في زمن الكورونا.. هل التعجل بفتح دور العبادة يعد مخالفة شرعية؟

يدعو البعض لإعادة فتح دور العبادة حتى لو اقتصر الأمر على أداء صلاتي التروايح والجٌمع؟ فما موقف المؤسسات الدينية من تلك الدعوات وهل يجوز الخروج على قرارت الحكومة وفتح المساجد؟

وعن ذلك يجيب الدكتور خالد حنفي -الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للافتاء والبحوث، ورئيس لجنة الفتوى بألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا “أرى والله أعلم عدم التعجل في فتح المساجد والتريث طويلا قبل اتخاذ قرار العودة إلى إقامة الجمع والجماعات والتراويح في المساجد، وذلك لما يلي:

  • خطر العدوى واحتمال الإصابة لم ينتف بشكل كلي أو شبه كلي، والأمر خاضع للتشاور والبحث في ضوء ما يستجد من معلومات طبية ورصدية للحكومة  ولنتذكر أن الدول التي استهانت بالفيروس في أول أمره دفعت ثمنا غاليًا لاحقاً.
  • موقف المجالس والمؤسسات الإسلامية الكبري الممثلة للمسلمين يتسم بالتعقل والعلمية، فقد رأت عدم فتح المساجد الآن، وقالت إنها تتابع تطور الأمر ميدانيا ومعلوماتيا وستتخذ قرار الفتح بالتشاور والدراسة في حينه. وأؤكد هنا على أن واجب الوقت هو الالتزام بقرار هذه المؤسسات مهما كان لنا من تحفظات على أدائها أو اختلاف مع توجهاتها، فإن كدر الجماعة خير من صفو الفرد.
  • عدم واقعية وعملية فتح المساجد لعُشر العدد الذي يصلي فيها عادة، وصعوبة إيجاد معيار دقيق وموضوعي لاختيار من يصلي وتقديمه على غيره، وأرجو أن لا يقع أحد في صورٍ تُعد تمييزاً في عملية المختارين للصلاة، وآمل أن لا يحدث تشاحن أو سوء ظن فيمن يرشحون للصلاة.
  • لا يصح مقارنة المساجد بالكنائس والأسواق؛ فطبيعة المساجد والعبادة فيها وعدد المترددين عليها ومدة البقاء فيها تختلف عن الكنائس، ولئن نجح المنظمون في التفريق بين المصلين بمسافات فماذا عن دخولهم وخروجهم من باب واحد مثلا؟
  • ما أخشاه أنه لو لا قدر الله وقع خطأ في مسجد واحد وصار بؤرة للعدوى – سلم الله الجميع- كيف ستكون الصورة لدى المواطن، بعد أن قدمت المساجد صورة حضارية مثالية رائعة بسرعة مبادرتها إلى إيقاف الشعائر فور انتشار الفيروس في البلاد.
  • الصلاة المتباعدة وإن وقعت صحيحة مجزئة تحت ضغط وخصوصية الظرف المعيش إلا أنها تخالف روح الجماعة ونصوصها وهيئتها الشرعية، و لأن نصبر ونحافظ على هيئة الجماعة وهيبتها خير من أن نتعجل بالصلاة المتباعدة؛ لأننا حين نعود إلى مساجدنا بشكل طبيعي ستكون فرحتنا عارمة واستمساكنا بالجماعة وحرصنا عليها سيتضاعف.
  • التعجل بالفتح سيغري غيرنا بالتعجل وربما لا تكون ظروفهم مثل ظروفنا فنتحمل التبعة.
  • الأسباب المرخصة في ترك الجمع والجماعات أهون بكثير من خطر الإصابة أو العدوى وإن كان محتملا، والرخصة تستمر ما استمر سببها، فلم التعجل؟
  • وقعت طواعين وأوبئة في تاريخ الإسلام وتعطلت الجمع والجماعات حتى في الحرم الشريف إلى أن ارتفعت الجائحة، ومن نعم الله علينا وجود السعة والرخص في ديننا.
المصدر : الجزيرة مباشر