قضية خاشقجي تهدد “دافوس الصحراء” في الرياض

الكاتب الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي (يمين) وولي العهد السعودي محمد بن سلمان

قررت مؤسسات كبرى في مجال الأعمال وأخرى إعلامية عدم المشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المقرر عقده بالسعودية، على خلفية قضية الصحفي جمال خاشقجي.

ويوم الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول لاستخراج أوراق رسمية نحو الواحدة ظهرا، لكنه لم يخرج من القنصلية، بحسب ما أكدت مصادر أمنية تركية إضافة لخطيبته التي كانت تنتظره خارج مبنى القنصلية.

وقال مسؤولون في الأمن التركي إن الاستنتاجات الأولية لديهم تشير إلى أن خاشقجي قُتل داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول وأن القتل كان مدبرا، حيث تم استدراجه من خلال تحديد موعد مسبق له للقدوم للقنصلية لاستلام أوراقه. ونفت السعودية تلك الاتهامات.

تأثير قضية خاشقجي على دافوس الصحراء

في العام الماضي أعلن صندوق الاستثمارات العامة بالسعودية، الذراع الاستثمارية للمملكة، وأحد أكبر صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم، إطلاق “مبادرة مستقبل الاستثمار” برعاية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

عقدت الدورة الأولى من المبادرة في مدينة الرياض خلال الفترة من 24 إلى 26 من أكتوبر/ تشرين أول 2017، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة، وأطلق على المؤتمر اسم “دافوس في الصحراء” تيمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

شارك أكثر من 2500 شخصية رائدة ومؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 60 دولة، ناقشوا الفرص والتحديات التي ستشكل وجه الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية في العقود المقبلة، وكان من أبرزهم المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، والرئيس التنفيذي المشارك لبريدجووتر أسوشيتس ديفيد ماكورميك، ورئيس أرامكو السعودية.

وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قدوم عمالقة الاقتصاد والأعمال على مستوى العالم إلى العاصمة السعودية الرياض في العام الماضي بأن الرياض تتحول لـ “مركز القوة الاقتصادية في العالم”.

يعاود صندوق الاستثمارات العامة تنظيم “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام الحالي 2018م، خلال الفترة 23-25 أكتوبر الجاري.

تحت عنوان “خارطة طريق للقرن الثاني والعشرين”، تسعى المبادرة هذا العام إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص التي ستساهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستساهم في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة.

كشف صندوق الاستثمارات العامة في وقت سابق عن قائمة المتحدثين في مبادرة مستقبل الاستثمار للعام الحالي، حيث تضم القائمة أكثر من 100 شخصية بارزة من الرؤساء التنفيذيين، والمستثمرين، ورواد الأعمال من مختلف دول العالم.

لكن مؤسسات كبرى في مجال الأعمال وأخرى إعلامية قررت عدم المشاركة في المؤتمر على خلفية قضية الصحافي جمال خاشقجي منها:

شبكة سي إن إن، وصحيفة نيويورك تايمز، وشبكة “سي إن بي سي”، ووكالة بلومبيرغ، وصحيفة فايننشال تايمز، والرئيس التنفيذي لشركة أوبر، وشركة سيمنس، ومالك صحيفة لوس أنجلوس تايمز، ورئيس تحرير إيكونوميست، ومصمم نظام عمل هاتف أندرويد، وكاتب المقالات في صحيفة نيويورك تايمز أندرو روس سوركين، والرؤساء التنفيذيين لشركات فياكوم و”إيه أو إل”، ووزير الطاقة الأمريكي السابق إرنست مونيز علق دوره الاستشاري في مشروع نيوم.

كما أنهت مجموعة هاربور غروب، وهي شركة في واشنطن، عقدا مع السعودية بقيمة 80 ألف دولار في الشهر.

وأعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين أن مجموعته (فيرجن غروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار.

إلا أن مديرة صندوق النقد الدولي أعلنت اليوم، إن قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي “مروعة”، لكنها لا تزال تعتزم الحضور الى السعودية للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي.

وقالت لاغارد في بالي حيث تعقد اجتماعات صندوق النقد الدولي إن “حقوق الإنسان وحرية الإعلام هما أمران أساسيان، لقد تم التداول بأمور مروعة، لكن يجب أن أتابع أعمال صندوق النقد الدولي في كل أنحاء العالم”.

ويأتي تصريح لاغارد بعدما أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين أيضا في بالي إنه يعتزم المشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام 2018 في الرياض، مع متابعة التحقيق في قضية خاشقجي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات