قبل 3 أعوام.. عالم أمريكي توقع حدوث “تفش مفاجئ” لوباء في عهد ترمب

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يستمع للدكتور فوتشي أثناء الإيجاز الصحفي اليومي للبيت الابيض

نشر موقع هافي بوست الأمريكي تقريرا كشف فيه أن الدكتور أنطوني فوتشي، كبير متخصصي الأمراض المعدية بالحكومة الأمريكية، كان قد توقع في عام 2017 حدوث “تفشٍ مفاجئ” خلال ولاية ترمب.

كما أضاف فوتشي حينها ضرورة أخذ المزيد من الإجراءات الاحترازية استعدادا لاحتمالية وقوع جائحة عالمية.

ففي خطابه بالمركز الصحي بجامعة جورج تاون والذي حمل عنوان “الجاهزية للجوائح في الإدارة المقبلة”، قال الدكتور فوتشي “لا يوجد مجال للشك في أن الإدارة المقبلة ستواجه تحديا في مجال الأمراض المعدية”. وكان ذلك قبل أيام فقط من بدء ولاية الرئيس ترمب في 20 من يناير/ كانون الثاني عام 2017.

وحذر فوتشي، الذي يشرف على المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية منذ عام 1984، من أن التحديات الصحية التي تلوح في الأفق قد تنطوي على كل من الأمراض المزمنة، وهي الأمراض الجارية بالفعل، وكذلك ما وصفه بـ”التفشي المفاجئ”.

وقال “بغض النظر عن أي شيء آخر، فقد أخبرنا التاريخ بشكل قاطع أن [التفشيات] ستحدث. إنه تحد دائم ولن يختفي، والشيء الذي نثق به تماما هو أننا سنرى هذا في السنوات القليلة المقبلة”.

ووضع فوتشي قائمة بالتدابير اللازمة للتحضير لمثل هذه الأزمة، بما في ذلك إنشاء أنظمة المراقبة الصحية العالمية وتعزيزها، فضلاً عن البنية التحتية للصحة العامة والرعاية الصحية، وممارسة الشفافية والتواصل الأمين مع الجمهور، والتنسيق والتعاون في كل من البحوث الأساسية والسريرية، وتطوير التقنيات لمنصة عالمية لتسهيل تطوير اللقاحات بشكل أفضل.

وفي حديثه النافذ للبصيرة قال أيضا “إن الخطأ الذي ارتكبه الكثيرون هو عدم النظر خارج حدودنا الجغرافية فيما يتعلق بعالمية قضايا الصحة، ليس فقط أن ما لديهم ربما ينتقل إلى هنا ولكن ربما تحدث بعض المفاجآت بالنسبة لنا”.

ورغم تحذيرات الدكتور فوتشي المبكرة ودعواته لاتخاذ الإجراءات اللازمة، أظهر تقرير يوم الأحد حول استجابة إدارة ترمب لجائحة فيروس كورونا أن الوكالات الفيدرالية انتظرت حتى منتصف الشهر الماضي لطلب الإمدادات والمعدات الطبية الحيوية لمكافحة الفيروس، وذلك رغم كل التحذيرات بشأن جائحة الفيروس المحتملة التي بدأت منذ يناير. 

الدكتور أنتوني فوتشي

ومع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لازالت التقارير تبين النقص الكبير في الإمدادات داخل المستشفيات والمراكز الطبية.

وعن استجابة الحكومة الحالية علقت كاثلين سيبيلوس، وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية السابقة في إدارة أوباما، لوكالة أسوشيتد برس قائلة:”لقد أهدرنا شهرين كاملين بالفعل”.

كما أعرب الدكتور فوتشي عن سخطه إزاء ضعف الجهود المبذولة لوقف انتشار كوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، يوم الخميس الماضي، حيث انتقد علنا الولايات التي لم تصدر أمر البقاء في المنازل للمساعدة في منع انتشار الفيروس.

وعن أوامر البقاء في المنزل في جميع الولايات الخمسين قال فوتشي على شبكة سي إن إن “لا أفهم لماذا لا يحدث ذلك. إن التوتر بين حقوق الولايات الفيدرالية مقابل حقوق الولايات للقيام بما تريده هو شيء لا أريد الدخول فيه. ولكن إذا نظرت إلى ما يجري في هذا البلد، فأنا لا أفهم لماذا لا نفعل ذلك. يجب أن يحدث ذلك فورا”.
سجلت الولايات المتحدة إلى اليوم الإثنين أكثر من 336 ألف حالة إصابة بكوفيد-19، بينما ارتفعت الوفيات إلى أكثر من 9600 حالة وفاة.

المصدر : هفنغتون بوست