك مهلة من يومين لمشاورات محتملة.

وقال إنيجو مينديس دي فيغو، المتحدث باسم الحكومة الإسبانية، في بيان: “ستستخدم الحكومة كل الوسائل المتاحة لاستعادة حكم القانون والدستور في أقرب وقت ممكن، واستعادة التعايش السلمي بين المواطنين ووقف الضرر الاقتصادي الناجم عن الضبابية السياسية في كتالونيا”.

من جهته، حذر رئيس البرلمان الأوربي، أنطونيو تاجاني، الخميس، من أنه إذا مضت سلطات إقليم كتالونيا  قدما وأعلنت الانفصال عن إسبانيا، فلن يدعمها أحد في الاتحاد الأوربي وستصبح معزولة، مؤكدًا أنه لا يوجد أحد في أوربا يؤيد انفصال الإقليم.

ويبدو أنه بات من الصعب استعادة الثقة بين مدريد وبرشلونة كما تريد المؤسسات الأوربية ويريد الكثير من مواطني كتالونيا وحتى فريق برشلونة الشهير لكرة القدم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات